الثلاثاء، 10 فبراير 2009

صورة النوبي في الدراما المصرية








تتناول النشرات النوبية في مصر هذا الموضوع بشكل انفعالي ووقتي وجزئي، وذلك كلما ظهرت شخصية نوبية أو عبارات تمس النوبيين سواء في فيلم سينمائي أو مسلسل تليفزيوني وتسئ إلى النوبيين. بدأت بفيلم "الطوق والأسورة" بطولة شريهان عام 1986، وانتهت بمسلسل" حديث الصباح والمساء" 2001 الذي عرض أخيراً في شهر رمضان الكريم، مروراً بروايات وكتابات صحفيين أو أدباء بالصحف العربية وخاصة المصرية، بالإضافة إلى عرض يصور النوبيين يرقصون بملابس إفريقية (ريش) بالتليفزيون صاحبت إحدى أغاني المطرب حسن عبد المجيد .. وغيرها كثير.

وفي تطور حقيقي لم يكتب له الاستمرار، بدأ تجمع ثقافي بدولة الكويت بقيادة الزميل الصحفي عادل موسى، بهدف إرساء قواعد صلبة للتصدي للإساءات المتكررة للنوبيين في وسائل الإعلام المختلفة، وذلك بشكل موضوعي لا انفعالي، وبالطرق القانونية. ولأن هذا الأسلوب يحتاج إلى جهد ووقت كبيرين ومال كثير، فقد توقفت أعمال هذه اللجنة وتفرق الشباب القائمين عليها كما ذكرت آنفاً.

ولا شك أن دراسة هذا الموضوع بشكل موضوعي يتطلب من النقاد والباحثين حصر جميع المؤلفات والمسلسلات والأفلام والكتابات سواء التي تناولت الشخصية النوبية بشكل إيجابي و/ أو سلبي. وإذا كانت بعض السفارات الأجنبية في مصر استطاعت أن تغير من عناوين أو مضامين الدراما المصرية التي تسئ إلى دولهم، مثل ما حدث في عنوان فيلم "أنا ومونيكا" الذي تغير إلى "كيمو والفستان الأزرق"، وفيلم "ولا في النية أبقى فلبينية" إلى "ولا في النية أبقى.."، بعد اعتراض سفارتي أمريكا والفلبين، بالإضافة إلى حذف عبارات في فيلم "بلية ودماغه العالية" رأت السفارة اليمنية أنها تسئ إلى شعبهم. فالأولى أن يقوم بمثل ذلك القانونيين المصريين خاصة النوبيين، حيث أن رئيس جهاز الرقابة قد صرح بأنه "يعتبر الرأي العام هو السند الحقيقي لما تتخذه الرقابة من قرارات، خاصة الاحتجاجات الموضوعية والتي تستند إلى حق واضح". والنوبيون لا يريدون إلا هذا الحق الواضح الذي يحفظ كرامتهم ويحترم مشاعرهم وإنسانيتهم باعتبارهم جزء لا يتجزأ من نسيج الشعب المصري.

هذا من جهة، ومن جهة أخرى يمكن استنساخ تجربة اللجنة الثقافية المذكورة آنفاً،على أن يشكل أغلبها من القانونيين النوبيين, لوضع الشكل القانوني المناسب الذي يمكن من تغيير النهج السيئ الذي يتناول به كتاب الدراما وغيرهم الشخصية النوبية.

وقبل أن أختتم حديثي، أدعو كتاب الدراما العرب خاصة المصريين ببذل جهد أكبر في تقصي حقيقة الشخصيات الدرامية التي يتناولونها, وأتمنى أن يحذوا حذو كتاب الدراما الأمريكيين الذين لا يفرقون في أعمالهم بين الأمريكي الأبيض أو الأسود, فكما يوجد في الواقع أمريكي أبيض يعمل كمدرس مثلاً, يوجد كذلك الأمريكي الأسود المدرس, وهكذا المنحرف الأبيض أو الأسود, خاصة وأن الشخصيات النوبية منذ سنوات عديدة, أصبحت تعمل مع الشخصيات المصرية الأخرى في كل مجال, سواء الطب أو القضاء أو البوليس أو الجيش أو في شركات الاستثمار... الخ ولا داعي طبعاً الاكتفاء بالأدوار التقليدية القديمة التي تقلصت مع مشاركة الفئات المصرية كافة في إدارة الوظائف العامة, وكلها مصادر غنية لكاتب الدراما المصرية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق