الأحد، 5 مايو 2019

مسرحية "الخـــادمة"

مسرحية الخادمة
ترجمة وتعريب / سعيد كرار
الشخصيات:
منتصر :         مدير بنك
نازلي   :         زوجته
عليـــة  :         الخادمة
فؤاد     :         مساعد مدير البنك
فتحي    :        صراف

المشهد الأول:
-         الساعة حوالي الثانية بعد الظهر في يوم من أيام الجمعة -
(منتصر بيه والسيدة نازلي انتهيا تواً من تناول طعام الغداء، ويحتسيا القهوة في صالة الجلوس)
منتصر
:
(متأففاً) يا لها من قهوة رديئة التجهيز.  لا أعرف لماذا لم تعد (علية) تستطيع عمل قهوة بشكل جيد. هذا أمر سهل. (موجها حديثه إلى زوجته) واجبك أن تنبهي عليها عزيزتي.
نازلي
:
نبهت عليها أكثر من مرة. وأنت تعرف ذلك يا عزيزي. هي تظل تجهز قهوة ممتازة لعدة أيام ثم تنسى مرة اخرى. أخشى أن تكون قد فقدت مهارتها إلى الأبد.
منتصر
:
أنت محقة في ذلك. فقد صارت أقل مهارة في كل شئ. حتى الغداء كان رديئاً أيضاً. كنت أودً محادثتك في هذا الخصوص.
نازلي
:
وهل الوقت الآن مناسب لمثل هذا، نحن في عصريوم الجمعة. يوم الاستجمام !
منتصر
:
كلا، ولكن هذا أمر لا يحتمل الانتظار.
نازلي
:
(بامتعاض) لا مانع. تكلم.
منتصر
:
حسناً. هو شئ قد يضايقك، ولكن الأمر هام، فقد دعوت بعضاً من عملاء البنك لتناول العشاء معنا يوم الجمعة القادم، وعلى هذا الحال، فسيجدون طعاماً رديئاً. ماذا سيظنون بي؟  أنا الآن مدير البنك الذي يأتمنون على أموالهم لديه.
نازلي
:
ولكن ماذا بيدي استطيع تقديمه لك يا عزيزي؟  أعلم أن العشاء لن يكون شهياً. على كل حال، المرة القادمة سأطبخ العشاء بنفسي.
منتصر
:
لا، لا يمكن أن تقومي بهذا العمل، أنت زوجتي ويجب أن تستقبلي الضيوف معي، لا يمكن أن تقضي وقتك في المطبخ بعيداً عن ضيوفي.
نازلي
:
اذن،  ما هو الحل؟
منتصر
:
هذا سهل جداً، يجب أن نجد خادمة جديدة.
نازلي
:
ولكن (علية) خدمتنا لمدة طويلة يا منتصر، قرابة عشرون عاماً.  نحن لا نستطيع أن نفعل بها ذلك. أنها الآن امرأة نصف ولم تعد امرأة شابة. كيف سيتسنى لها ايجاد عمل جديد؟
منتصر
:
(غاضباً) لا يعنيني ذلك.  ما أعرفه الآن هو شئ واحد فقط. وهو أن تتركنا وحسب.  إن الوضع أصبح مختلفاً الآن. أنا مدير لبنك كبير، ويجب أن نجد طاهية مناسبة لمكانتنا.
نازلي
:
من أنى لها بأجر مماثل تواجه به حياتها التي اعتادت عليها معنا؟
منتصر
:
لا يعنيني أيضاً.
نازلي
:
(في دهشة) تغيرت كثيرا يا منتصر.  لم يعد الانسان في ذاته يعنيك.
منتصر
:
أنا أعتني بالبنك. وأعتني بزبائني. لذلك يجب على (علية) أن تغادرنا، اشرحي لها الأمر. وهي لابد ستتفهم الوضع.  اعطيها أجر ثلاثة أشهر، ويمكنها أن تجد عملاً جديداً في هذه الفترة.
نازلي
:
هذا لن يكون سهلاً لمرأة مثلها.
منتصر
:
هلا اخبرتها بذلك الليلة؟
نازلي
:
ألا استطيع فعل ذلك يوم غد؟
منتصر
:
كلا،  سوف تنسين، عليك بفعل ذلك الليلة؟
نازلي
:
حسناً. سأخبرها بذلك الليلة. (بحسرة) يا لك من امرأة بائسة؟
منتصر
:
أشعر ببعض التعب. وأعتقد أنني في حاجة إلى الخلود إلى النعاس قليلاً.
نازلي
:
(تستعد للوقوف). أبق هنا، لدى بعض الواجبات يجب أن اقوم بها. لا أريد ازعاجك.
(تخرج نازلي من الغرفة. ومنتصر يستلقي على الأريكة ممداً ساقيه على كرسي أمامه، ثم يغمض عينيه، ويغفو)
******


المشهد الثاني:
(نرى منتصر نائماً في الصالة، يسمع طرقات على الباب. يستيقظ منزعجاً عند سماعه الطرق)
منتصر
:
من الطارق؟ (يفتح الباب) ادخلا.
(دلف رجلان إلى الغرفة. الأول هو فؤاد  مساعد مدير البنك، والآخر فتحي الصراف بالبنك)
فؤاد
:
مساء الخير يا سيدي. نرجو ألا نكون قد أزعجناك بزيارتنا المفاجئة هذه.
منتصر
:
من؟ فؤاد  وفتحي. في الحقيقة كنت آخذ قسطاً من النوم. ماذا حدث؟ أهناك شئ هام؟
فؤاد
:
نعم يا سيدي.
منتصر
:
آمل ألا يكون مزعجاً. البنك لا يحترق أليس كذلك؟

(يضحك منتصر على قفشته، بينما لم يضحك فؤاد  أو فتحي)
فؤاد
:
(بجدية) لا يا سيدي. البنك لا يحترق، ولكنا جئنا لمقابلتك، لأننا نريد التحدث اليك في أمر هام.
منتصر
:
اليوم؟ يوم الجمعة؟ ألا يمكن تأجيله؟ كان يمكنكما أن تأتيا غلى مكتبي وتقابلاني غداً.
فتحي
:
إنه شئ لا يحتمل التأجيل يا سيدي. لابد وأن نخبرك به اليوم.
منتصر
:
لم أفهم. حسناً. اجلسا هنا (يجلس فؤاد  ثم فتحي) والآن، ما الأمر؟
فؤاد
:
سيدي، لا أعرف من أين أبدأ.
فتحي
:
هل أخبره بنفسي يا فؤاد ؟  يجب على أحدنا أن يقوم بهذه المهمة.
فؤاد
:
كلا. سأقوم أنا بذلك. أنا مساعد المدير (ملتفتاً إلى منتصر) سيدي، نعتقد أنك يجب أن تقدم استقالتك.
منتصر
:
(بتهكم) استقيل؟! أترك البنك؟ بماذا تهرفان. هل هذه قفشة يا فؤاد ؟
فؤاد
:
كلا. هذه ليست بقفشه. (يهم بتكملة كلامه فيقاطعه السيد منتصر)
منتصر
:
(يهب واقفاً) لحظة من فضلكما، اليوم الجمعة، والوقت بعد الظهيرة، وجئتما إلي بيتي، وتثيراني حفيظتي، وتطالبا مني بتقديم استقالتي ...
فتحي
:
نأسف لذلك يا سيدي. نحن نعلم أن اليوم الجمعة، ولكن كان يجب أن نخبرك.
منتصر
:
ولكنكما لا تصلحان لهذه المهمة. أنا المدير، وأنت صراف، وليس لك الصلاحية في التحدث معي في مثل هذه الأمور.
فؤاد
:
يا سيدي، نحن نفعل ذلك لصالح البنك!
فتحي
:
يا سيدي، هذا سيكون شيئاً مفيداً من أجل البنك. صدقني!
منتصر
:
كفاكما هراء. واذهبا إلى منزلكما. وخذا أجازة يوم غد أيضاً. كلاكما في حاجة إلى الراحة.
فؤاد
:
نحن في حالة جيدة يا سيدي. ولا نحتاج إلى أجازة.
فتحي
:
ولكن، يجب أن نتلق ردك اليوم يا سيدي. هل ستستقيل أم لا؟
منتصر
:
(جلس مرة أخرى في ذهول غير مصدق) هذا يشبه الكابوس. لماذا استقيل؟ ماذا فعلت؟ اخبراني.
فؤاد
:
أنت لا تدير البنك بصورة مرضية.
منتصر
:
(غاضباً) أنا ادير البنك بصورة جيدة. أنا متأكد من ذلك. زاد عملاء البنك بألآلاف منذ أعتليت منصب المدير، والعمل يسير بشكل ممتاز.
فؤاد
:
يا سيدي نحن نعلم ذلك، ولكن نحن نقوم بكل العمل، هم يأتون البنك لأننا نبذل كل جهدنا لخدمتهم.
فتحي
:
أنت تلاطف عملاء البنك، وتعنف الموظفين، لذلك فأنت غير محبوب.
منتصر
:
أوه. قلما يرض الموظفون عن مديرهم. فبينما يسعى الموظف إلى أن يحصل على اعلى أجرممكن، بأقل جهد، يرى المديرون العكس. لذلك فالموظفون لا يحبون مديرهم.
فتحي
:
ولكنك لا تعمل بجد يا سيدي.
منتصر
:
كيف؟ أنني لا آلوا جهداً في خدمة عملي.
فؤاد
:
أوه. لا يا سيدي. لا نعني ذلك. مثلاً: أنت تأت متأخراً في الصباح.
فتحي
:
(مكملاً) وغالباً ما تذهب مبكراً قبل موعد انتهاء ميعاد الانصراف.
فؤاد
:
كما أنك تهدر ساعتين أو ثلاث كساعات للغداء مع العملاء، وبينما نحن نقض اليوم كله في البنك ولكنك لا تكون هناك معظم الوقت.
منتصر
:
ولكن أنا المدير، وهذا جزء من عملي، لذلك يجب أن أتناول الغداء برفقة بعض كبار المستثمرين بالبنك، هذا عمل هام لا تدركونه.
فؤاد
:
كما أنه عمل سار بالنسبة لك، فأنت بلا شك تجد طعاماً شهياً في المطاعم الفاخرة!
منتصر
:
لا أريد سماع مثل هذا الهراء.
فتحي
:
ولكن يجب عليك ...
منتصر
:
(مقاطعاً) سوف أكتب للمكتب الرئيسي عنكما. ثم عليكما بعد ذلك الاستقالة من العمل.
فؤاد
:
نحن كتبنا فعلاً عنك للمكتب الرئيسي.
فتحي
:
نعم يا سيدي، وشرحنا لهم الأمر كله واقتنعوا برأينا.
منتصر
:
ماذا؟ هل كتبتما إلى المركز الرئيسي من وراء ظهري؟
فؤاد
:
يجب علينا أن نفعل ذلك، نحن كنا نفكر في مصلحة البنك.
فتحي
:
ووافقوا على اعفائك من منصبك.
منتصر
:
ولكنهم لا يستطيعون فعل ذلك، لن يفرطوا في بسهولة. فقد قضيت ثلاثين عاماً في خدمة البنك.
فؤاد
:
(محدثاً نفسه) تحملناك على مضض. اذهب عنا وتحقق بنفسك من يستطيع أن يتحملك مثلنا كل هذه المدة.
منتصر
:
بماذا تغمغم؟
فؤاد
:
كنت أقول فكر في صالح البنك الذي خدمته طوال هذه السنين. إنها ستكون أكثر فائدة بدونك.
منتصر
:
(ينهار) ولكن ماذا سأعمل؟ لم أعد شاباً. كيف سأجد عملاً جديداً؟ ومن أنى لي بأجر مماثل لمواجهة أعباء الحياة التي اعتدت عليها في السنين الماضية؟
فتحي
:
أوه.  يا سيدي لابد وانك ستجد عملا ما في مكتب ما.
فؤاد
:
وتستطيع أن تأخذ وقتاً كافياً، شهران أو ثلاثة شهور بأجر، ولابد أنك ستجد عملاً جديداً خلال هذه الفترة.
منتصر
:
(يائساً) لست متأكداً من ذلك.
فؤاد
:
على كل حال، أن تعدنا بالاستقالة، أليس كذلك يا سيدي؟
منتصر
:
حسناً!
فتحي
:
شكراً يا سيدي.
فؤاد
:
نحن نأسف لذلك يا سيدي.
(فؤاد  وفتحي همَا بالوقوف)
فؤاد
:
ستأتي إلى المكتب غداً، أليس كذلك يا سيدي؟
منتصر
:
نعم. سأكون هناك.
فتحي
:
ولكن، نرجو أن تأت في الميعاد يا سيدي.

(فؤاد  وفتحي ودًعا السيد منتصر، وخرجاً معاً، جلس منتصر  واجماً مطرقاً رأسه بين كفيه. بعد قليل دخلت السيدة نازلي ترتدي معطفاً ثقيلاً وفي يدها شنطة)
منتصر
:
(مصوباً نظره اليها) أوه. ها أنت يا عزيزتي، فؤاد  وفتحي كانا هنا، خرجاً منذ قليل.
نازلي
:
نعم. قد رأيتهما عند خروجهما.
منتصر
:
جاءا ليخبراني بشئ، هو أمر ليس بسار. (بعد لحظة) يجب على أن اقدم استقالتي من البنك.
نازلي
:
نعم. أعرف ذلك.
منتصر
:
(مندهشاً) اذن أنت تعرفين.
نازلي
:
نعم. هما أخبراني بذلك.
منتصر
:
لا يستطيعان كتمان شئ. هل أخبراك بالسبب ايضاً؟
نازلي
:
نعم. موظفو البنك لا يحبونك، أنا لم أفاجأ بهذا؟
منتصر
:
افنيت كل حياتي في هذا البنك. والآن يجب على أن أفقد عملي. (لاحظ منتصر أن نازلي ترتدي معطف الخروج) أوه. هل أنت خارجة (يرى شنطة في يدها) إلى أين أنت ذاهبة؟
نازلي
:
احتاج إلى أجازة. أنا ذاهبة لقضاء بعض الأيام مع شقيقتي.
منتصر
:
في مثل هذه الظروف! وأنا في حاجة إلى وجودك بجانبي!
نازلي
:
ولكن لن يكون بمقدوري مساعدتك. ويجب أن أقض أجازة. لا أستطيع الانتظار.
منتصر
:
ولكن يمكنك قضاء الأجازة في وقت لاحق. وسوف نذهب معاً.
نازلي
:
من أين لك بالمال للأجازة؟ سوف تفقد عملك. ولن يكون من السهل أن تجد عملاً جديداً، فأنت لم تعد شاباً.
منتصر
:
سيصرف لي راتب ثلاثة أشهر، وسوف أجد خلال ذلك عملاً ما.
نازلي
:
أتمنى أن تكون محقاً.
منتصر
:
تتركيني لأنني معسر الآن، (يائساً) متى ستعودين اذن؟
نازلي
:
لا أعرف. سأتصل بك وأعرفك في حينه.
منتصر
:
ولكن من سيعتني بي؟
نازلي
:
تركت لك (علية)، حدثها برفق وربما ترضى بأن تظل في خدمتك. والآن، وداعا يا عزيزي. اتصل واخبرني عندما تجد عملا.

(السيدة نازلي تخرج وتترك الغرفة)
منتصر
:
(حزيناً) هذه قيلولة مشئومة. علي أن أفقد عملي. والآن زوجتي ذهبت عني. ماذا تخبئ لي الأقدار؟

(طرق على الباب، تدخل (علية) الغرفة)
منتصر
:
ماذا هناك يا (علية)؟ هل تودين تركي أيضاً؟
علية
:
أتركك يا سيدي! لا. جئت لك بخصوص الشاي. الساعة الرابعة الآن، هل آت لك بالشاي؟
منتصر
:
أفهم من ذلك أنك لا تريدين تركنا، أليس كذلك؟
علية
:
بالتأكيد "لا"، أنا سعيدة بوجودي هنا.
منتصر
:
ولكن أنا فقدت وظيفتي، هل عرفت بذلك؟
علية
:
نعم يا سيدي، سيدتي نازلي أخبرتني بذلك.
منتصر
:
كما أن زوجتي أعطت أجازة طويلة لنفسها.
علية
:
أعرف ذلك، ولكنها ستعود. وخلال ذلك سأعتني بك يا سيدي.
منتصر
:
ولكن لن أحصل على مال كاف. وربما لا استطيع أن أدفع لك.
علية
:
هذا غير مهم يا سيدي. فقد ادخرت من مالي لمثل هذا اليوم، ولا حاجة لي بالمال الآن، ولكن أريد أن أظل هنا، هذا بيتي.
منتصر
:
شكرا يا (علية).
علية
:
سأحضر لك الشاي.
منتصر
:
تمهلي أرجوك، حوالي نصف ساعة أخرى.
علية
:
حسناً يا سيدي.

(تخرج علية، يضع السيد منتصر ساقيه على الكرسي الذي أمامه مرة أخرى، ويغمض عينيه، ويذهب في سباب عميق)


المشهد الثالث:
(تدخل السيدة نازلي الغرفة، مازال زوجها نائماً)
نازلي
:
منتصر. اصح. الساعة الرابعة والنصف الآن.
منتصر
:
(بفزع) الساعة الرابعة والنصف! أوه، هل أنت يا عزيزتي؟
نازلي
:
(تجلس إلى جواره) نعم. أنا بالتأكيد.
منتصر
:
إذن أنت لم تذهبي إلى شقيقتك؟
نازلي
:
(باستغراب) لا!
منتصر
:
ولم يأت فؤاد  أو فتحي إلى هنا؟
نازلي
:
عن أي شئ تتحدث؟  أنت كنت مستغرقاً في النوم طوال القيلولة.
منتصر
:
ماذا؟ إذن أنا كنت أحلم (متذكراً الحلم). كان كابوساً مزعجاً.
نازلي
:
احك لي حلمك بينما نشرب الشاي.
منتصر
:
(يلتقط أنفاسه) فكرة جيدة، أنا في حاجة إلى كوب الشاي.

(السيدة نازلي تضغط على جرس النداء طالبة علية)
منتصر
:
بالمناسبة،  الم تخبريها باتفاقنا حتى الآن؟
نازلي
:
كلا. اعطني فرصة. أنا كنت مشغولة، ولم أنس، سوف أخبرها الليلة.
منتصر
:
أنا فكرت في الأمر ملياً،  وربما يجب أن نحتفظ بها، أنها كانت معنا لمدة طويلة، وشاركتنا السراء والضراء، وربما لن تستطيع الحصول على عمل جديد.
نازلي
:
أنا قلت لك هذا من قبل يا عزيزي.
منتصر
:
كلامك صائب، وانا أوافقك الآن. صحيح هي لم تعد طاهية ماهرة كما كانت في السابق، إلا أنها تعمل بجد.
نازلي
:
نعم ... نعم ... إنها تبذل كل جهدها لإرضائنا.
منتصر
:
وربما هي في حاجة إلى المساعدة في اعمال البيت.  ونحن نستطيع أن نأت لها بمساعدة شابة.



نازلي
:
هذه فكرة ممتازة. (علية) ستسعد بذلك. ولكن ماذا عن عشاء يوم الجمعة القادم؟ من سيطهو الطعام لزائريك؟
منتصر
:
(بعدم اهتمام) العشاء غير مهم. لن ندعو أحد للعشاء مرة أخرى.
نازلي
:
أنا سعيدة. أنا لا أحب دعوات العشاء هذه. (بعد لحظة) أنت تغيرت كثيراً منتصر وبشكل مفاجئ. لماذا؟
منتصر
:
أنا سعيد بذلك.
نازلي
:
بماذا حلمت؟  حدثني عن حلمك.
منتصر
:
لا داعي.  أنا لا أريد التحدث عنه،  ولكن سأحاول أن أنساه.

(تدخل (علية) إلى الغرفة)
علية
:
سادتي،  هل آتي لكما بالشاي الآن؟

النهايـــــــــــــــــــــة


 (نشرت بجريدة الأنباء الكويتية)