الأحد، 22 فبراير 2009

النشاط النوبي والعلم


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه"..
وقال أحد الحكماء "إذا سقطت في حوض ماء صغير أو في بحر كبير، فأنت في الحالتين مضطر أن تسبح" أي أن تكون قد تعلمت السباحة.

كذلك أي عمل صغيرا كان أو كبيرا في العصر الحديث، يجب أن يخضع للعلم، أو على الأقل - وهذا أضعف الإيمان - ألا يخالف علما.

صحيح أن المنهج العلمي وتطبيقه قد يحتاج إلى طول وقت ومران، وصحيح أن التخطيط العلمي معقد وعميق. إلا أن نتائجه أفضل. فقد اكتشف العلماء أن الإنسان كلما تدرج في العلم، كلما كانت إنتاجيته أكثر وأفضل. لذلك تولي الدول للتعليم والتأهيل جل اهتمامها ومنذ زمن بعيد وفي جميع الأنشطة الانسانية حتى التدبير المنزلي! بما بالنا لا نجد للعلم تطبيقاً في العمل التطوعي النوبي، رغم أنه في دولة مثل الولايات المتحدة 255 كلية متخصصة في العمل التطوعي!

وحتى لا يفهم كلامي التالي في ضرورة العلم بصورة خاطئة. فأنا لا اقصر العلم على المؤهلات الدراسية، فكم منا يحمل تلك المؤهلات ولا يطبقها في الحياة، ولا نجد لآثارها وجودا في معاملاتنا معه. ولكن كلامي يتضمن أيضا علم أولئك الذين يعيشون بيننا، ويحملون شهادة الخبرة في الحياة خاصة الاجتماعية النوبية، ونلجأ إليهم، ونحتمي بهم في الملمات. كما أنهم يحترمون العلم ويطبقونه.

نعود إلى موضوعنا. فمن مظاهر عدم تطبيق العلم وإهمال الجانب العلمي في أنشطتنا النوبية، تجنب اللاعب حضور التدريبات التي تسبق المباريات، فينعكس ذلك على صورته في الملعب. وأغلبنا شاهد الفرق الواضح بين أداء اللاعبين النوبيين وبين أداء اللاعبين غير النوبيين (المستعانين) عندما كان الدوري النوبي يسمح بذلك. حتى علق أحد الضيوف على نهائي دوري نوبي في ذلك الوقت متسائلا: هل هؤلاء يلعبون لأول مرة؟!

هذا في النشاط الرياضي، أما في الاجتماعات، فإننا نلمس سوء التفاهم في جميع المستويات، عندما نضطر لمناقشة أي أمر من الأمور.

وفي النشاط الثقافي نرى مظهره المتواضع جدا، لو قدر له الظهور في شكل نشرة أو معرض أو في شكل فني آخر.

ولكن ما هو الحل؟

كانت إجابة القيادات النوبية، أنه ليس أمامنا أية فرصة الآن، وأننا أهدرنا الفرصة تلو الأخرى قديما عندما عرض علينا ترشيح بعض الرياضيين للاشتراك في برامج التحكيم بالاتحادات الموجودة، كما قال عم جمال خليل.

والآن .. لو وجدنا الفرصة، هل سيستغلها الشباب النوبي؟

ستكون إجابة الشاب النوبي الواعي والقيادات النوبية بنعم.

لذلك أتقدم باقتراحي في النقاط التالية:

أولاً: مقدمة :
تتيح جامعة الكويت بمركز خدمة المجتمع والتعليم المستمر هذه الفرصة التدريبية متمثلة في برامجها في اللياقة البدنية، والإسعافات الأولية، وفي الإعلام بجميع فنونه.

- الرسم المقرر لأي برنامج قدره - /50 د.ك
- مدة الدراسة 3 شهور . أي أن رسم الشهر الواحد أقل من - /17 د.ك أي ما يعادل 500 فلس تقريباً في اليوم.
- يمنح المركز شهادة للناجحين بحد أدني 60% في الامتحانات النهائية.
- يقدم المركز ثلاث فصول دراسية في السنة:
- الأول يبدأ في بداية أكتوبر
- والثاني في بداية فبراير
- والثالث في بداية يونيو
- يجب ألا يقل عدد الدارسين في أي برنامج عن 10 أفراد.

ثانياً: في المرحلة الأولى، يمكن للاتحاد أن يرشح من شبابه العدد الكافي، وتسدد عن المعسرين منهم الرسوم مقابل أن يقوم المتدرب بتسديدها على أقساط شهرية. ويوزع الاتحاد الجوائز على المتفوقين منهم. ولتكن إعفاء الفائزين من بعض مصاريف الدراسة مثلا. فيكون للفائز الأول 50 د.ك، والثاني 35 د.ك، والثالث 25 د.ك
في المرحلة الثانية، يجب ألا يقبل الاتحاد في صفوفه فريقا لا يقدم مدربا مؤهلا في طلبها للاشتراك في الدوري. وكذلك لا تقبل في صفوف المجلة غير مؤهل من هذه الدورة أو ما يعادلها من الدراسات العلمية، وهكذا في كل تخصص أو نشاط في الاتحاد.
أعتقد أن هذا هو الحد الأدنى الذي يجب أن نقبله، إذا أردنا لأنشطتنا التقدم ومواكبة العصر.
وإحقاقا للحق، ليست هذه المرة الأولى التي يدعو أحدنا إلى الأخذ بالأسلوب العلمي والتدريب، بل سبق أن سجل ذلك في ورقة توماس وعافية المقدمة للقيادات النوبية في 19/3/1987.

محاورة جانبية:
قال بيرن وليامز:" إن تكلفة التعليم تساوي عُشر تكلفة الجهل".
(الصورة لإحدى الأنشطة النوبية بالكويت، وتظهر فيها روان ابنتي 2008)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق