الأربعاء، 1 يوليو 2015

حكاية مرفت ب. والبحث عن الهوية النوبية



تناقلت الأنباء بتاريخ سابق خبر من بيروت, أن مرفت ب. (13 عاماً) أمضت عشرة أعوام في منزل عائلة ميسورة اشترتها, حتى كان يوم كشفت لها والدتها بالكفالة هذا الواقع, فقررت مرفت الهرب بحثاً عن أمها الحقيقية, وتركت المنزل في برج حمود, واتجهت إلى طرابلس, ولما يئست حاولت الانتحار بإلقاء نفسها في البحر, لكن رجال الشرطة أوقفوها بجرم التشرد, وسلمت إلى سجن النساء في جبل لبنان.  وفي السجن تعرفت مرفت مصادفة على امرأة تدعي سليمى ج. (35 سنة), وقصت عليها حكايتها. وتلعب المصادفة دورها,  حينما جاءت زينب ر. إلى السجن الذي كانت تنزل فيه بجرم بيع ابنة شقيقتها مرفت, بعد أن أنهت فترة عقوبتها, لزيارة زميلتها السابقة سليمى, وأبلغتها الأخيرة بأن مرفت ابنة شقيقتها التي سبق لها أن باعتها موجودة في السجن.  لم تصدق زينب أنها الفتاة عينها التي أخذتها من أمها منذ عشر سنوات,  وقامت بإبلاغ شقيقتها,  التي ما أن علمت بالأمر حتى هرعت إلى المحامي الذي كان يتابع دعوى "بيع مرفت".  وبناء على طلب النيابة العامة في جبل لبنان أعيدت الفتاة إلى أمها الحقيقية.

لأسباب مختلفة ولكنها خانقة,  ربما يحدث مثل ذلك كل يوم, يهرب الإنسان بعيداً عن أهله.  والعودة إلى الأهل لأسباب مختلفة أيضاً, أهمها هو الإدراك أن من يعيش بينهم ليسوا بأهله, وشعوره بالضياع, ربما رغم أنه يعيش في رغد من العيش يحسده عليه الآخرون, إلا أنه قد آن الأوان ليبحث عن هويته الحقيقية. والبحث عن الهوية قد يبدأ بعد بلوغ عشرة سنوات من العمر, وربما عشرون سنة, وربما ستون سنة, كل حسب بدء شعوره بالحاجة إلى الهوية.

فلا يجب أن يلومنا أحد ممن نعيش بينهم, حتى ولو في رغد من العيش,  عندما نبحث عن هويتنا النوبية سواء في بطون كتب التاريخ نقلبها, أو في شوقنا الدائم لأرضنا التي هجرناها أو هُجرنا منها, سواء تضحية لخير وطننا مصر أو السودان, أو لأسباب أخرى. 

لا يجب أن يلومنا أحد,  إذا كتبنا أو نكتب أو سنكتب عن وطننا الغارق في قاع النيل.  أو إذا قلنا ذلك شعراً أو نثراً,  لا يجب أن يلومنا أحد.

لم يلم أحد شاعراً غنى لوطنه رغم جورها عليه,  فما بالك أن نوبتنا لم تعطنا إلا الخير,  والصحة, وملعب طفولتنا, ومبادئنا وسلوكنا الأخلاقي الرفيع الذي يفتخر به من حولنا حتى قبل أن نفتخر نحن به!

وقد رد الأستاذ الكبير أنيس منصور في "مواقف" على من يلوموننا على عشقنا للنوبة, ووصفهم بالسخفاء!  كتب يقول: "بعض السخفاء يتصورون أن الاهتمام بالنوبة سببه أنهم يشجعون على فصل النوبة عن مصر.  والحقيقة أنهم يضيفون جديداً إلى تاريخ مصر وعمقاً, وإلى مسار البشرية الإفريقية إلى البشرية الأوروبية, والفضل لمصر والسبق للنوبة".

 
 

الجمعة، 26 يونيو 2015

الكذب في الجامعة الأمريكية ... حلال ولا حرام؟


هل مررت من قبل بتجربة الكذب على الآخرين (كذبة بيضاء)؟  إنها تجربة مثيرة.  إليك ما حدث مع أحد الأصدقاء...

 

كان ذلك في درس للغة الإنجليزية,  وكان على كل منا أن يتحدث عن نفسه, وعن عائلته, من خلال كلمات وجمل جاهزة تساعدنا في تحقيق هذا الهدف.

 

ولأنني أردت أن استعمل عبارة "يقاسمنا في الشقة" (الجاهزة),  في جملة مفيدة, قلت عبارة : وأمي تقاسمنا الشقة"  بعد عبارة "أعيش في الشقة مع زوجتي وأولادي".  وهذا يكذبه الواقع.

 

ولما كان من أساسيات تمارين الدرس أن يقوم المتكلم بالرد على أسئلة بقية الزملاء,  فقد دهشت أن يتركز أسئلة الزملاء على عبارتي غير الحقيقية,  وهي أن "أمي تقاسمنا في الشقة",  وتلقيت سيلاً من الأسئلة :

كيف جمعت بين الزوجة والأم في شقة واحدة؟

هل وافقت الزوجة على ذلك؟ أليس هناك مشاكل تنشأ بينهما؟!

وكيف تحل هذه المشاكل؟  وهكذا .. وهكذا..

 

فلم أجد بداً من الاستمرار في الكذب...

إن زوجتي وافقت على أن تعيش مع أمي بلا  أي شروط

وأن هذا شئ عادي في بلادنا النوبية

وأنه ليس هناك مشاكل تذكر تنشأ بينهما

وأنه لو حدثت أية مشكلة فإننا ننساها في اليوم التالي فوراً .. وهكذا

 

وبعد انتهاء الدرس, أخذت أستعيد كل الأكاذيب (السوداء) التي اضطررت أن أقولها, والتي ترتبت على الكذبة (البيضاء) الأولى.

 

قد يبرر البعض ذلك (معي) بدواعي الدرس,  نعم.  ولكن البعض الآخر قد لا يتسامح معي بعد أن عرف الحقيقة.  ولكن في الحالتين,  نحن أمام مشكلة اجتماعية, وعقلية, أو قل أخلاقية, استجدت في مجتمعنا النوبي, نتيجة للانتقال من الحياة القروية النوبية, التي كانت تعتز برعايتها للوالدين والأقارب والأرحام, مهما تغرب الزوج خارج القرية, إلى الحياة الحضرية, بكل ما تحمله من قيم مادية لا مكان للقيم الروحية فيها.

 

فأصبح والد العروس هو الذي يشترط (قبل العروس) بالشقة المنفصلة عن والدي العريس !!  أصبح رعاية الأبناء لوالديهم والإحسان إليهم (كما أمر الله سبحانه وتعالى) شيئاً تعافه الزوجات الجديدات وأسرهم !  وحتى بعض الفقهاء! 

 

وتغيرت المصطلحات,  فبدلاً من زيارة الأقارب (كما أمر الله سبحانه وتعالى),  أصبح (اللي عايزنا يجيلنا) على لسان زوجاتنا الشابات!    وبدلاً من تحقيق التقارب بالزواج بين أسرتين كانتا بعيدتين,  حل محله البغضاء والشحناء!   وإذا تبادل الزوج العلاقات الطيبة مع أهل زوجته,  فهم في رأي أهله (عملوا له عملاً أو سحراً),  وبالمثل إذا بادلت الزوجة العلاقات الطيبة مع أهل زوجها (وهو المفروض)!

 

وهكذا... لا حافظنا على قيم القرية الروحية,  ولا اكتسبنا قيم الحضر من علم وتحضر.  لقد زاوجنا بشكل عجيب بين سيئات القرية الغارقة في السحر والجهل,  وبين الحاضر الغارق في المادية بلا روح !!!  وربنا يكون في العون.

التنمية من أسفل إلى أعلى



كتب الدكتور مهندس سامي الاسكندرني

في رأيي أن رئيس الوزراء السابق الدكتور احمد نظيف ومعه مجموعة مؤثرة من الوزراء كانوا على درجة عالية من الذكاء والمعرفة والفهم، وأعتقد انهم بدأوا فترة حكمهم بطرح السؤال الجوهري ماذا تحتاج مصر حتي تتحسن احوال المواطنين؟ وكان الجواب فرص عمل وتنمية اقتصادية، وكيف يتم ذلك؟ كان السؤال الثاني واجابته بزيادة الاستثمار، تبع ذلك السؤال الثالث المنطقي، وهل قدرة المستثمرين المصريين كافية؟ والاجابة كانت بالنفي واذن لابد من تشجيع الاستثمار الاجنبي بشتى الطرق «الى جانب استثمارات المصريين بالطبع» حتى نصل الى معدل تنمية يزيد على الـ 7٪ سنوياً، ولعل هذا يفسر سياسات الخصخصة واعطاء المزايا الكبيرة للمستثمرين الاجانب لإغرائهم وتشجيعهم على تفضيلنا على كثير من الدول الاخرى المنافسة لنا والتي لها نفس التوجه.

ولا شك أن هذا ادى الى نتيجة ملموسة ولكن فقط في قطاعات معينة مركزة اساساً في الشرائح الاجتماعية العليا وتلك نتيجة طبيعية لحقيقة ان هدف المستثمر الاجنبي الاساسي هو الربح، وهذا حقه، ولا يجوز لنا ان نطالبه بالتعاطف مع  اعتباراتنا الاجتماعية الخاصة.

وترى الحكومة ان عوائد تلك الاستثمارات الفوقية سوف تتساقط مع مرور الوقت من أعلى الى اسفل حتى تصل الى الشرائح الاجتماعية المنخفضة في السلم الاجتماعي / الاقتصادي.

وقد تكون هذه النظرية سليمة بالفعل، لكن يعيبها انها قد تحتاج الى فترة زمنية طويلة حتي يتحقق الحلم، انها التنمية من أعلى الى اسفل، واود ان اقترح تكليف حكومة موازية بالتنمية من أسفل الى اعلى بأن تبدأ بالعمل على مستوي القرية، وتوجد بمصر حوالي اربعة آلاف وخمسمائة قرية واعتقد أنه يمكن السيطرة على القرى بسهولة نسبية لمحدوديتها مكاناً وسكاناً وأن نستعين بسيدات ورجال مصريين شرفاء اوفياء من ابناء تلك القرى او البنادر او المحافظات التي تقع فيها تلك القرى ممن يكون الله قد حباهم بالحظ السعيد والتفوق علمياً او ثقافيا او مادياً ويكون المستهدف لكل قرية مايلي:

1- محو الامية تماما في فترة زمنية لا تتعدي العام الواحد.

2- تعميم استخدام وسائل الطاقة البديلة، الشمسية والرياح والغاز الحيوي المستخرج من فضلات النبات والحيوان والانسان.

3- تحقيق الاكتفاء الذاتي الزراعي والغذائى وتحقيق فائض للتصدير للمدن، اي العودة الى نموذج القرية المنتجة التي افتقدناه بعد ان تحولت قرانا الى قرى مستهلكة.

وليس ما اطرحه حلماً يستعصي على التنفيذ وأشير هنا الى تجربتين رائدتين في نفس الاتجاه، الاولى قرية البسايسة شرقية والتي تطورت الي البسايسة الجديدة في جنوب سيناء وبدأتا بمجهود فردي للاستاذ الدكتور صلاح عرفة بالجامعة الامريكية بالقاهرة اما الثانية فهي تجربة سيكم وما تفرع عنها «ايزيس وخلافه» والتي بدأها الدكتور ابراهيم ابو العيش صغيرة ومحدودة في بلبيس ووصلت الآن الى حجم هائل اهله للفوز بجائزة نوبل للتنمية.

 

فيلم سجن شاوشانك

فيلم يجب مشاهدته

لم يترك لي الكاتب فرصة التدخل، لذلك سأنقل ما كتبه ملخصاً بلا أي تعديل، ومن يرد النص كاملاً فهو على هذا الرابط: http://www.startimes.com/f.aspx?t=33474951

العنوان: The Shawshank Redemption.. أكثر من مجرّد فيلم.

للكاتب: مجد السليتي.

سأتحدّث اليوم عن فيلم دائما ما يُصَنّف على أنّه واحد من أفضل الأفلام التي أنتجتها هوليوود على الإطلاق.. الفيلم الذي غيّر حياة الكثيرين وبقي عالقا في ذاكراتهم.. هو الذي يستحقّ منّا التحليل والإشادة والمشاهدة والإعادة أيضا .. ففي الحقيقة هو أكثر من مجرّد فيلم..J

The Shawshank redemption.. يحكي لنا قصّة ألّفها ستيفن كينغ وتتحدّث عن أندي دوفرين والّذي كان يعمل مصرفيّا بارعا، ثمّ يكتشف في أحد الأيام خيانة زوجته له مع رجل آخر، ويُتّهَم بقتلها ويُزجّ به في السجن مدى الحياة. ثم تدور معظم أحداث الفيلم هناك، في ذلك السجن العتيد .. سجن شاوشانك.

يتميّز الفيلم خصّيصا باحتوائه على العديد من الحوارات الفلسفية العميقة، وتناوله لمواضيع مختلفة تمسّ كل فرد منّا، ومقولاته المؤثرة التي ما زالت تقتبس إلى اليوم. (مع العلم أنّه أُنتِجَ عام 1994).

من الجدير بالذكر أن "شاوشانك" هو الفيلم المفضّل لدى مورجان فريمان من بين الأفلام التي مثّلها هو. كذلك من الجميل أن أذكر معلومة لطيفة وهي أنّ نفق القاذورات والمجاري التي زحف فيها أندي ليهرب من السجن كانت في الحقيقة مجرّد شوكولاتة! كما أنّ المشهد الذي نرى فيه أندي في ساحة السجن وسط جو مثلج استُخدمت فيه قطع بطاطا مُخَصَصة لصنع الmashed potato لتمثّل قطع الثلج الصغيرة المتساقطة.

مما يذكر عن "شاوشانك" أنّه لم ينَل قدره من الاهتمام والنّقد والمشاهدة حين خرج إلى الضوء في دور السينما، وإنّما بعد ذلك بفترة، وخاصة حين ظهرت أقراص الdvd التي انتشرت بين الناس. ومن أسباب ذلك أن الفيلم كان غير جاذب بعنوانه وموضوعه، حيث يفضّل أغلب المشاهدين مشاهدة أي فيلم أكشن على أن يشاهدوا فيلم يصنّف ضمن خانة "prison-drama" (أي دراما-سجن). كما أن الممثّلين كانوا مقدّرين في الأوساط السينمائية إلا أنّهم ليسوا من العمالقة في تلك الفترة، وعنوان الفيلم لم يكن جاذبا للانتباه كثيرا أو مميّزا (قبل المشاهدة).

لو أردت أن ألخّص درس "شاوشانك" ببضع كلمات لقلتُ: أن تحرّر نفسك بالأمل. فكرته الرئيسية هو تحرير نفسك من العقد والقيود، وخاصة عقدتي المكان والزمان اللتان "تمأسسانinstitutionalizing" الإنسان، وغيرها من العقد المادية أو المعنوية. أن تبقى آملا غامرا نفسك بالسعادة الداخلية التي لا تتأثّر تأثّرا كبيرا بما حولها من ظروف خارجية. (ويتضح لنا ذلك في مقاومة أندي لمحاولات تثبيطه ومأسسته، لدى حديثه عن الموسيقى، ووضعه لبوستر في زنزانته، وكذلك انشغاله بالحفر في وقت فراغه، كلها ممارسات ليتخلّص من سيطرة الزمان والمكان عليه ولتجنّب "مأسسة" نفسه).

لكن ما نعرفه اليوم طبعا أن "شاوشانك" دائما ما يصنّف على أنه أحد أفضل الأفلام الهوليوودية على الإطلاق منذ بداية تاريخها، ويرى هذا الرأي معظم الناس، حيث ينال الفيلم المرتبة الأولى على موقعIMDB للأفلام بتقييم9.3 من10. وأظنّ أنّ السبب الرئيسي والتفسير الأنسب لهذا هو أن الفيلم يمسّ جميع من يشاهده في أكثر من جانب، بالإضافة إلى بساطته وسهولته الممتنعة وتناوله للكثير من المشاعر والقيم والأفكار المدمجة مع بعضها، فهو يعتبر وكأنّه تجربة شخصية روحية! أكثر من مجرد فيلم وقصة. ناهيك عن عبقرية المخرج بجعل المشاهد يتناول الفيلم على ثلاثة مستويات، بحيث تعيشه مع أندي بوصفه بطل الفيلم، وتعيشه كذلك مع ريد كونه الرّاوي لأحداث الفيلم (وهذه حركة مميزة لأنها أضفت طابع الغموض على شخصية أندي ومنحته مساحة من حرية الذات بحيث أن هناك أحدا آخر يحكي للمشاهد ما يحدث)، وتعيشه أيضا مع نفسك تجربة ذاتيّة كمشاهد ومشارك متخيّل لقصة الفيلم واقعيا!

في النهاية يبقى شاوشانك فيلما عظيما حتى بشهادة من لا يحبّه كثيرا.

هو فيلم بسيط يريد أن يعلّمنا عن الأمل والحرية .. عن مواصلة المحاولة وعدم الاستسلام مهما كان الحال .. يريد أن يقول لنا أنّ السعادة والحرية قد تخلقها في ذهنك أينما كنت، فلا تقيّد بأسوار ولا بظروف ولا بمكان أو زمان.. حتى لو سلبوا منك كل شيء، وأهم ما في الأشياء حريّتك، حاول من جديد وابحث عن طريق آخر..there's always a way.. أندي كان حرّا في السجن، بينما بعضنا سجين وهو "حرّ" خارجه!

 

جنّتك وسعادتك في داخلك فلا تبحث عنها كثيرا في الخارج.. لا تجعل ظروف الحياة "تمأسسك".. لا تخف من نظام العالم الذي يجبرك على اتّباعه دون رغبة منك بل قاومه قدر ما استطعت.. لا تتخلّى عن حرّيتك طواعِيَة وتستسلم.. عِش حرّا بالأمل والعمل.

أنت الأساس.. أنت المبدأ والمنتهى.. أنت إنسان!

وكما هو مكتوب على بوستر الفيلم:

  (الخوف يبقيك أسيرا، أما الأمل فيحرّرك).

fear can hold you prisoner, hope can set you free
 
 

لماذا تخلف النوبيون عن السينما والاعلام الحديث؟


لماذا تخلف النوبيون عن السينما والاعلام الحديث؟

في مقالته بجريدة الأهرام القاهرية تحت عنوان"نوبيون غاضبون", يثير رجاء النقاش[1] عدة نقاط جديرة بالاهتمام والرد. أولها قوله: " أنا مندهش إلى أبعد الحدود من عدم وجود وجوه نوبية على شاشة السينما أو شاشة التليفزيون, فهذا نوع من التفريط الشديد في جمال طبيعي تزخر به أرض النوبة المصرية".   وقد أثير نفس الموضوع بجريدة الشرق الأوسط,  في وقت سابق أيضاً.
ولعدم وجود تحقيق صحفي بين أيدينا مع خريجات نوبيات من كلية الإعلام أو معهد التمثيل لمعرفة سبب تجنبهن العمل كمذيعات في التليفزيون أو السينما المصرية,  وليس رفضهن من قبل التليفزيون أو السينما المصرية كما يدعون, ألجأ إلى أسلوب البديل الأمثل, من مجتمع عربي مسلم محافظ قريب الشبه بمجتمعنا النوبي, وهو المجتمع الكويتي.
ففي لقاء مع طالبات قسم التمثيل بالمعهد العالي للفنون المسرحية, وسؤالهن عن سبب عزوفهن عن العمل في التمثيل, نشرتها جريدة "القبس",  كانت إجابتهن كالآتي:
زهرة القرشي: عاداتنا وتقاليدنا لا تسمح للفتاة بدخول مجال التمثيل. وعلى الرغم من تطور العديد من المفاهيم الخاصة بالمرأة إلا أن النظرة إلى الفتاة التي تعمل في المجال الفني مازال فيها الكثير من السلبية. لذلك أتمنى العمل في مجال الإخراج في وزارة الاعلام,  وإذا لم تتح لي الفرصة فسأركز على إكمال دراستي الأكاديمية للحصول على الماجستير والدكتوراه.
حنان محمد: رغم أنني درست التمثيل لأنني أحبها إلا أنني لن أستطيع ممارسة هذه الهواية التي صقلتها بالدراسة والتدريب والتجربة, بسبب النظرة الاجتماعية السلبية التي مازالت تسيطر على المجتمع بالنسبة إلى عمل المرأة في مجال التمثيل, على الرغم من أنها مهنة سامية وتؤدي رسالة من أجل خدمة هذا المجتمع! وسأتجه إلى الإخراج الإذاعي, وإذا لم أحصل على فرصة جيدة فسأبحث عن وسيلة أخرى أحقق من خلالها ذاتي.
غدير السبتي: أنني أحب التمثيل ولكن لن احترفه بعد التخرج بسبب بعض الظروف الأسرية واحتراماً للعادات والتقاليد التي لا ترحب بدخول الفتاة هذا المجال. أما تخصصي المهني فهو الإخراج وهذا ما أركز عليه في دراستي, وأشعر أنني سأحقق نفسي في هذا المجال, وأعبر من خلاله عن حبي للتمثيل!
هكذا تجمع أكثرهن على الهروب من التمثيل, هذا بالإضافة إلى خلط العامة بين صورة الفنان وهو يؤدي دور شخصيات مرفوضة أخلاقياً في المجتمع, وبين حياة هذا الفنان العادية من جهة, ومن جهة أخرى صعوبة إدراك الغالبية العظمي أن أي فئة من فئات المجتمع تجمع بين الأخلاقيين وبين غير الأخلاقيين, وفئة الفنانين لا تشذ عن هذه القاعدة, وأن الفساد يطال الفئات الفقيرة والضعيفة كما يطال أصحاب المراكز الرفيعة والأغنياء.
ولا يخفى على أحد العلاقة بين السينما والتليفزيون في نظر العائلات المحافظة, خاصة أن من المذيعات من عملن بالسينما أو العكس.
إذن وجود قضية رفض الوجوه النوبية رجالاً أو نساءً من قبل التليفزيون أو السينما المصرية ليس صحيحاً,  وأمامك الميدان يا حميدان كما يقول المثل الكويتي.



[1]  بتاريخ 10/2/2002.

الأحد، 5 أبريل 2015

البسايسة قرية لاتعرف المستحيل وتتحدى الأزمات

البسايسة قرية لاتعرف المستحيل
وتتحدي الازمات محت الامية وحلت أزمة الكهرباء
قرية البسايسة التابعة لدائرة مركز الزقازيق قررت قديما عام 1971 أن تعتمد علي المجهود الذاتية في إنارتها عوضا عن الكهرباء التي لم تصلها فإستخدمت الطاقة الشمسية والضوئية وتحويلها إلي طاقة كهربية، ليتم توصيل التيار الكهربائي للقرية عام 1974 مما أثر سلبا علي هذا المشروع علاوة علي إستخدام روث البهائم ومخلفاتها وتحويله إلي بيوجاز من خلال خزانات خاصة عوضا عن البوتاجاز وتفاديا للأزمات المتلاحقة، ورغم أن عدد أبناء هذه القرية لايتعدى الثلاثة آلاف شخص إلا أنها لاتعرف البطالة أو الامية ويمتاز أبنائها بالطيبة والسماحة ولا يعرفون شيئا عن الثورة وكل همهم العمل فقط والبناء ولا يهمهم من يحكم، من خلال السطور القادمة سنعرف كيف إعتمدت هذة القرية علي الاكتفاء الذاتي دون الحاجة إلي أية مساعدات من الحكومة التي لا تعرف عنها شيئا.
قال الدكتور أحمد إبراهيم رئيس مجلس إدارة جمعية تنمية المجتمع بالبسايسة أن الفضل في مكانة هذة القرية يرجع الي إبنها البار الدكتور صلاح عرفة أستاذ الفيزياء بالجامعة الامريكية بالقاهرة.
وأضاف أن تاريخ وانجازات هذه القرية يستفيد منه ابناء الشعب المصري كافة، فهي اول قرية فى مصر تستخدم الطاقة الشمسية عام 1971 بالجهود الذاتية، حيث كانت بداية المشروع بدعوة من الدكتور صلاح في أحد مساجد القرية التي لاعرف أبناءها الامية.
وتابع أن تكلفة إنارة الشقة الواحدة لاتتعد ألفي جنيه علي الدوام، نظرا لان هناك خامات مستوردة ولا تصنع محليا ولما كانت هذه القرية تبعد عن المواصلات العامة تم شراء درجات للتخفيف على الطلبة المشاركين فى مشروع محو الامية كما أن مشروع الطاقة الشمسية بدوره مثّل مدخلا للدكتور صلاح لتنمية البسايسة، فصمم نموذجا صغيرا لتشغيل مروحة وعرضه على شباب القرية، وطلب من أحدهم أن يمر على بيوت القرية لتعريفهم بإمكانية الاستفادة من الطاقة الشمسية، ولتعميم هذا المشروع تم عمل ورش متخصصة فى الحدادة والنجارة على اعلى مستوى حتى يتحقق للقرية اكتفاء ذاتى ثم توسع اهل القرية فى استخدام الطاقة الشمسية فى تسخين المياه وتوليد الكهرباء، كما أن الفضل يعود للدكتور صلاح فى استخدام البايوجاز الناتج عن مخلفات الانسان والحيوان بدلا من الغاز الطبيعي، وكذلك تصنيع السماد لاغراض الزراعة وحل أزمة البوتاجاز القائمة لفترة ليست بالقصيرة في مصر، ففي عام 1983 تم إنشاء جمعيتين الأولى لتنمية المجتمع، والأخرى جمعية تعاونية إنتاجية حتى يمكنهم من خلالها جمع الأموال واستثمارها، ولم يقتصر نطاق عمل الجمعيتين على سكان هذه القرية، إنما امتد لسكان القرى المجاورة.
واستطرد الدكتور أحمد إن جمعية تنمية المجتمع استطاعت تدريب وتأهيل الشباب وتسليحهم بالمهارات التي تحتاجها سوق العمل، فضلا عن تنظيم الجمعية معرضا عن استخدام الطاقة الشمسية في تنمية القرية المصرية، وإنشاء مركز التكنولوجيا الريفية المتكاملة للإنتاج والتدريب، واهتمت الجمعية بإقامة دورات عن التنمية الزراعية واستصلاح الأراضي وتولدت فكرة جديدة عند أهل البسايسة ومعهم الدكتور صلاح وهي غزو الصحراء، خاصة في ظل تفشي البطالة داخل القرية في أواخر عقد الثمانينيات.
من جانبه قال محمد سليم السيد المدير التنفيذي لجمعية تنمية المجتمع بالبسايسة إن شباب القرية الذين فكروا في غزو الصحراء، جميعهم فقراء، كما أن أعضاء الجمعية التعاونية التي تمثل الأداة التمويلية للبسايسة ليسوا سوى مستثمرين صغار.
كان الحل أيضا في المشاركة والتعاون فيما بينهم، فاهتدوا إلى شراء مساحات من الأراضي الصحراوية من البدو في منطقة رأس سدر جنوب سيناء التي تبعد عن الزقازيق 200 كم، وبلغت المساحات التي تم شراؤها 150 فدانا (تم التوسع فيما بعد إلى 750 فدانا)، بسعر 500 جنيه للفدان.
وأضاف أن ثمن الأرض تم دفعه على أقساط، بعد أن أقنع شباب البسايسة البدو بأهمية تجربتهم، وإمكانية الاستفادة بهم في تقديم خدمات الطاقة الشمسية والبايوجاز؛ لذلك تم تأُسيس الجمعية التعاونية الزراعية برأس سدر عام 94، ثم جمعية كنوز سيناء للتنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة عام 95، بحيث يتم هناك انتعاش وتنمية المنطقة المحيطة بالمشروع.
وأطلق على المشروع اسم "البسايسة الجديدة"، وتم تشغيل الشباب أعضاء الجمعية التعاونية براتب 450 جنيها شهريا، يدفعون ثلثها لقسط الأرض والباقي لرعاية أنفسهم وأسرهم في البسايسة القديمة.
وأوضح سليم أنه في البداية تم حث الشباب على العمل الجماعي بالأرض قبل تقسيمها إلى قطع مملوكة للأفراد؛ فالفكرة هي أنك إن كنت تعرف حدود الأرض التي تملكها فإنك لن تعمل سوى في تلك الأرض وستهمل باقي الأجزاء، أما بهذه الطريقة فسيكون هناك اهتمام كامل من الجميع بتجهيز الأرض بالكامل للزراعة.
وبعد ذلك قسمت الأراضي ما بين 5 و10 أفدنة، ووضعت الجمعية عددا من القواعد، منها أنه لا يجوز تملك أي عضو أكثر من 20 فدانا، ويتم توزيع الأراضي بالقرعة، كما يجوز التبديل بين الأعضاء. أما زراعة الأرض فحسب مقدرة كل شخص المالية، ولكن البنية الأساسية من آبار وطرق ومصدات الرياح فقد تم إعدادها قبل توزيع الأراضي، ووزعت تكلفتها على الفدان.
أما البيوت في القرية فقد تم تدريب مجموعة من الشباب على البناء وتم اختيار طراز عمارة حسن فتحي المطبق في القرية بالأقصر جنوب مصر؛ لأنه أنسب الأساليب التي يمكن أن تخفف من شدة حرارة الصحراء. وبالنسبة للإضاءة والإنارة الليلية فقد اعتمدت البسايسة الجديدة على الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
وبما أن الأرض شاسعة المساحة فقد تم السماح لكل فرد أن يقيم منزلا على مساحة 200 متر تحيط به حديقة على نفس مساحة البيت لكي يزرع فيها ما يريد من خضراوات وفاكهة ويربي ما يريد أيضا من حيوانات منزلية.

الزراعة في البسايسة الجديدة اعتمدت على زراعة الزيتون والنخيل والجاجوبا فإن زراعة الفدان من الزيتون تحقق عائد ربح صافيا 500 جنيه لو بيع خاما، أما لو تم استخلاص الزيت منه فإنه يحقق ضعف هذا المبلغ، وهو ما لجأنا إليه في مرحلة تالية حيث أنشأنا معاصر لزيت الزيتون.
أما نبات الجاجوبا فهو نبات يتم استخدامه في مستحضرات التجميل وصناعة الأدوية ويستخلص منه زيت يستخدم وقودا لمحركات الطائرات.
وفي عام 2000 كان بداية أعوام الحصاد أي بعد 7 سنوات من بدء تجربة استصلاح الأرض في البسايسة الجديدة.
ولأن التجربة أثمرت ونجحت فقد حصلت الجمعية في البسايسة الجديدة على تخصيص 1000 فدان لإقامة تجمع آخر في الفرافرة بموافقة من محافظة جنوب سيناء بعد الاطلاع على تجربة الجمعية، وهناك محاولة أخرى للحصول على أراض في منطقة الكريمات.
ويضيف محمد علي منصور احد ابناء القرية ومسئول معرض الجمعية بالبسايسة لدينا مبنى ربما ليس بعملاق ولكنه عملاق فعلا فالدور الارضي عباره عن ورشة لاعمال الحديد ولكن بة الادوات المتطوره جدا
وكذلك ورشة النجارة المتخصصة فى نجارة الموبليا فهي كاملة وعلى اعلى مستوى ايضا.
وفى الدور الثانى دار حضانة للرضع داخل هذه القرية الصغيرة علاوة علي المكتبة الضخمه فهي تحتوى على الكثير والكثير من الكتب القيمة .
وفى الدور الثالث دار حضانه لتعليم الاطفال تعمل صيفا وشتاء لا تتوقف العملية التعليمية.
وفوق أسطح المنازل توجد الطاقه الشمسية وكيف يستغلونها بطارايت الطاقة الشمسية و سخانات للمياة تعمل بالطاقة الشمسية علاوة علي ان السطح زرع بالنباتات المعمره والمثمره كذلك يوجد نموزج مصغر لمزرعه سمكية على سطح هذه المؤسسة
ويضيف منصور نحن الان نفكر جيدا في تعميم هذه الفكرة الجميلة بكافة القري المصرية لقلة تكلفتها وغزارة انتاجها ونطالب الحكومة بمساعدتنا خاصة وأنها غير مضرة بالصحة أو الانسان في ظل التحديات التي نواجهها يوميا والازمات المتلاحقة

وأعتقد أننا في النوبة لا نحتاج إلا لبعض هذه المنجزات، ولدينا دكاترة في جامعة جنوب الوادي كبداية صحيحة.

السبت، 4 أبريل 2015

الفرق بين السينما الصينية وبين السينما الأمريكية



تحت عنوان: السينما... صناعة تجمع بين أزمات الشعوب وغسيل الادمغة! أشارت شبكة النبأ إلى أن الاهتمام بقطاع السينما أصبح اليوم من أهم الضروريات لدى العديد من دول العالم لما له من فوائد ثقافية واقتصادية مهمة لتلك البلدان، كما يقول بعض الخبراء، فالإضافة الى مردوداتها الاقتصادية فهي تسهم أيضا بنقل وتبادل الرؤى والأفكار بين الإفراد، كما أنها سلاح مهم لدى بعض الدول المتقدمة التي تسعى الى فرض هيمنتها من خلال تغيير الوقائع وتزيف الحقائق وغسل الأدمغة من خلال عرض وترويج افلام العنف والحروب وغيرها من الأفلام الأخرى.

وعندي لا تختلف السينما الصينية عن الأمريكية، سينما الأبطال الذين يطيرون إلى أعلى وينقضون على الأعداء ويقضون عليهم، وسينما الأبطال الذين يجيدون استعمال جميع الأسلحة النارية ويصيبون برصاصاتهم وبدقة الخصوم. فكلها تهدف إلى توصيل رسالة واحدة، وان اختلفت صيغ وأسلوب وقوالب تلك الأفلام، إلا وهي: أن نتيجة المعارك محسومة منذ البداية، والفرد القوي الخارق يستطيع القضاء على الأقل قوة مهما كان عددهم وعتادهم.