الاثنين، 26 يناير 2009

حق الانتخاب منذ الولادة



أعلنت مجموعة من نواب البرلمان الألماني (البوندستاغ) عن اقتراح يعطي الحق للأطفال منذ ولادتهم في الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات.
وتبنى هذا الاقتراح 46 نائبا أكدوا في بيان أن «نحو 14 مليون مواطن ألماني مستبعدون حاليا من حق التصويت في الانتخابات بسبب سنهم فقط.. مما يعني أن واحدا بين كل خمسة مواطنين في ألمانيا (17%) ليس له صوت انتخابي». ولا يسمح في ألمانيا للمواطنين الأقل من 18 عاما بالتصويت في الانتخابات التشريعية أو انتخابات البرلمانات المحلية في الولايات فيما تسمح بعض الولايات بمشاركة الشباب اعتبارا من 16 عاما في بعض الانتخابات البلدية.
ومن بين أنصار هذا الاقتراح وزيرة الأسرة السابقة ريناتا شميت ونائب رئيس البرلمان فولفغانغ تيرزيه، بالإضافة إلى الأمين العام للحزب الديمقراطي الحر ديرك نيبل.
ويطالب النواب بمنح الوالدين حق الانتخاب لأطفالهم في البداية إلى أن يصل الأطفال لمرحلة من النضج تكفي لإدراجهم ضمن القوائم الانتخابية (القبس 10/7/2008).

التعليق:
هناك حادثة صغيرة في العصر الإسلامي الذهبي ذا دلالة ...
كان عبدالله بن الزبير يلعب في أحد شوارع المدينة مع صبية من اترابه، وإذا بأمير المؤمنين عمر بن الخطاب يمر من الشارع نفسه، فتفرق الصبية من هيبة عمر، إلا عبدالله ، فانه ظل واقفاً لم يبرح مكانه، وهنا تعجب عمر وسأله: لماذا لم تدع الطريق مثل باقي الصبية؟
فقال له عبدالله: يا أمير المؤمنين لست ظالماً فأخافك، وليس الطريق ضيقاً فأوسعه لك، فربت عمر كتف الصبي وقبله، وقال للزبير: أن ابنك هذا سيكون له شأن عظيم".

وإذا دلت هذه الحادثة على شئ فإنها تدل على أن النضج ليس له سن ولا جنس، كما أن حب الوطن والمشاركة في العمل العام ليس له سن ولا جنس.

ولمولد بطلنا عبدالله بن الزبير حكاية طريفة. فحين بلغ النبي صلى الله عليه وسلم نبأ مولد طفل للزبير بن العوام، كبر وكبر معه المسلمون في المسجد، وانطلقت الفرحة تعم أرجاء المدينة المنورة، حتى دخلت كل بيت من بيوت الأنصار.
ذلك لأن مولد هذا الطفل في السنة الأولى من الهجرة قضى على أسطورة أطلقها اليهود بأنهم سحروا المسلمين وأصابوهم بالعقم.
وحملت أسماء بنت أبي بكر وليدها عبدالله وذهبت به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ووضعته في حجره، فدعا بتمرة فمضغها، ثم تفل في فمه، فكان أول شئ دخل جوفه هو ريق رسول الله، ثم دعا له الرسول بالبركة. وهذكا نشأ عبدالله في بيت أبوين ورعين تقيين نشأة طاهرة، وما أن بلغ مرحلة الوعي وادراك ما حوله من الأشياء حتى طلب إليه والده أن يبايع النبي على السمع والطاعة، شأن المؤمنين، فذهب الطفل إلى الرسول وبايعه، ودعا له الرسول بالخير، وكان الزبير يصحب ابنه إلى المسجد ليؤدي الصلاة، كما كان يدربه على المبارزة وفنون القتال في سن مبكرة، وهكذا بث الزبير في وجدان عبدالله الشجاعة والبسالة والبطولة حتى درج نحو الصبا لا يعرف الخوف إلى قلبه سبيلاً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق