الأربعاء، 14 فبراير 2018

زواج الدكتورة سميرة (مسرحية من فصل واحد)

الشخصيات:
الدكتورة سميرة:    في العقد الثالث، مصرية الجنسية لم تتزوج بعد.
الدكتور إبراهيم:    في العقد الخامس، كويتي.
أحمد          :  السكرتير ، في العقد الثالث، مصري، يحمل ليسانس في الآداب
أمل            :  موظفة     
ليلى           :        زميلة د. سميرة في السكن، في العقد الثاني، مصرية.
عم علي       :   فراش

المشهد الأول (غرفة مكتب حكومي عادي، يتضمن ثلاث مكاتب، اثنان منهم يبدو بمستوى أعلى من الثالث الذي عليه جهاز كمبيوتر. المكتب الأول خاص بالدكتورة سميرة، الثاني للدكتور إبراهيم، أما المكتب الأخير فهو لأحمد).
أثناء قيام العم علي بتنظيف المكاتب، يدخل أحمد ويهم بالجلوس على المكتب الذي عليه جهاز الكمبيوتر .

أحمد: صباح الخير يا عم علي.
عم علي: صباح الخير يا أستاذ أحمد
أحمد: الدكتورة سميرة لم تصل بعد؟
عم علي: نعم.  مازال الوقت مبكراً على وصولها.
د. سميرة: صباح الخير يا عم علي ... أنا وصلت .
عم علي: صباح الخير يا دكتورة.
د. سميرة: (برقة) صباح الخير يا أحمد.
أحمد: صباح الخير يا دكتورة.
يخرج عم علي، ويعود ومعه أكواب من القهوة والشاي، يقوم بتوزيعها على المكاتب .
د.سميرة: أحمد . إيه أخبار الأولاد.
أحمد: بخير والحمدلله. اتصلت بهم ليلة أمس.
د.سميرة: ربنا يطمئنك عليهم.
أحمد: شكراً يا دكتورة.  احنا عايشين بعطفكم.
د.سميرة: لا تقول ذلك.  احنا أهل وأخوات.
أحمد: (بخجل) ربنا يوفقك لابن الحلال الذي يعرف قيمتك.
د.سميرة: (بخجل) شكراً.
المكتب يلفه الصمت.  الدكتورة سميرة تطير بخيالها،  ويحط عينيها على أحمد، وكأنها لا تراه.
-يدخل الدكتور إبراهيم –
د. إبراهيم: السلام عليكم.
أحمد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
لا تشعر الدكتورة سميرة بدخول الدكتور إبراهيم،  ولا ترد تحيته.
د. إبراهيم: اللي واخد عقلك.
د.سميرة: (باحترام شديد) أهلا يا دكتور.
  يجلس الدكتور إبراهيم على مكتبه، وينهي شرب القهوة في رشفة واحدة –
د. إبراهيم: المحاضرة يا دكتورة.
د. سميرة: ثواني. (تحمل أوراقاً في يدها وتهم بالوقوف) أنا ذاهبة الآن.
- تخرج،  يلملم د. إبراهيم أوراقه ويخرج أيضاً. يقوم أحمد بأعمال على الكمبيوتر-
أحمد: (يتوقف عن الكتابة ويتحدث إلى نفسه) لماذا تقوم د. سميرة بالعطف علي وتسأل على أولادي بصفة دائمة وتهتم بأمورهم ؟
يقف أحمد ويبتعد عن مكتبه وفي يده بعض الأوراق ليضعها على أرفف معلقة.
أحمد (لنفسه): إنها لا تبخل على أولادي، وتنتهز أية فرصة لترسل معي بالهدايا لهم!  لماذا ؟ أكاد أجن؟ إنها لم تراهم... (يحاول أن يدفع فكرة طرأت على ذهنه) هل تحبني ؟ هل ما أشعر به تجاهها هو الحب ؟
-  يخرج -

المشهد الثاني ( نفس المكتب).
 تدخل الدكتورة المكتب منهكة ومعها الدكتور إبراهيم .
د. إبراهيم : (يضع بعض الأوراق على مكتب أحمد) أين أحمد؟
د. سميرة : (لا ترد كأنها لم تسمع).
د. إبراهيم: (إلى د. سميرة) هذا الشاب رجل طيب. وأخلاقه عالية. ويبذل قصارى جهده ليسعد من حوله.
د. سميرة:  فعلاً . (لنفسها) هل يشعر د. إبراهيم بما يدور في ذهني؟  هل يبدو علي الحب والهيام بأحمد؟  هل أبوح بما في خاطري للدكتور إبراهيم أولاً قبل أن أتكلم مع أحمد؟
 يدخل أحمد حاملاً بعض الأوراق ويجلس على مكتبه. الجميع منهمك في العمل.
أحمد: (يرد على التليفون) نعم.  صباح النور... هذا سهل جداً ... خلاص خلاص .. أنا طالعلِك ... (إلى الدكتور إبراهيم) أنا ذاهب إلى أمل ... هناك مشكلة لديها ... (يخرج)..
د. إبراهيم: ألم أقل لك أنه رجل طيب ويحب مساعدة الآخرين؟
د. سميرة: فعلاً. (بعد صمت قليل) كنت أريد التحدث معك في شأن خاص!
د. إبراهيم: تفضلي.
د. سميرة: (تذهب وتجلس على الكرسي الذي أمام د. إبراهيم) ... أنت مثل المرحوم والدي ... وتعرف معزتك عندي ...
د.إبراهيم: وانت تعرفي معزتك عندي، مثل بنتي تمام.  هذه عِشرة سنين. قولي ما تريدين.
د.سميرة: (بصوت فيه حشرجة، وتحاول أن تتماسك) ... العمر يفوت ... ورفضت كثير من عروض الزواج حتى استكمل تعليمي الجامعي والدراسات العليا ... وأحسب أن مركزي كاستاذة جامعية وفي الكويت منذ سنوات حالت دون أن يتقدم إلي أحد مرة أخرى ...
د.إبراهيم: مازلت صغيرة
د.سميرة: (مقاطعة) لا يجب أن نضحك على أنفسنا.  كثيرات مثلي يعانين من نفس الشيء.  والأيام تجري.  وأحسب أن (تتوقف قليلاً) أحمد يحبني.  وأرى أنه رجل مناسب ... ولم أر رجل مثله في حياتي. أعرف أنه رجل متزوج ... ولكن ظروفه لا ولن تسمح له بأن يأت بزوجته وأولاده للكويت ... ويعيش معنا هنا أكثر مما يعيش في القاهرة ... وأنا أحتاجه ... مثل ما هو يحتاجني. (تتوقف عن الكلام).
د. إبراهيم: أنا أشعر بكما.  هو رجل يستحقك.  وأنت تستحقينه أيضاً.  وكثيراً ما تمنيت أن أجمع بينكما.  وطالما أنت تحدثتي في هذا الأمر.  فهذا يشجعني على أن أعرض هذا الأمر على أحمد ... وما قمت به لا يخالف الاسلام. (يتوقف عن الكلام عندما تهم د.سميرة بالحديث).
د.سميرة: (كادت أن تقول شئ ... ثم تراجعت)
د. إبراهيم: (يكمل) طبعاً سأعرض عليه هذا الأمر بطريقة غير مباشرة.
د.سميرة: وفرت علي كثير من الكلام.


المشهد الثالث (في بيت د.سميرة ... غرفة الجلوس ... تتناول د.سميرة مع زميلتها ليلى كوبين من القهوة...)
د. سميرة: ليلى ... أنا أحب ..
ليلى: جميل ... أول مرة أشعر أنك سعيدة ...
د.سميرة: كان كابوس وانزاح ...
ليلى: الحب ... كابوس!
د. سميرة: لا ... انت لم تفهميني ... القرار الذي اتخذته اليوم ... كان كابوس وانزاح.  وأشعر أنني ارتحت .
ليلى: ربنا يريح قلبك ... أنت بذلتي وتبذلين يومياً جهود كبيرة ... ومنذ سنوات ... ورغم حياتنا معاً منذ مدة غير قصيرة ... إلا أنني لم أجرؤ على سؤالك لماذا لم تتزوجين طوال هذه السنين ... فما وصلت إليه من درجة علمية يفتح المجال أمامك ليتقدم إليك أفضل الناس ... مركزاً وقيمة ...
د.سميرة:  بل هذه الدرجة العلمية هي السبب في عدم تقدم أحد إلىّ طوال السنين الأخيرة ... فعندما كنت في الثانوية تقدم إلىّ الكثيرون ... وعندما التحقت بالجامعة تقدم إليّ عدد أقل ... ومع تفوقي بدأ العدد يقل إلى أن تلاشى تماماً بعد حصولي على الماجستير والدكتوراه!
ليلى: أحسب أن تقدير الرجال في وطننا العربي للمرأة ونظرتهم لها غريبة ... فالمفروض أنه كلما صعدت المرأة إلى درجات وظيفية أعلى كلما كانت فرصتها أفضل في الحصول على زوج ذو مركز ونفوذ ... ولكن ما يحدث هو العكس ... لماذا لا أعرف.
د.سميرة : كل الرجال يحسبون أن حاجة كل امرأة إلى الرجل يقل كلما صعدت إلى درجات وظيفية أعلى ... فإذا كان الرجال مختلفون بعضهم عن بعض ... فبعضهم يكون متواضعاً كلما صعد في الدرجات العلمية ... وقد تجدين منهم من هو متكبر رغم صغر مقامه ... فإن النساء كذلك ... فالكثيرات مهما صعدن في الدرجات الوظيفية أو العلمية تظل امرأة متواضعة تحتاج إلى رجل وبيت وأولاد ... ويكون الرجل هو رجل البيت الذي يجب أن يطاع.
ليلى: كلامك جميل يا دكتورة ... كلامك صحيح ...
د.سميرة : ولكن هناك مشكلة !
ليلى : ما هي المشكلة ...
د.سمير: قد يكون من أحب يخشى أن يتقدم إليّ لمكانتي الوظيفية !
ليلى : من هو ؟
د. سميرة: أحمد.
ليلى: أحمد... أحمد ... أحسب أنك تحدثتي معي عن شخص اسمه أحمد من قبل يعمل سكرتير في مكتبك ... أيعقل أنه هو؟
د.سميرة: ألم أقل لك أنها مشكلة ... نعم هو.
ليلى: هل تحبين أحمد؟
د.سميرة: أليس رجلاً طيباً وذو خلق.
ليلى: (كأنها تتراجع) لم أقصد.  مجرد سؤال.
د.سميرة: نعم هو.
ليلى: أنت تريدين الزواج منه ... وهو لم يتحدث إليك في هذا الأمر؟
د. سميرة: نعم.
ليلى: هذه مشكلة... هل تشعرين أنه يبادلك الحب؟
د. سميرة: هو لم يقل ذلك بصراحة ... ولكن اشعر من جانبه بالاهتمام والاحترام.
ليلى: وماذا فعلت ؟
د. سميرة: تحدثت في ذلك مع د. إبراهيم.
ليلى: وماذا كان رده؟
د. سميرة: كان رده ايجابياً... وقال أن ما قمت به لا يخالف الاسلام... ولكنني أحسب أنني جئت بشئ يمكن لم نعتاد أن نراه في مجتمعنا.
ليلـى:       أحسب أنه يتم بشكل أو آخر.  ولكن حفاظاً على كرامة المرأة لا يباح نشره وتعريفه بين للناس. الكرامة كما تعرفه مجتمعاتنا الحديثة.  أما في الاسلام فإن أحاديث كثيرة تشير كيف كانت بعض النساء المسلمات يعرضن أنفسهن للزواج سواء على الرسول صلى الله عليه وسلم أو على الصحابة.
د.سميرة: أنت متفهمة لهذا الأمر ... ووفرت علي الكثير من عناء التفكير. وأنا أشعر بالراحة لحديثك.
ليلى: أنت تستحقين كل خير ... وأتمنى أن يكون أحمد عند حسن ظنك ... وربنا يتمم بخير...
د.سميرة: شكراً يا ليلى ... وعقبالكِ.

المشهد الرابع (نفس المكتب في الجامعة)
د. إبراهيم: صباح الخير يا أبو صالح.
أحمد: صباح الخير د. إبراهيم.
د. إبراهيم: بعد ما تنتهي من العمل الذي لديك ... أريد التحدث معك في أمر هام.
أحمد: خير إن شاء الله.
د. إبراهيم: خير .. خير إن شاء الله.
أحمد: حاضر .
تدخل الدكتورة سميرة، وتجلس إلى مكتبها .
د.سميرة: صباح الخير.
د. إبراهيم وأحمد (معا): صباح الخير.
د.سميرة: (لنفسها) هل تحدث د. إبراهيم إلى أحمد في الموضوع؟   ماذا كان رد أحمد؟  طول عمري أعمل الصواب.  وعقلي يسبق قلبي ... هل ما قمت به الآن هو الصواب؟  أنني في حيرة ... كنت أحسب أن همي سيزول بمجرد أن أحكي ما في نفسي لآخرين ... ولكن عقلي مازال يغلي ... ويغلي ... متى سيزول هذا الهم ... متى استريح ...
(يتحدث د. ابراهيم مع د. سميرة في شؤون العمل)
تخرج د. سميرة لاستكمال أعمال خارج المكتب .
أحمد: أنا جاهز يا دكتور ابراهيم ... انتهت تواً من العمل الذي كان بين يدي.
د.ابراهيم: جميل ... تعال واجلس بجانبي ... ثواني انتهي من ما في يدي...
د. ابراهيم: (بعد قليل) أحمد ...
أحمد : نعم
د. ابراهيم: أنت رجل طيب ... وأعرفك منذ سنوات غير قليلة ... وتحمل صفات كثيرة جميلة ... تجعلك محبوباً.
أحمد: شكراً ... هذا من لطفك ...
د. ابراهيم: وأحسب أن فراقك عن أسرتك سوف يطول ...
أحمد: آه ... هذا أمر الله ... العين بصيرة واليد قصيرة...
د. ابراهيم: بصراحة ... هل تحب زوجتك وأولادك..
أحمد: طبعاً ... وهل أعمل إلا من أجلهم ...
د. ابراهيم: إلا تعمل شئ بسيط لنفسك ...
أحمد: ماذا أفعل؟  أبذل كل جهدي ... وأنت تعرف الباقي... كل الأسعار أصبحت مولعة نار ... السكن ... المواد الغذائية ... المواد الأساسية ... والزواج الجديد يحتاج إلى مصاريف كثيرة تفوق امكانياتي...
د. ابراهيم: ولو كانت هناك زوجة تقبلك بظروفك وامكانياتك هذه ...
أحمد : (بذهول) معقول؟
د.ابراهيم: نعم. أنت رجل يستحق كل خير... وهي تستحق كل خير.
أحمد: من هي؟
د. ابراهيم: من تتوقع؟
أحمد: (بعد صمت وبصوت خافت) د.سميرة؟
د. ابراهيم: كيف عرفت؟
أحمد:(لا رد)
د. ابراهيم: نعم هي ... د. سميرة.
أحمد: لا أعرف ماذا أقول؟
د. ابراهيم: لا تقل شيئاً.  فقط قم بالتصريح لها بحقيقة مشاعرك ...
أحمد: هل ستوافق.
د.ابراهيم: جرب ...
أحمد: لا تقل لي جرب ... هل ترضي بي زوجاً لها...
د. ابراهيم: هل ستكون سعيدا...
أحمد: أرجوك ... لا تتعبني ... هل ستوافق ...
د. ابراهيم: نعم ... ومبروك...
أحمد: (يقوم ليعانق د. ابراهيم) شكراً ... شكراً...


-      النهاية -

مسرحية : حسناء الكمبيوتر



مسرحية "حسناء الكمبيوتر"

الشخصيات

حازم                :        الابن
سناء                :        الأم
سمر                :        صديقة للأم
حواء                :        حسناء الكمبيوتر
عصام، فريد، لمياء:        زملاء حازم في الجامعة
مساعد مخرج
خادمة 1
خادمة 2


الفصل الأول

(الساعة حوالي الواحدة بعد الظهر، في يوم من أيام الجمع – سناء وسمر في صالة الجلوس. أنهيا تواً شرب الشاي، وبدءا في التسامر معاً)

سمر
:
مازال أخي يريدك للزواج ويلح ..
سناء
:
أنت عارفة رأيي من زمان، أخوك لا يعيبه شئ. ولكن ابني حازم ..
سمر
:
ابنك حازم كبر، وتخرج، واشتغل.. وغداً سوف يتزوج ويستقل ويتركك للوحدة.
سناء
:
حازم مضرب عن الزواج .. وها هو قادم..
(يدخل حازم)
سمر
:
أهلا يا حازم ... لماذا ترفض الزواج يا بني؟
حازم
:
لم أجد الحب بعد.
سمر
:
الحب يا بني يأتي بعد الزواج.
حازم
:
كيف سأتزوج واحدة لم أراها .. لم أحبها أو تحبني؟
سمر
:
إنك لن تجد هذا الحب الذي تتحدث عنه، فالفتاة عندنا في الشرق لا تظهر الحب. إنها تحب من يتزوجها. فهي عندما تشعر أنك الرجل الذي يستطيع أن يلبي لها طلباتها وحاجاتها.. وأنك الرجل الذي يوفر لها الراحة والأمان والمستقبل، تعطيك عندئذ الحب.
حازم
:
الحب بهذه الطريقة عملية شراء إذن.  وأنا لم أصل بعد إلى مرحلة اليأس والبحث عن الحب بأي ثمن.  أنني أرفض هذا الحب.
سمر
:
لا أفهم! هذا ما حدث لنا جميعاً.  فهل تحسب أن أباك حب أمك قبل الزواج؟
حازم
:
الأفضل ألا نتحدث في هذا الموضوع، فأنا قد تزوجت الكمبيوتر.
سناء
:
هذا غير معقول!  الكمبيوتر يا بني عملك، والجميع يعشقون أعمالهم. ولكن هذا لا يغني عن الزواج .. عن المرأة.
حازم
:
في المستقبل لن يحتاج أحد إلى الزواج.  إن الملل والسأم يتسرب رويداً رويداً إلى العلاقات الزوجية. وإذا كان من المتوقع أن تحل الآلة محل الإنسان في الحياة الزوجية في المستقبل. و قد تكون حلا لمشكلة الانفجار السكاني.  وإذا كان قانون التطور يعني دفاع الإنسان عن وجوده، فإن هذا الأمر غير مستبعد.
سمر
:
هذه أفكار غريبة!
سناء
:
هكذا يراوغني حازم كل مرة.
حازم
:
صحيح هي أفكار غريبة، ولكننا في الشرق أحوج لها. فالمرأة عندنا لا تعرف كيف تعبر عن حبها. وأنت قلت منذ قليل أنها لا تظهر حبها قبل الزواج. ولا أعرف كيف ستظهر حبها فجأة من لم تعرف كيفية التعبير عنها طيلة حياتها؟!
سمر وسناء
:
(صمت)
حازم
:
(يواصل حديثه) إذا كان الجيل الجديد من الكمبيوتر أصبح قادراً على الإلمام بما تم برمجته. ثم يأتي بالجديد مما استخلصه من هذه المعلومات ... فلا عجب أن يستطيع الإنسان أن يجسد هذا العقل مستقبلاً ويتعايش معه بالصورة التي يريدها. أي أن تكون عقل خالص للفيلسوف .. وتكون عاطفة خالصة للفنان والشاعر .. وأحاسيس خالصة للشهواني .. وهكذا كل يحقق ما كان يتمناه ويحلم به .. وأنا أريد زوجة كلها عقل، كلها فهم. أريد زوجة كمبيوتر.  دعوني أريكم صورة مصغرة لما سيكون عليه الحب في المستقبل. (يجلس إلى الكمبيوتر، ويكتب).
الكمبيوتر
:
مرحباً.  أنا اسمي حواء. ما اسمك؟
حازم
:
(يكتب) أنا اسمي حازم.
الكمبيوتر
:
أهلا بحبيبي حازم. هل استطيع مساعدتك؟
حازم
:
معي الآن أمي وصديقتها .. ونود أن نرى إجاباتك على بعض الأسئلة في الحياة الزوجية.
الكمبيوتر
:
تفضل يا حبيبي .. اسأل!
حازم
:
بماذا توصين الزوجات حديثي الزواج؟
الكمبيوتر
:
أوصيهم بالوصية التي جاءت على لسان امرأة عربية من البادية لابنتها في ليلة عرسها وهي: "أحفظي لزوجك خصال عشرة يكن لك ذخراً: الأولى والثانية، الخشوع له بالقناعة وحسن السمع له والطاعة. والثالثة والرابعة: التفقد لمواضع عينه وأنفه. والخامسة والسادسة: التفقد لوقت منامه وطعامه. والسابعة والثامنة: الاحتراس بماله والإدعاء على حشمه وعياله. والتاسعة والعاشرة: لا تعصين له أمراً ولا تفشين له سراً. وإياك والفرح بين يديه إن كان مهموماً، والكآبة بين يديه إن كان فرحاً.
حازم
:
(فرحاً بالإجابة) ما مكانة الزوج عندك؟
الكمبيوتر
:
كما قال رسول الله e :"لو أمرت أحداً أن يسجد لأحد، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقها عليه".
حازم
:
(وسط دهشة سناء وسمر) ماذا عن العلاقة الزوجية؟
الكمبيوتر

قال الله تعالى:"ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة"، وقال رسول الله e :"ألا أخبركم بخير ما يكنز المرء؟  المرأة الصالحة، إذا نظر إليها سرته، وإذا غاب عنها حفظته، وإذا أمرها أطاعته".
حازم
:
ماذا عن الحب؟
الكمبيوتر
:
قال الفيلسوف برتراند رسل:" في العلاقة بين رجل وامرأة متحابين بكل طاقة روحيهما, وبكل ما يملكان من ينابيع الحنان، قيمة إنسانية لا تقدر. وإني لأرثى لكل مخلوق بشري لا يستطيع أن يعيش مثل هذا الفرح العامر".

     سناء وسمر (الدهشة عقدت ألسنتهما) ...              

حازم
:
(إلى أمه وسمر) والآن ما رأيكما؟!  أرجو من الله أن يحقق لي أمنيتي ويحول لي فتاة الكمبيوتر إلى حقيقة... إلى حواء حقيقية!
سمر
:
ما تفعله غير معقول!  (تحمل حقيبتها) قد أطلت عندكم اليوم .. استودعكم الله.
حازم
:
الأكثر من ذلك ستشاهدونه قريباً ... فحواء التي ستكون حقيقة واقعة قريباً .. لن تكون ذات أخلاق عالية فقط .. وإنما ستكون ذكية وجميلة وليس لها مثال أيضاً.

(تخرج سمر بينما تقوم سناء بتوديعها)

سناء
:
حازم ... سيقولون إنك مجنون.
حازم
:
لست أول إنسان عاقل يقال عنه أنه مجنون

(تتجه سناء إلى المطبخ)

سناء
:
(من المطبخ) حازم اسمع طرقاً على الباب .. افتح الباب لنرى من الطارق؟
حازم
:
(يفتح الباب) .. أهلاً عصام .. أهلاً فريد ... أهلاً لمياء!
سناء
:
(من المطبخ) حازم ... من الزائر؟
حازم
:
عصام وفريد ولمياء ..
سناء
:
أهلاً ... سآتي فور الانتهاء مما في يدي
عصام
:
جئنا لنرى برنامجك الجديد حواء.
حازم
:
أين بقية الزملاء والزميلات؟
فريد
:
سيأتون لاحقاً.

(يلف الظلام المسرح، ويبدأ حازم في تشغيل البرنامج وسط دهشة زملائه.  ثم يضاء المسرح بعد قليل ، ويحتل كل زميل إحدى كراسي الصالون)

لمياء
:
(بينما تهم بالجلوس) رائع يا حازم!
فريد
:
رائع فعلاً!
عصام
:
المهم أن تصبح حواء هذه حقيقة .. ولا تظل خيالاً إلى الأبد ... أ و مجرد أمنية..
لمياء
:
لو أمكن إنتاج حواء ... ستستطيع المرأة أيضاً أن تحصل على آدمها!
حازم
:
كل ما نراه حولنا من اختراعات وانجازات كانت خيالاً ... ثم أصبحت حقيقة.  والذي يجعلني متفائلاً أن انجازات الإنسان في السنوات القليلة الماضية فاقت كل انجازاته التي استغرقت آلاف السنين ... وتحقيق حلمي سيكون أسرع ربما مما نتخيله!
لمياء
:
جميل أن نجد فيمن نرتبط به كل ما نحب ... ويخلو من كل ما نكره من طباع !
حازم
:
اكتشاف الاختلاف في الطبائع بعد الزواج كارثة ... والصبر عليه لا يغيره.  وينتهي عاجلاً أو آجلاً بالطلاق.
فريد
:
ويترك الطلاق جرحاً هنا وجرحاً هناك ... بعد الأفراح والليالي الملاح ... وشهر العسل والضحكات والابتسامات ... والسفريات.
عصام
:
الطلاق كارثة في هذا العصر ... فالزواج مكلف جداً ... ويصّر أهل أغلب الفتيات على زيادة الكلفة من مهر ومؤخر ظناً أن هذا يطيل من أمد الزواج ... ويبعد بقدر المستطاع شبح الطلاق.
حازم
:
صحيح أن هذا الأسلوب مجد أحياناً ... ولكنه ليس ناجحاً في كل الأحوال. كما أن استمرار الزواج مع اختلاف الطبائع والضغوط المالية والالتزامات يدفع ثمنه الزوجين من صحتهما الجسمية والنفسية ... وإذا نجح الزواج منذ البداية في وجود أطفال .. فأنهم سوف يعانون كذلك جسمياً ونفسياً دون ذنب.
لمياء
:
إن مواقع الزواج في الانترنت حل جزءاً كبيراً من مشكلة الزواج العشوائي القديم ... أما اختراعك لو تم له النجاح والتوفيق ... سيكون مفيد جداً.
فريد
:
وسيكون أكثر فائدة إذا استطعنا في المستقبل التدخل بالإضافة أو التعديل في صفات حواء وآدم.
حازم
:
فكرة عظيمة يا فريد ... وأتمنى أن اسمع مقترحاتكم ... وسيسعدني أن استطيع تنفيذه ... فكلنا أنا وأنتم والناس أجمعين نأمل أن يكون مستقبل الزيجات مليء بالحب وخالي من الكذب والنفاق .. والشجار والانتقام .. وأن تنعم الأسرة بالهدوء والاستقرار ... ويجد فيه الأبناء ما يحتاجون إليه من حب وحنان واهتمام ... وينتهي من عالمنا الأطفال المشردين والمجرمين والقساة سواء من الحكام أو المحكومين.
عصام
:
(يهم بالوقوف للإنصراف) حان وقت المغادرة .. وسننقل بأمانة كل ما عرفناه ... كما سننقل لك كل تعليقات ومقترحات الزملاء والزميلات.

(يخرج عصام وفريد ولمياء، ويستلقي حازم على الأريكة ممداً ساقيه على كرسي أمامه، ثم يغمض عينيه، ويغفو)
-  يظلم المسرح ويسدل الستار-


الفصل الثاني

المشهد الأول (حازم نائم في الصالة كما هو، يستيقظ فزعاً على أثر لمسات رقيقة لم يعتادها ... من امرأة تقف خلف الأريكة)

حازم
:
(في وجل) من أنت؟
الفتاة
:
أنا حواء
حازم
:
غير معقول!
حواء
:
صدقني .. يمكنك التأكد بمراجعة رول الكمبيوتر
(يقوم حازم بمراجعة رول الكمبيوتر،  ويجد النتيجة الأخيرة صحيحة)
حازم
:
(يصرخ) واو ... نجحت يا أمي!   نجحت يا أمي!
(تخرج الأم على الصرخة ... يقوم حازم بتقديم حواء لأمه .. وأمه لحواء)
حواء
:
من .. حماتي؟  (للجماهير) إن بنات بلدنا لا يعتبرون الزواج وفيه حماة زواجاً ناجحا. (لسناء) أهلاً وسهلاً.
سناء
:
(في دهشة) أهلا! (وتبدأ في فحص حواء)

(في وسط دهشة الأم، يتهامس كل من حواء وحازم)

حواء
:
هل سنعيش كلنا (تشير إلى حماتها بطرف عينها)  في شقة واحدة؟
حازم
:
في الشقة متسع ... وأنا وأمي لا نستغنى عن بعض.
حواء
:
أنت زوج، وعلاقتك بأمك تنتهي منذ الآن .. فأنا لي حقوق!
حازم
:
وأمي لها حقوق أيضاً.
حواء
:
طبعاً يا حبيبي! إلا أن الشقة من حق الزوجة.  ألا تعرف القانون، والشقة ضيقة كما ترى.  لو أمكنا الانتقال إلى شقة أوسع يكون أفضل للجميع.
حازم
:
لكن عندنا أزمة سكن. والشقق الواسعة غالية وتمليك فقط.
حواء
:
لماذا لا تشتري شقة تمليك إذن.
حازم
:
لا استطيع بدخلي الصغير، خاصة في بداية حياتي العملية والزوجية، امتلاك شقة.
حواء
:
أنا لا استطيع العيش في هذا المكان الضيق ... أنا مثل أي واحدة عندكم هنا ... تحب أن تشعر أنها في مملكتها!
حازم
:
عارف ... كل واحدة هنا بتعيش عند أهلها راضية بشقتهم الصغيرة. وعند الزواج تطالب بشقة أوسع. (للجماهير) في بيوت أهاليهم يعيشوا على قدهم.  أما في بيوت أزواجهن عايزين يعيشوا كالمشاهير.

(ينتشر خبر نجاح برنامج حازم، وظهور حواء، وتتصدر نشرات الأخبار في التليفزيونات ووسائل الإعلام الأخرى)

حازم
:
سوف يتوافد إلى منزلنا المتواضع هذا الصحافة والتليفزيون ... ماذا سنفعل؟
حواء
:
لا تستقبل أحداً ... ولا تفتح الباب لأحد ... واخبرهم أنني لن أقابل أحداً إلا بمواعيد أحددها لهم تليفونياً ...
حازم
:
فكرة عظيمة... النظام جميل ...
حواء
:
يجب أن تبحث أولاً عن أغلى فيلا في البلد وتتعاقد عليها .. وستكون كل المقابلات في هذه الفيلا.
حازم
:
فيلا!  وأغلى فيلا في البلد!  لم أفهم !
حواء
:
عزيزي حازم .. سوف لن أدلي بأي شئ أو أظهر في أي فضائية إلا بعد التعاقد ... وأنا أول امرأة تأتي عن طريق الكمبيوتر ... ولا أقل عن أي فنانة عندكم ... فهن يتقاضين الملايين عن كل مقابلة تجرى معهن أي مجلة أو صحيفة أو فضائية.  وأحدث الأساليب الحديثة هو أن نبدأ بسعر عالي جداً ... لأن المقابلة الثانية والثالثة الخ سيقل جماهيريتها ونضطر إلى خفض سعر المقابلة ... وأغلى فيلا تساوي الآن عشر ملايين.  فلنجعل المقابلة الأولى بعشرة ملايين ..
حازم
:
(في دهشة) هل تتوقعين أن إحدى الفضائيات ستدفع هذا المبلغ الباهظ.
حواء
:
لما لا.  نصبر وسوف ننول.  فأنا حدث مثير ولم يحدث من قبل ... واختراعك سيدر علينا الملايين لعدة سنوات قادمة.
حازم
:
أنت رائعة !  أنت أروع مما كنت أتوقع وأتخيل!

(يتعانقان.  ويخرجان من المسرح)

-         يسدل الستار -


الفصل الثاني - المشهد الثاني (فيلا جميلة.  كل ما فيه على مستوى عالي من الأناقة والفخامة. وينتشر الخدم هنا وهناك)

حازم
:
(لخادمة) أنت يا بنت ... فين ستك؟
الخادمة 1
:
عندها الكوافير يا سيدي؟
حازم
:
(لنفسه) كل يوم . وكل الوقت.  إما عندها الكوافير .. أو المدلكة ... أو المدربة ... أو مشغولة في مقابلة مع مجلة أو صحيفة أو فضائية ... استديو إذاعة يخرج ... ليدخل استديو تليفزيون ... لا راحة لي في هذه الفيلا لا صباحاً ولا مساء.  (يرفع سماعة التليفون ويتصل) ... آلو فريد ... أرجو أن تأتي  فور الانتهاء من أعمالك. (يعيد السماعة)
حازم
:
(لنفسه) إن كل من حولي لابد وأنه يحسدني على إنجازي لبرنامجي ونجاحه ... وعلى الأموال التي تتدفق علينا وتنشرها الصحف والمجلات وتبالغ في تقديرها .. وكلما هممت في الرد والتكذيب تمنعني حواء وتقول: الصيت ولا الغنى ... وكلما بالغت الصحف في التقدير ... كلما ارتفعت أجرة المقابلات والاعلانات التي نعمل بها ... فالإشاعة الذكية كانت وراء ارتفاع شقق التمليك في القاهرة إلى الملايين ... وما نعيشه الآن تحت الأضواء هي لأيام قليلة ... لذلك يجب استغلالها لأقصى حد.
فريد
:
(يدخل ويقترب من حازم الذي يستقبله بحفاوة بالغة) ماذا جرى ... فأنا كنت عندك من ساعات قليلة؟
حازم
:
أنا مخنوق ... أريدك جنبي أطول فترة ممكنة ... بل أتمنى أن توافق وتعيش معي في هذه الفيلا ... فأنا أشعر بالوحدة.
فريد
:
(ضاحكاً) تشعر بالوحدة والفيلا مشغولة طيلة الأربعة وعشرين ساعة؟  ساعة تليفزيون ... وساعة إذاعة ... وساعة صحافة ... وكل هذا العدد من الخدم الذين لا يكادون يلتقتون أنفاسهم ويقعدون ... ويدورون طوال الوقت من ليل أو نهار!
حازم
:
كل هذا صحيح ... ولكن كما ترى فأنا لا أكاد أن أكون نفسي ... فلا حديث إلا عما تم ... ولا سؤال إلا عن حواء ... تكرار تكرار ممل ... وليس هذا فقط ... فإن بعض المحطات أصبحوا يفرضون عليّ ما أقول..  وبعضه كذب !  ولكن كما يقولون: للإثارة والتجديد! 
فريد
:
لو تعرف كم يحسدونك الناس؟!
حازم
:
أعرف ... أعرف ... ولكن الحقيقة مختلفة ... فأنا لم أعد أفرق بين حياتي الخاصة الحقيقية وبين التمثيل في البرامج التي تعد عني وعن حواء ... يجب في كل مقابلة أن أنفذ أوامر هذا المخرج أو هذا المنتج.  قف هنا ... قف هكذا ... دع الماكييريعمل كذا ... والكوافير يعمل كذا ... ودع المصور يحدد لك اتجاه جلستك ونظرتك ... وغيره ... وغيره ... فاخصائي الصحة يحدد لك نوع وكمية وساعة الطعام الذي تأكله ... والمدرب يحدد لك الوقت ونوع اللعبة والحركة الواجب ممارستها .. كأنما أنا مقبل لملاقاة كلاي في الملاكمة ... أو هوجن في المصارعة ... أو أننا سأسابق بطل العام في الجري ... أو هذا بطل العالم في القفز...
فريد
:
معقول كل هذا؟
حازم
:
للأسف معقول... وأكثر.  فهناك من يعلمني كيف أنطق الحروف والكلمات العربية والانجليزية ... وآخر يعلمني فن الخطابة والإلقاء والايماءات الجسدية.  ليس الأمر سهلاً كما كنا نتوقع.  فكل شئ وكل حركة وكل همسة الآن بحساب !
فريد
:
وكيف تتحمل هذا كله!
حازم
:
حواء تقول أن هذا هو ضريبة الشهرة.  وهي لأيام قليلة ثم يخبو اهتمام الناس بنا .. ثم ننعم بالهدوء والراحة وببعضنا!
فريد
:
ألا تجدا وقتاً للقاء كحبيبين أو زوجين؟
حازم
:
كيف ؟ ومتى؟ ما أن ننتهي من مقابلة حتى نستعد لمقابلة أخرى وهكذا ... حتى إذا دخل منتصف الليل يذهب كل منا إلى غرفته لنجد من يبدل لنا ثيابنا .. ويرتب لنا الأسِرة ... ويبخر لنا الغرفة بأجمل البخور ... ومن يربت على ظهرنا لننام على مواعيد جديدة ... وهكذا...
فريد
:
شئ لا يصدقه عقل!
حازم
:
ولكنها الحقيقة .  وأزيدك من الشعر بيت ... كل المشاهدين للقاءاتنا يرونني أنا وحواء في كادر واحد ... وفي الحقيقة قد نقوم بالتسجيل منفردين ثم يتم جمعنا معاً !  فوجودنا مع بعض أحياناً ليس حقيقياً بالمرة!
فريد
:
وبعد ذلك كله ... ماذا سيكون مصير هذه العلاقة؟
حازم
:
لا أعلم يا صديقي ... المستقبل في علم الله ... لم أعد استطيع السيطرة على برامجي ... ولا يهم حواء إلا جمع المال ... لا هم لها إلا الأضواء والشهرة ... أصبحت حواء خارج السيطرة تماماً ... وكل يوم تأتي بأفكار عجيبة وغير متوقعة ... فقط من أجل مزيد من المال ...
فريد
:
ألا تستطيع أن ترفض ... ألا تستطيعا التوقف لألتقاط الانفاس ... عمل ... عمل ... عمل ليل نهار!
حازم
:
لا أستطيع ... فهي مقنعة جداً ... وحججها قوية لا راد لها ... أليست كمبيوترية؟
فريد
:
يا بختك يا عم !
مساعد مخرج
:
(يدخل) أستاذ حازم ... استاذ حازم ... التصوير جاهز.
حازم
:
آنا آت لك ... بعد اذنك يا فريد ... دقائق ..
فريد
:
لابد أن أنصرف الآن ... فقد أطلت عندك ..
حازم
:
سأعود بعد دقائق ...
فريد
:
اعذرني ... سأذهب لارتاح ... وأنت أيضاً تحتاج إلى الراحة.

(يخرج فريد.  وحركة كاميرات وميكروفونات. ومخرجين وممثلين يملؤون المسرح.  لينطفيء نور المسرح ويسدل الستار عن هذا المشهد)

(تترك حواء المسرح بعد أن أثارت بعض المشكلات وتترك الأم الشقة أثناء ذلك الحوار للرجوع إلى بيتها الأول، ويسدل الستار).



الفصل الثالث

 (تدخل سناء الصالة... مازال ابنها نائماً على الأريكة).

سناء
:
(بينما تضع الأواني المملوءة بالطعام على المائدة تنادي بصوت عالي) حازم ... حازم ... الساعة الثانية والنصف... طعام الغداء جاهز .. وأنت لم تستبدل ملابسك بملابس البيت بعد.
حازم
:
(مستيقظاً) الساعة الثانية والنصف؟  أوه.  هل أنت مازلت هنا يا ماما؟
سناء
:
أين سأذهب ... كنت في المطبخ أعد طعام الغداء.
حازم
:
(معتدلاً) إذن أنت لم تتركي البيت ؟
سناء
:
كلا بالتأكيد.  عن أي شئ تتكلم؟  أنت كنت مستغرقاً في النوم طوال القيلولة.
حازم
:
ماذا؟ إذن أنا كنت أحلم.  (بل كان هذا كابوساً مزعجاً)
سناء
:
أحك لي حلمك بينما نتناول الغداء.
حازم
:
لا بأس .  لا بأس.  أو أقول لكِ.  لا داعي. على فكرة..
سناء
:
ماذا ..
حازم
:
ابحثي لي عن عروس حقيقية.
سناء
:
هل غيرت رأيك. وماذا عن حواء؟
حازم
:
أنا أحب الكمبيوتر.  وكل واحد منا يحب عمله.
سناء
:
عين العقل يا ابني.  الله يكملك بعقلك
حازم
:
شكراً يا أمي.  ادع لي من قلبك إني أجد بنت الحلال.
سناء
:
أنا أدعو لك ليل نهار يا بني.
حازم
:
شكراً يا أمي . (وهو يهم بالجلوس على المائدة)  أحلى غداء سأكله اليوم.


- النهاية -