الاثنين، 29 ديسمبر 2008

مجلة "نوبتي" - الكويت


ملخص الأعداد السابقة من مجلة "نوبتي"
1- استطلاعات لأحداث هامة في كل عدد عن مشاركة الاتحاد النوبي في احتفالات الكويت والجالية المصرية الوطنية والعربية.
2- صفحات للأحداث الاجتماعية من أفراح واحتفالات النوبيين بالكويت
3- تحقيقان نوبيان من قلب النوبة للأستاذ صلاح فضل
4- أصدر الاتحاد النوبي 4 أعداد من أفخم المجلات النوبية التي ظهرت حتى الآن.
5- عدد الكتاب الذين اشتركوا في التحرير = 22 كاتباً وكاتبة
6- تناولت حياة 2 من الشخصيات النوبة التي رحلت عنا.
7- تم إجراء لقاءت حية مع عدد من الشخصيات النوبية بالكويت: رئيس الاتحاد النوبي، رئيس جمعية الدكه، ورئيس اللجنة الرياضية م.سيد شرف، والفنان التشكيلي ماهر عز الدين، والفنان حازم سعد الدين.
8- تم إجراء لقاءات مع شخصيات هامة في الوطن الأم: مسعد هركي، رئيس النادي النوبي العام بالقاهرة، ومحافظ أسوان السابق.
9- تم اعطاء الفرصة لكثير من المواهب الشابة في مجال الكتابة أمثال: هاني غربي، ومؤمن
10- نشر بحث مبدئي تم اجراؤه مع عينة من المقيمين بدولة الكويت.
11- هذا بجانب الأبواب الثابتة: أخبار نوبية محلية ومن أسوان، الصفحة الدينية، صفحة التكنولوجيا، البراعم، التاريخ النوبي، التراث النوبي، اللغة النوبية، الشعر، خدمات نوبتي، بريد القراء، الرياضة، الصحة، المرأة.

من موضوعات الأعداد السابقة لمجلة نوبتي
العدد الأول:
1- أبناء النوبة أول محطات القنصل العام السفير عبداللاه
2- العيد آداب وأحكام، ادريس جريس
3- البيت النوبي بأسوان، عبد الناصر عكاشه
4- رحيل فنان: حمزة علاء الدين، سعيد كرار
5- ماذا حدث في النوبة، صلاح فضل
6- رسالة، حسن خليل حسن
7- شعر، سفير بلادي لشاهناز خليل الشوربجي
8- حديث من القلب، طارق جمعه قوي
9- اللغة النوبية، ممدوح مصباح
10- قصة شقانا، هاني غربي
11- الاتحاد النوبي في عيون النوبيين العاملين بالكويت
12- ولنا كلمة، صلاح عثمان
13- الرياضة وكرة القدم في ضوء الإسلام، سعيد كرار

العدد الثاني:
1- لمسات حانية، السيد شرف
2- انجازات ورعاية الاتحاد خلال عام
3- مسيرة العمل والبناء تقود النوبة وأسوان إلى العالمية، ادريس جريس
4- محليات النوبة وأسوان
5- تاريخ، النوبة من أهم أصول الحضارة الانسانية، شوقي ابا يزيد
6- تراث ، النوبيين والنهر، مسلم تاج السر
7- رئيس الاتحاد في ضيافة نوبتي، ج1، المحاورون : سعيد كرار، حسن خليل، ممدوح
8- تصريجات الرئيس مبارك، الأولوية لأبناء النوبة في تعمير واستصلاح أراضيهم في النوبة القديمة، تحقيق : صلاح فضل.
9- شعر : لن ننساكي، حسن دهب
10- مناضل نوبي: محمود السيالي
11- غرب أسوان في سطور، موسى عبد الحليم
12- نوبي معاصر، سيف كاشف
13- الباب الاقتصادي، ممدوح مصباح
14- دور الضيافة النوبية، سعيد كرار
15- لقاء مع مسعد هركي، ممدوح
16- فنون، علي كوبان، حسن خليل
17- تكنولوجيا نوبتي، م. محمود جلال سليمان
18- مواهب في الكويت: الفنان حازم سعد الدين
19- المرأة، أناقة واحتشام، هند صلاح الدين عقيد
20- استطلاع: الحفل الساهر للاتحاد النوبي للفنانين عبد الصبور غلاب وعزالدين محمد
21- لغتي، مؤمن أحمد مهدي

العدد الثالث:
1- كلمة هامة للشيخة فريحة في أهمية الثروة البشرية
2- خدمات نوبتي
3- أخبار محلية
4- أخبار أسوان والقرى النوبية
5- لا للمخدرات، مجدي محمد بشير
6- هل تعلم – حسن عبد الماجد محمد
7- تراث، مسلم تاج الدين
8- لقاء مع محافظ أسوان، ادريس جريس
9- الرئيس مبارك يعيد بهجتنا بالعودة خلف السد، صلاح فضل.
10- تكنولوجيا، م. محمود جلال سليمان
11- رئيس الاتحاد في ضيافة نوبتي، ج 2، المحاورون : سعيد كرار، حسن خليل، ممدوح
12- تهاني
13- متفرقات ثقافية: تعليم اللغة النوبية بالأسكندرية، كتاب اللغة النوبية طرف فتحي جريس، الأكاديمية البحرية بأسوان، تدشين موقع صوت النوبة والقمر بوبه.
14- استطلاع بحث العودة إلى القرية (مساهمة مبدئية لبحوث أوسع في المجال)
15- مواهب نوبية في الكويت: الفنان التشكيلي ماهر عز الدين عوض الله (الدكه)
16- أخبار الاتحاد والجمعيات النوبية بالكويت
17- فكرة جديدة للمقيمين بالكويت، لقاء سيد شرف
18- باقة ورد، إلى عبد الرحمن المزروعي وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية الأسبق.
19- براعم نوبتي

اقرأ في العدد الرابع


ملخص: الجديد في هذا العدد باكورة تعاون الأستاذ الدكتور أحمد عبد الحافظ في استعراضه للتهميش المتعمد للشخصية النوبية في السينما والتليفزيون والحل، كما تدشن مجلة نوبتي لأول مرة صفحات "نوبة دوت نت" لاطلاع القارئ، غير الزائر للمنتديات النوبية على الانترنت، على بعض ما يكتبه الأخوة الزملاء فيها، كما تفسح المجال أكثر لمشاركات قراء نوبتي في تحريرها، وجعل كل ذلك من الأبواب الثابتة، بالإضافة إلى بنوراما لأنشطة الاتحاد وخدماتها المقدمة للمقيمين على أرض الكويت خلال السنوات الماضية.


وفيما يلي قائمة المحتويات:


- الافتتاحية : لماذا نحن في البداية دائماً؟ صابر جاه الله
- أنماط جديدة من القيادات النوبية
- القرآن والسنة أوجبوا اختيار الأهل للرئاسة
- لماذا نقول الحمدلله بعد العطاس، خليل الشوربجي
- لباس البرود النوبية – خدمات نوبتي
- تهميش السينما والتليفزيون للشخصية النوبية، د. د. أحمد عبد الحافظ
- أكبر عملية خيانة أمانة في النوبة
- أسباب ضعف التجمع النوبي، لقاء د. السيد حامد
- انجازات الاتحاد بالصور
- مهرجان قورته الرياضي حقق أهدافه
- هل الفنانة جواهر نوبية؟
- نوبي يفوز بالجائزة الأولى في دبي
- لقاء الكابتن محمد إسماعيل
- الشخصية النوبية السينمائية
ومن الأبواب الثابتة
- كتاب نوبتي: نوبي يحارب من أجل الحب "بعنخي"
- مشاركات القراء
- نوبة دوت نت
- تهاني وتعارف

الجوائز تطيل العمر



الأستاذ صلاح منتصر الكاتب المصري المشهور كتب في هذا الموضوع بعد كتابتي له في المنتدى النوبي العالمي، وقد استخدام نفس الحقائق تقريباً، وتوصل إلى نفس النتائج . طبعاً لا أدعى أن صلاح منتصر قد قرأ مقالتي، ولكن المعلومات والحقائق متاحة للجميع في هذا العصر، والتوصل إلى نفس النتائج تعتمد على تلك المعلومات والحقائق التي نستخدمها كمقدمات.

والذي يهم القارئ أن ملاحظة غريبة توصل إليها الذين يبحثون في أسباب إطالة العمر، وهي أن معظم الذين حصلوا من الممثلين على جائزة الأوسكار يعيشون في المتوسط أربع سنوات أكثر ممن لم يحصلوا عليها...!

هذه الدراسة أوضحت أن حاصلي جوائز الأوسكار يعيشون في المتوسط 79.7 سنة، على حين أن متوسط العــمر بالنسبة لزملائهم الآخرين الذين لم يحصلوا على الأوسكار هو 75.8 سنة .. وأكثر من ذلك فان الذين يحصلون على هذه الجائزة أكثر من مرة يعيشون في المتوسط ست سنوات أكثر!
الأمثلة عديدة .. منها «جرير جارسون» التي ماتت عن 92 سنة، وكاترين هيبورن التي حصلت على أربع جوائز أوسكار وماتت عن 96 سنة، وانتوني كوين حصل على الأوسكار مرتين وكان يأمل أن يعيش حتى يبلغ الرابعة والتسعين ولكنه مات عن عمر 86 سنة .. ومارلون براندو الذي مات عن 80 سنة، وكان من الغريب انه قد امتدت الحياة به إلى هذه السنين مع الوزن الزائد الكبير الذي بلغه .

ولكن لماذا ؟ ما العلاقة بين جائزة الأوسكار وطول العمر؟! وإذا كان ذلك يحدث للذين يفوزون بالأوسكار فلابد انه يحدث للحاصلين على جـوائز نوبل أيضاً!

بالنسبة للسبب، فقد فسر الذين قاموا بهذه الدراسة (ترجع إلى مايو عام 2001)، بان جائزة أوسكار تعني للممثل أعلى ما يمكن أن يحصل عليه .. وهذا يجعله يشعر بأنه قدم فنا عاليا مما يعطيه الإحساس بالرضا عن ذاته . هذا الإحساس هو سبب طول العمر .

وقد وجدوا أن جائزة نوبل تختلف عن جائزة الأوسكار من حيث السن التي ينال فيها الفائز الجائزة .. فالأوسكار يحصل عليه الممثل أو الممثلة في سن صغيرة نسبيا بينما تجيء جائزة نوبل للفائز بها عادة في سن متقدمة 00 طبعا باستثناء العالم المصري د .احمد زويل الذي نالها في سن الخمسينات .. مع ذلك فعدد كبير من العلماء الذين نالوا نوبل امتدت بهم الحياة عدة سنوات بعد فوزهم بالجائزة مما يعكس أنهم الآخرين سعدوا بالجائزة وأحسوا بشعور الرضا عن النفس ..

هذا يعني في الواقع أن جوائز الدولة ليست في قيمتها المادية، وإنما في تأثيرها النفسي على الفائزين وجعلهم يشعرون بأنهم حققوا كثيرا مما كانوا يتطلعون إليه وأصبحوا يعيشون في رضا مع النفس!

لذلك أدعوكم إلى المشاركة في المسابقات المحلية أو الإقليمية العربية أو العالمية ... وأن تشجعوا أولادكم لنيلها ... وطال عمرك (على رأي الكويتيين) ...

وسأحاول من جانبي تزويدكم بملخص عن الجوائز المحلية والإقليمية والعالمية في جميع المجالات، كلما وقعت عيني عليها، وسأخصص باباً خاصاً لذلك، كما سأكتب بشئ من التفصيل لبعض الحاصلين على تلك الجوائز، كلما أعجبني – شخصياً - شئ منها.

وفيما يلي جوائز مكتملة المعلومات:
1. دار سعاد الصباح للنشر: ثماني جوائز تمنحها سنويا لتشجيع الشباب في الوطن العربي، أربع منها باسم الشيخ عبدالله المبارك الصباح للإبداع العلمي. والأخرى هي جوائز سعاد الصباح للإبداع الفكري والأدبي: الموقع: http://www.alqabas.com.kw/magazine_details.php?id=15061

2. جائزة محمد بن راشد لدعم مشاريع الشباب: http://www.smeawards.com/

3. جائز الشيخ خليفة بن سليمان بن محمد آل خليفة العلمية، ترسل الترشيحات وتوجه الاستفسارات على العنوان التالي:
مركز معلومات المرأة والطفل
ت: 780300 – فاكس : 687147
ص.ب: 32526
مدينة عيسى – البحرين
INFOCENT@BATELCO.COM.BH

السبت، 20 ديسمبر 2008

حوار مع الشيطان


تناقلت صحف يوم 26/8/2002 خبر اتجاه الحكومات المحلية باليابان صوب الكازينوهات والسماح بلعب القمار للخروج من الضائقة الاقتصادية المستمرة منذ سنوات في تلك البلاد. ومهما كانت الأسباب، ومهما كانت النتائج التي ستتحقق هنا، لن تلجأ الدول العربية والإسلامية لهذا الحل أو غيره من الحلول المحرمة، حتى لو تشابهت الظروف مع اليابان.

ذكرني هذا الاتجاه بمسرحية من فصل واحد للأديب الكبير توفيق الحكيم رحمه الله، ملخصه: أن مصلحاً اجتماعياً في الريف، أراد أن تتبدل قريته من طورها البدائي إلى مصاف المدن المتقدمة حتى لو اضطر للتعاون مع الشيطان. وكان له ذلك، فعندما طل من نافذته شاهد التحولات، الأكواخ والبيوت الطينية تحولت إلى قصور من أحجار ضخمة، وتبدل فرشها الفقير والبسيط إلى أثاث ونجف وسجاجيد غالية ... الخ. ولكن عندما راح يتفقدها من الداخل، وجد الإنسان الفلاح كما هو، ووجد الماشية والدواجن تجوب أنحاء القصر بلا رادع أو رقيب. وتهدف المسرحية من ضمن ما تهدف إلى القول أن الإصلاح يجب أن يبدأ من الإنسان لا من ما حوله من آلات وسيارات وأجهزة مستوردة الخ. وأن الاتحاد مع الشيطان ليس له فائدة.

ولكن صاحبي مصر على الاتحاد مع الشيطان، ولولا حسن نيته واعتبار حديثه غير جاد ما نقلتها لكم.

قال صاحبي:
- حال قرانا النوبية لا يسر، رغم يُسر عدد لا بأس به منهم. فلا شيء تغير منذ الهجرة!
قلت له مؤيداً:
- نعم. التقدم يسير بخطى بطيئة جداً ونكاد لا نشعر بأي تقدم يذكر.
فقال:
- أرى أن الحل هو أن تقوم مؤسسة أو شركة نوبية بطرح يناصيب، وهذا لا يحتاج إلى رأس مال كبير، رغم أن عائده كبير جداً وسريع، وبهذا العائد نستطيع تنمية البلاد.
فقلت له:
- لماذا لا نبدأ بمشاريع تنموية مباشرة دون عمل يحرمه الشرع؟
فرد قائلاً:
- رؤوس الأموال النوبية ضعيفة، والمشاريع التنموية بطيئة ولم تحقق شيئاً يذكر حتى الآن في صناعة أو زراعة. وأعتقد أن أمريكا عندما نشرت آلات اليناصيب مقابل دولار واحد في الستينيات أو قبل ذلك، هو سبب تقدمها الآن، لأنها استطاعت أن تعطي للمجتمع كل يوم مليونيراً عن طريق اليناصيب، لأن الدولارات القليلة المتفرقة لا يمكن جمعها في بوتقة كبيرة بسهولة وبسرعة إلا عن طريق اليناصيب. وأنا أريد التقدم لبلادي بسرعة وبسهولة حتى لو اتحدت مع الشيطان.
فقلت له:
- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
(وتركته عائداً للبيت مؤثراً السلامة)

الخميس، 4 ديسمبر 2008

حوار مع مفتي مصر الدكتور علي جمعه


هو حوار أجرته نورا عبد الحليم مع مفتي الديار المصرية د. علي جمعه، ولنا عليه تعقيب:

1- أدلى فضيلة المفتي، خلال المقابلة، برأي مفاده: أن بعض المشتغلين بالفكر الإسلامي تصدر منهم آراء تكون شخصية، وناتجة عن تجربة حياتية، وليست ناتجة عن استنباط حكم الله من المصادر الشرعية المعتمدة وهي القرآن والسنة في الأساس، ثم ما أجمعت عليه الأمة.

وعندما سئل: ما مساحة الحرية التي أعطيتموها لبناتكم؟ جاء رده بالنص كما يلي:

"الإنسان لا يشعر بإنسانيته إلا إذا كان حرا ومختارا بل ولا يثاب عند الله إلا إذا أتى الأفعال مختارا. ولقد تركت بناتي في حرية تامة فيما يخص الحياة الدنيا بدءا من اختيار الملابس.. واختيار التعليم.. واختيار الأزواج.. والبرنامج اليومي للحياة.. متى تذاكر ومتى لا تذاكر؟.. واختيار الأصدقاء في نطاق الأوامر والنواهي العامة.. ولا اذكر إنني فرضت على إحدى بناتي هواية معينة.. أو توجها معينا.. بعضهن قدن السيارات وبعضهن تخوفن منها.. كانوا في حرية تامة يشهدن بها، وما كان لي إلا النصح والتربية وتعليم مفاهيم الإسلام، فالإسلام دين سمح بالحرية لأقصى درجة حينما قال «فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر» ( الكهف 29)، ولكنه بين عقوبة الكفر وقال «انا اعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها وان يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا» ولكنه قال أيضا «وهديناه النجدين» البلد 10 يعني سمحنا له بان يعرف طريق الخير من طريق الشر، فالإسلام احترم حرية الإنسان.. والبدء هنا في الحياة الدنيا من الإنسان. وأنا في خطابي سواء مع المسلمين أو مع بناتي في البيت.. أو حتى في خطابي مع غير المسلمين في الخارج ابدأ من الإنسان، ما الذي ينفع الإنسانية؟
ويستطرد فضيلة المفتي قائلا: وهذه المساحة الضخمة من الحرية التي أعطيتها لبناتي عابها علي كثير من الناس خاصة من الجيل السابق من الآباء والأعمام، لكن الحمد لله ظهر أن هذه الخطة السديدة خاصة في العصر الذي نعيش فيه هي الأقرب إلى الصواب في معاملة الأبناء. (انتهى). (الخطوط تحت الكلمات من عند الكاتب).

وأقول:
يلاحظ إن رد فضيلة المفتي تضمن رأيه الشخصي، والناتجة عن تجربة حياتية، وليست ناتجة عن استنباط حكم الله من المصادر الشرعية. فشاب إجابته نفس العيوب التي ألصقها بالمشتغلين بالفكر الإسلامي!

فإذا كانت الدعوة إلى الدين، لولي الأمر، بالنصح للأمة لحديث الرسول (ص): من رأي منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك اضعف الإيمان (مسلم:70)، فإن الدعوة في الأسرة تكون بالأمر، قال تعالى:" يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم واهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة" (التحريم: 6)، و "أمر اهلك بالصلاة واصطبر عليها" (طه: 132).

والأحاديث النبوية الشريفة الدالة على مسؤولية الوالدين، وتحملهما ثواب حسن التربية أو وزر سوء تربية أولادهما، كثيرة أيضا: "كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه"، و"من سن في الإسلام سنة حسنة، فعمل بها بعده، كتب له مثل أجر من عمل بها، ولا ينقص من أجورهم شئ، ومن سن في الإسلام سنة سيئة، فعمل بها بعده، كتب عليه مثل وزر من عمل بها، ولا ينقص من أوزارهم شيء (مسلم: كتاب العلم)، ، و "… فالرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها.."، و"كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يقوت"، و "مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع".

2- ورداً على سؤال آخر عن: المسائل التي تثير الحيرة حيث يحدث تداخل بين العادات المتوارثة والدين. جاء رد فضيلته بالنص كما يلي:
" بداية أقول أن تجديد الخطاب الديني المقصود به دائما عزل ما قد يعلق بالفقه الإسلامي من عادات، وأيضا عزل بعض الأحكام المبنية على تغير الزمان والأعراف، لان الله سبحانه وتعالى امرنا أن نأخذ بعرف كل عصر، فقال:خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين (الأعراف: 199) فكثير من الناس لا يفهمون معنى تجديد الخطاب الديني فهو يبين كيفية تطبيق الدين في العصر الذي نعيشه، وقد تختلف هذه التطبيقات حتى لم يعد الإنسان يفرق بين ما هو شرعي وما هو عادة موروثة. وهناك أيضا قضية المستحدثات فيما لم يرد فيه نص.. وتغير اساليب التطبيق عندما تتغير البيئة المحيطة، فبيئتنا تختلف مثلا عن بيئة الإمام الدردير، أو الإمام الباجوري في الاتصالات والمواصلات والتقنيات الحديثة، ولذلك فكلامهم إنما هو في نطاق عصرهم.. فهم لم يخطئوا، بل الخطأ يأتي منا إذا جئنا بالمسائل المتصلة بذلك العصر وطبقناها في عصر آخر من غير التفات إلى الفرق بين العصرين. وأود أن أقول هنا أيضا أن الأمور أصبحت تتغير بصورة مذهلة.. فهناك فرق بين وقت ظهر فيه الدش وبين ما قبل دخوله لحياتنا، وهناك فرق أيضا فيما هو قبل الانترنت وما بعد الانترنت.. فالأمور غاية في التطور، وقد تكون غاية في التدهور والتفكك ولكنه الواقع المعيش الذي ينبغي أن نراعيه في أثناء التطبيق.. هذا هو ردي على قضية الخلط ما بين الفقه والعادات والتقاليد. " (انتهى).

وعندما سئل عن وجوب خدمة الزوجة لزوجها، جاء إجابة فضيلته كالآتي: "نقول أنه في الفقه الإسلامي لا يجب على المرأة أن تخدم زوجها، فالمرأة لا تتزوج لكي تصبح خادمة بمؤهل عال، فالزواج ليس فقط لبناء الأسرة، إنما هو لدرء الفتنة … الخ". (انتهى).

وأرى :

أن فضيلة المفتي لم يستند في رفضه وجوب خدمة الزوجة لزوجها إلى القرآن والسنة أو الإجماع، وإنما إلى العادات العربية القديمة حيث توفر في الجزيرة العربية العبيد والإماء. كما أنه لم يراع الواقع المعاش الآن الذي ينبغي أن نراعيه أثناء التطبيق، بالإضافة إلى أن الأعمال المنزلية المنوطة بالزوجة من البديهيات، وتفصيل ذلك:

1- أن المجتمع الإسلامي الأول لم يكن مكوناً من طبقة واحدة ، ولا أعرف ماذا كانت تفعل المرأة إذا لم تكن تقوم بإعداد الطعام وغسل الملابس والعناية بالأطفال وأفراد الأسرة!
فإذا افترضنا أن المجتمع الذي كان يملك فيه الأغنياء (الطبقة العليا من المجتمع) عبيداً، يقومون بالأعمال الشاقة بدلاً من الزوج، وتتحمل الإماء أعمال البيت الشاقة عن الزوجة، فإن هذه الرفاهية لم تكن متوفرة لكل طبقات الأحرار، كما هو الحال في كل زمان ومكان.

2- والفقه الإسلامي إذا رأي بعض علماؤه أن لا تخدم المرأة زوجها وجوباً، فإنه يقدم أيضاً بعض العلماء الذين راعوا ظروف المجتمعات الطبيعية من جهة، والحالية من جهة أخرى، فجعلوا توفير خادمة ضرورة إذا كانت الزوجة قبل زواجها تتمتع بهذا الحق، أما إذا كانت الزوجة ممن يعملن قبل الزواج بالواجبات المنزلية بنفسها بلا خادمة، فيجب عليها أن تقوم بنفس العمل بعد الزواج.
يقول صاحب (فتح العلي المالك في الفتوى على مذهب الإمام مالك – مسائل النفقات): "حاصل الأحكام المنصوصة أن المرأة إن كانت من أشراف الناس الذين ليس شأنهم الخدمة بأنفسهم، وكان الزوج موسرا قادرا على الإخدام فلا يلزمها شيء إلا الأمر والنهي، وكذا إن كانت من لفيف الناس الذين شأنهم الخدمة بأنفسهم ، وكان الزوج من الأشراف الذين لا يمتهنون نساءهم ، وعلى الزوج في هذين القسمين أن يأتيها بخادم بملك أو إجارة أما إذا كانت من الأشراف ، والزوج فقير لا قدرة له على الإخدام أو كانت من اللفيف ، والزوج كذلك ، ولو مليا فعليها في هذين القسمين الخدمة الباطنة من عجن وطبخ وكنس وفرش واستقاء ماء من بئر في الدار أو خارجها أو بحر بشرط القرب ، والاعتياد في الاستقاء ، وخياطة ثوب لها أو له".
وفي الحديث أن فاطمة جاءت إلى نبي الله e تشتكي إليه الخدمة فقالت: يا رسول الله والله لقد مجلت يدي من الرحى (أي انتفخ وتورم جلد اليد)، أطحن مرة وأعجن مرة، فقال لها رسول الله e إن يرزقك الله شيئاً يأتك وسأدلك على خير من ذلك إذا لزمت مضجعك فسبحي الله ثلاثا وثلاثين وكبري ثلاثا وثلاثين وأحمدي أربعاً وثلاثين فذلك مائة فهو خير لك من الخادم ... (الحديث، مسند أحمد، 25340).
كما ورد في الصحيحين عن أسماء بنت أبي بكر أنها قالت: تزوجني الزبير وماله في الأرض من مال ولا مملوك ولا شئ غير فرسه وبعيره، فكنت أعلف فرسه وأكفيه مؤونته واستقى الماء وأخرز دلوه وأعجن وكنت أنقل النوى على رأسي من ثلثي فرسخ، حتى أرسل إلى أبو بكر بجارية فكفتني سياسة الفرس، فكأنما اعتقتني. (رواه البخاري في كتاب النكاح 107، ومسلم في كتاب السلام 34/2، وأحمد 6/347).
كما أن النبي e كان يقول: يا عائشة اطعمينا، يا عائشة اسقينا، يا عائشة هلمي الشفرة، واشحذيها بحجر" (رواه أبو داود في كتاب الأدب، باب 102، وأحمد 3/429 و5/426، والحاكم في المستدرك 4/270-271).

وواضح من الفقه الإسلامي، ومن الأحاديث العملية لرسول الله e أن الزوجة يجب أن تقوم بالأعمال المنزلية لزوجها وتصبر عليه.

وفي هذا الصدد من الملفت للنظر اعتبار بعض الزوجات الأعمال المنزلية أعمالاً من اختصاص الخادمة، وجارى فضيلة المفتي للأسف هذا الاتجاه، متناسين أن أصل تلك الأعمال منوطة بالزوجات، وأصبحت عملاً خاصاً بالخادمات لظروف ذكرتها أعلاه، بالإضافة إلى مرض بعض الزوجات أو عدم كفاءتهن في إدارة بعض أعمال المنزل، لذلك صارت من أعمال الخادمات، اللاتي هن نساء أولاً وأخيراً.

لا شك أن ضيق مساحة المقابلة الصحفية (صفحة واحدة) بالنسبة لإجابة عدة أسئلة، فيه ظلم للحكم على إجتهادات فضيلة المفتى. إلا أن الظلم أكبر للمتضررين من هذه الفتوى الأخيرة، حيث ستحجم بعض الزوجات عن خدمة الأزواج والأولاد، وسيؤدي ذلك حتماً إلى ما لا يحمد عقباه، وفي أفضل الأحوال، ستطالب بعض الزوجات بمقابل مادي، ورجالنا متعسرون أصلاً، حيث أن دخل الفرد العربي أقل بكثير عن دخل مثيله في العالم. وإذا كانت عدد الزيجات في أكبر دولة عربية (مصر) انخفضت إلى أقل من 50% (إن حالات الزواج تراجعت من 759 ألف حالة في عام 2000 إلى 351 ألف حالة عام 2001. القبس 20/11 محطات مصرية )، فلننتظر مزيداً من الانخفاض في عدد الزيجات نتيجة هذه الفتوى. لنا الله.
ولنا الله.

"سبني" النوبي
يقدم أعظم وأول وأقدم سلوك أخلاقي في التاريخ !

في كتابه "فجر الضمير"(
[1]) يدلل المؤرخ جيمس هنري برستيد على أن مصر اصل حضارة العالم ومهدها الأول, بأن في مصر شعر الإنسان لأول مرة بنداء الضمير, فنشأ الضمير الإنساني بمصر وترعرع, وبها تكونت الأخلاق النفسية. وقد أخذ يعالج تطور موضوع الأخلاق منذ أقدم العهود الإنسانية, إلى أن انطفأ قبس الحضارة في مصر حوالي عام 525 ق.م [2].

وجدير بالذكر أن نوجه نظر القارئ إلى أن المؤرخ وهو يتنقل بين أدلته وتحقيقاته, إن صح هذا التعبير, لم يضع فاصلاً بين أرض وادي النيل في مصر أو النوبة.

والكتاب الذي يقع في ما يقارب من 500 صفحة, وهو بحث علمي عظيم, ويحتاج إلى صبر عظيم لقراءته, وهو نتاج لعالم درس تاريخ الشرق القديم عامة, وأنفق في سبيله ما يربو على مليون جنيه, ولا يمكن تلخيصه لمجلة متنوعة دون إخلال, لذلك فالأفضل للقارئ المهتم بهذا الموضوع الرجوع إلى الكتاب الأصلي.

نعرف من البداية أن ما دعاه إلى كتابة بحثه هو أن الفكر الذي ساد في الغرب بعد الحرب العالمية الثانية أخذ يصور أن الإنسان لم يتورع يوماً ما عن استعمال قوته الآلية للفتك بأبناء جنسه, وأن المبدأ هو الصراع من أجل البقاء, وأن الغاية تبرر الوسيلة, وأن المادة هي أصل الوجود, وغيرها من الأفكار التي تلغي وجود الضمير في الفكر الإنساني منذ الخليقة! حتى أن هذا الفكر قسم تاريخ حياة الإنسان إلى عصور مادية عدة : العصر الحجري, وعصر استعمال النحاس, وعصر استعمال البرونز, وعصر استعمال الحديد ! فجاء كتابه هذا يثبت أنه إذا كان قوة الإنسان الآلية كانت نتاج تطور طويل, فإن هذا الشيء ينطبق على القوة الاجتماعية التي نسميها الضمير أيضاً.

ويرى أنه مرّ على الإنسان فترة من الزمن كان لا يحس فيها مطلقاً بعنصر السلوك أو الأخلاق, وذلك حينما كان كل ما يأتيه من الأعمال يأتي عن طريق الغريزة. لذلك يعد شعوره لأول مرة بالأخلاق تقدماً هائلاً في حياة البشر. وصار هذا التقدم أعظم خطراً عندما سما الإنسان إلى درجة أدرك فيها أن من السلوك ما يستحسن وما يستهجن. ولما أخذ الضمير في النمو أصبح في النهاية قوة اجتماعية عظيمة, وصار له بدوره أثر في ذلك المجتمع الذي أخرجه من قبل إلى عالم الوجود.

نعود إلى مصر القديمة, حيث شعر المصري في عصر الأهرام بوجود جو من الوازع الخلقي, وساد الاعتقاد بأن حق كل فرد في التحلي بالأخلاق الفاضلة يمكن أن يقوم على أساس النهج والسلوك اللذين يعامل بهما أفراد أسرته, وهم والده ووالدته واخوته وإخوانه. وقد أكدها لنا أحد أشراف رجال الوجه القبلي, إذ قال في نقوش قبره "إني لا أقول كذباً لأني كنت إنساناً محبوباً من والده, ممدوحاً من والدته, حسن السلوك مع أخيه, ودوداً لأخته".

وفي هذا الصدد, " لدينا حالة أخرى أعظم من هذه في بر الابن بأبيه أيضاً, وهي قصة "سبني (وتعني حارس الباب الجنوبي) أي المحافظ على الحدود المصرية من جهة السودان عند شلال النيل الأول, فقد حدث أن "مخو" والد "سبني" قد قام برحلة خطيرة في قلب السودان طلباً للاتجار, وهناك انقض عليه بعض القوم من الهمج وذبحوه. فلما سمع ابنه "سبني" بذبح والده قام على الفور برحلة تحفها المخاطر في قلب ذلك الإقليم المعادي, واستخلص منه جثمان والده بعد أن تعرضت حياته خلال ذلك للموت, وأحضر جثمان والده ليحفظ في مصر. ولا يزال قبر "سبني" باقياً في أسوان حتى الآن" (ص 132).
(الصورة المرفقة للملك النوبي بعنخي من المتحف النوبي)

وبذلك سجل الشاب النوبي "سبني" أعظم وأول وأقدم سلوك أخلاقي في التاريخ.
[1] د. سليم حسن, فجر الضمير, (القاهرة : الهيئة العامة للكتاب), سلسلة مكتبة الأسرة, 1999.
[2] المرجع نفسه، من مقدمة المعرب، ص3.

أهل الكهف ونحن



تصور الأسطورة اليونانية أهل الكهف(غير أهل الكهف المذكورين في القرآن الكريم) كأشخاص مقيدين في جوف الكهف، وباب الكهف خلفهم. يمر أناس وحيوانات ومخلوقات مختلفة أمام الكهف، وينعكس خيالهم داخل الكهف، ولا يرى أهل الكهف إلا هذه الخيالات.

تهدف الأسطورة إلى أن معرفة البشر مثل أهل الكهف مجرد خيالات، أما الحقيقة فلا يعرفها إلا من استطاع أن يفك قيوده وينظر خلفه إلى الأشياء التي تمر فعلاً أمام الكهف.

لا أعرف لماذا ارتبط حالنا في الأنشطة النوبية - وأنا أعمل في أكثر من مجال فيها، منها هذا الموقع - بحال أهل الكهف؟

فنحن مقيدون مثلهم، ونحن نعلم بحال بعض ولا يدري عنا الآخرون شيئاً، وهي نفس معاناة أهل الكهف.

أهل الكهف يتوقون إلى الفعل ومشاركة الآخرين الذين يرون خيالهم، ونحن كذلك نتوق إلى الفعل مثل الآخرين ونتمنى أن يكون لدينا فنانين وعلماء وسياسيين واعلاميين وشخصيات أدبية وغيره وغيره ..

أهل الكهف يعتقدون أن باستطاعتهم فور فك قيودهم أن يصبحوا مثل الآخرين تماماً، ونحن كذلك نحسب أن باستطاعتنا أن يكون لنا صحف ومجلات ثقافية عامة وكذلك متخصصة، وأن يكون لنا موقع على الانترنت بل مواقع جديدة كل فترة، وقناة فضائية. ولكن كيف؟

كيف وبعض منا لا يرى وطنه إلا من خلال جيبه؟ ويسأل: إذا فعلت كذا للنوبة، كم سآخذ أو أكسب ؟

كيف وكل واحد فينا يعرف مسؤوليته ودوره ، ورغم ذلك يتجاهل هذا الدور بحجة أنه مقيد.

صحيح هناك من النوبيين من ضحوا بوقتهم وأموالهم في سبيل النوبة والنوبيين (جمعهم الكاتب النوبي الكبير/ محيي الدين صالح في كتاب شهير له)، ولكن عدد هؤلاء لا يزيد عن واحد من مليون. فأين جهد الباقي (999.999) ؟

الاثنين، 1 ديسمبر 2008

أحلام القادمين الجدد لدول الخليج والحقيقة

عقب حفلة لتخريج أول دفعة من المتدربين الكويتيين للعمل في الجمعيات التعاونية، يكشف وزير الشؤون الاجتماعية والعمل الكويتي الأسبق طلال العيار عن خطة توظيف 10 آلاف مواطن كويتي في الجمعيات المذكورة خلال عشر سنوات بمعدل ألف مواطن سنوياً.

كما يشير وزير المالية د. يوسف الإبراهيم الأسبق، باختصار غير مخل، إلى أن عملية التنمية في الكويت خلال الثلاثين سنة الماضية أدت إلى اتساع حجم الطلب على قوة العمل غير الكويتية للتعويض عن القصور في هيكل العمالة الكويتية عن تلبية احتياجات إنشاء وتشغيل مرافق البنية الأساسية ومشاريع الخدمات الاجتماعية والأنشطة المرتبطة بها، مما ترتب عليه تزايد أعداد الوافدين بمعدلات كبيرة الأمر الذي نجم عنه اختلال سوق العمل حيث تدني نسبة المواطنين إلى إجمالي قوة العمل، مع تركز قوة العمل الكويتية في القطاع الحكومي، والأنشطة الأقل إنتاجية من جهة، واختلال هيكل المجتمع السكاني الذي كان له آثار جانبية غير مقبولة في مجالات الأمن والعادات والتقاليد للمجتمع من جهة أخرى.

ويؤكد أن السياسات العامة لخطة تنمية الكويت للسنوات 2002/2006 حرصت على مواجهة هذا الخلل على أن تتضمن ضوابط ومعايير مهنية لاستقدام واستخدام العمالة الوافدة، والاستغناء عن قوة العمل الوافدة في الوظائف التي يمكن إلغاؤها في الجهاز الحكومي، مع تحقيق التنوع المهني والمهاري لقوة العمل الوطنية من خلال التعليم والتدريب، إضافة إلى تشجيع الجهات غير الحكومية على توظيف قوة العمل الوطنية بمنحها الحوافز المختلفة، وتضييق الفجوة الأجرية بينها وبين الجهات الحكومية.

الجديد هو اقتراحات تحت الدراسة، أعلنها الوزيران، أولها وضع لائحة تحدد نسب العمالة الكويتية التي ستفرض على القطاع الخاص، وثانيها فرض غرامة على القطاع الخاص الذي لا يلتزم بنسب العمالة الكويتية تبلغ 500 دينار كويتي.

هذا بجانب تصريح لوزير الشؤون أن لا خطة لوقف تصاريح العمل للوافدين، وإنما هناك خطة فقط للحد من تلك التصاريح! (انتهى الخبر).

بالرغم من أن هذه الخطط الرسمية ليست جديدة، وقد سبقتها أيضاً خططاً مماثلة بنفس الأهداف منذ زمن طويل شملت جميع الدول الخليجية، لم تشر أية وسيلة إعلامية مصرية إليها، أعتقد لأسباب سياسية، رغم آثارها السلبية على قطاع هام من العاملين المصريين بالخارج أو يتوقون للعمل في الخارج خاصة في دول الخليج، والذين يجهلون الصعوبات التي ستواجههم في البحث عن العمل لعدة شهور وربما لسنوات، بعد تضحيتهم بالغالي والنفيس وزهرة شبابهم وبفرص العمل القليلة في وطنهم مصر، مقابل أحلام ليس لها أي أساس من الصحة أو الحقيقة وها هي إحدى الخطط الرسمية.

الجمعيات الخيرية ضرورة حيوية للسلام الاجتماعي



مقدمة
إن رسالة العمل الاجتماعي عامة والنوبي خاصة تتميز بخاصيتين رئيسيتين:
1 . العمل الخير في البيئة المحيطة بالفرد، والتوسع المستمر في أدائها.
2 . العمل التطوعي بلا أجر.
لا يختلف اثنان في أن العمل الخيّر في البيئة المحيطة بالفرد أي الأقارب والأهل والجيران، من أولى الواجبات التي أمرت الرسالات السماوية الأنبياء والمرسلين والذين أمنوا القيام بها. وجعل الله تعالى الإحسان إلى الأقارب والجيران متساويا للاحسان إلى الوالدين، قال تعالى:".. وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل"(من الآية 36 سورة النساء). كما أن كل رسول أمر بدعوى أهله وقومه أولا ، والآيات الدالة على ذلك كثيرة. قال تعالى :"ولكل أمة رسول" (الآية 47 سورة يونس)، "ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه" (الآية 25 سورة هود)، "والى عاد أخاهم هودا"(الآية 50 سورة هود)، "والى ثمود أخاهم صالحا" (الآية 61 صورة هود"، "والى مدين أخاهم شعيبا" (الآية 84 سورة هود).

هذا، وتميز عمل الأنبياء والرسل ودعوتهم للخير، وجهادهم في سبيل الدعوة، تميز أنهم لا يسألون عن ذلك أجرا أو مكانة اجتماعية. والآيات الدالة على ذلك كثيرة، قال تعالى على لسان نوح عليه السلام:"فان توليتم فما سألتكم من اجر إن أجرى إلا على الله وأمرت أن أكون أول المسلمين" (الآية 72 سورة يونس)، وعلى لسان هود عليه السلام:"يا قوم لا أسألكم عليه أجرا إن أجرى إلا على الذي فطرني أفلا تعقلون" (الآية 51 سورة هود).

وجاءت أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم لتؤكد وتوضح واجبات المؤمن تجاه الأرحام والأقارب والجيران، ونفى صفة الإيمان والإسلام ممن لم يهتم بأمر المسلمين، والأحاديث الشريفة كثيرة، نورد منها على سبيل المثال لا الحصر: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا"، و"ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" و" من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره".

رسالة العمل الاجتماعي النوبي
وما نحن النوبيين جميعا إلا أقارب أو جيران بعضنا لبعض. وما الجمعيات النوبية ممثلة في أعضاء مجالس إدارتها وأعضاءها ومنذ إنشاءها وحتى الآن، إلا جماعات خيرية منظمة على أحدث النظم الاجتماعية الملائمة للعصر والمجتمع الذي تعيش فيه. وما الأعباء والمسئوليات التي تضطلع بها من بناء مدافن، وجمع الصدقات، والزكاة بأنواعها، والوقوف بجانب المكروب في وقت الشدائد، إلا وجه من وجوه الخير والبر التي أمرنا الله تعالى أن نؤديها للأهل والأقارب والجيران.

تأريخ العمل الاجتماعي النوبي
بدأ العمل الاجتماعي النوبي في المدن في أوائل هذا القرن على شكل جمعيات عائلية، ثم جمعيات قبلية، يغرض تبادل واجبات العزاء والوقوف بجانب أحد أفرادها في الشدائد. وكان هذا الشكل الأولى والبسيط نتيجة طبيعية لطبيعة الهجرة في ذلك الوقت. فالمهاجر الأول من القرية إلى المدن المصرية (القاهرة - إسكندرية - السويس وغيرها) لم يكن أمامه كثير من الخيارات، فقد كانت هجرته محددة بالمدينة إلى يوجد فيها أقرب الناس إليه، لأنهم هم الذين سوف يتعهدونه، ويوجهونه إلى العمل المناسب وفي أقرب وقت ممكن، خاصة وان المدن كبيرة وحياتها معقدة وصعبة خاصة لمن ينزل إليها أول مرة. وبالتالي شكلت العائلات والقبائل التجمعات الخيرية الأولى للمهاجرين. ومع الاستقرار بالمدن، وتوالى الهجرات النوبية إليها، وبدء مشاركة الأقارب من غير العائلة والقبيلة في القيام بواجبات القرابة والجيرة، كما هي في قريتهم بالنوبة القديمة، تطور شكل العمل الاجتماعي النوبي إلى جمعيات نوبية تضم أبناء القرية الواحدة بنجوعها المختلفة. هذا الشكل الأخير هو أساس الشكل الذي وصلنا الآن. دون تغير في الغرض من التجمع.

تطور العمل الاجتماعي النوبي
ثم تطور شكل التجمع، بجانب الجمعيات القروية، إلى اتحادات إقليمية، فأنشأ نادي الكنوز، والنادي النوبي العام، اللذين أسهما في تطوير العمل الاجتماعي مثل إنشاء مدارس وتكوين فرق فنية وغيرها.

وفي أواخر الستينات، شعر الشباب النوبي المستقر بالمدن بضرورة إدخال بعض الأنشطة الأخرى إلى الجمعيات الخيرية القروية من نشاط رياضي، ونشاط ثقافي، وكشافة، وفن وغيرها. وفعلا أصبحت بعض الجمعيات مركزا لتجمع شبابها وشيوخها لفترة طويلة.

هذا، ولم يتوقف تطوير الشكل والمضمون عند هذا الحد، بل تطور الشكل الإقليمي إلى اتحاد واحد، تحت اسم "نادي النوبة العام"، الذي لعب أدوارا هامة في المراحل المختلفة التي مرت بها القرى النوبية منذ التهجير إلى النوبة الجديدة، وحتى الآن.
إلى أن كبرت الأنشطة الجديدة مثل الرياضة، وانفصلت في شكلها الحديث عن الجمعيات الخيرية، لتكون نوادي نوبية رياضية، بداية من نادي أبو سمبل الرياضي عام 1974، وانتهاءا بالنادي النوبي الرياضي عام 1987 ، ونادي توشكى الرياضي عام 1989 .

الخاتمة
أكتفي هنا بنقل ما كتبه د.محمد محمود الجوهرى في كتابه"المدخل إلى علم الاجتماع" عن ما تقوم به الجماعات الصغيرة في الأمة "بدور أقرب إلى الوساطة بين مستويين الولاء. فهى تقوم بإشباع بعض الاحتياجات ورعاية بعض مصالح أعضائها التي لا تلتفت إليها أو تهتم بها الجماعات التقليدية". فهو يرى أن "الجمعيات الخيرية وغيرها تتكامل من أجل غرض معين مقبول للجميع، من كافة الأعمار والطبقات والمهن .. الخ . وإذا عجزت تلك الجماعات الوسيطة عن التأثير، ولم تستطع اجتياز الجبهات الصلبة المتعارضة، فإننا نكون بإزاء خطر داهم على المجتمع، هو أن يتفتت إلى وحدات تمثل كل وحدة منها إحدى جماعاته الفرعية. والحالة المتظرفة لهذا الوضع هي ما نعرفه باسم "الحرب الأهلية." كفانا الله شرها.

فنعرف من ذلك، أن وجود تلك الجمعيات الخيرية ضرورة حيوية للسلام الاجتماعي يتعدى إطار القرية، ليسود القرى المجاورة كلها، بل الدولة كلها، بما تبذله من خير وإحسان للبيئة المحيطة وللإنسانية.