الجمعة، 26 يونيو 2015

فيلم سجن شاوشانك

فيلم يجب مشاهدته

لم يترك لي الكاتب فرصة التدخل، لذلك سأنقل ما كتبه ملخصاً بلا أي تعديل، ومن يرد النص كاملاً فهو على هذا الرابط: http://www.startimes.com/f.aspx?t=33474951

العنوان: The Shawshank Redemption.. أكثر من مجرّد فيلم.

للكاتب: مجد السليتي.

سأتحدّث اليوم عن فيلم دائما ما يُصَنّف على أنّه واحد من أفضل الأفلام التي أنتجتها هوليوود على الإطلاق.. الفيلم الذي غيّر حياة الكثيرين وبقي عالقا في ذاكراتهم.. هو الذي يستحقّ منّا التحليل والإشادة والمشاهدة والإعادة أيضا .. ففي الحقيقة هو أكثر من مجرّد فيلم..J

The Shawshank redemption.. يحكي لنا قصّة ألّفها ستيفن كينغ وتتحدّث عن أندي دوفرين والّذي كان يعمل مصرفيّا بارعا، ثمّ يكتشف في أحد الأيام خيانة زوجته له مع رجل آخر، ويُتّهَم بقتلها ويُزجّ به في السجن مدى الحياة. ثم تدور معظم أحداث الفيلم هناك، في ذلك السجن العتيد .. سجن شاوشانك.

يتميّز الفيلم خصّيصا باحتوائه على العديد من الحوارات الفلسفية العميقة، وتناوله لمواضيع مختلفة تمسّ كل فرد منّا، ومقولاته المؤثرة التي ما زالت تقتبس إلى اليوم. (مع العلم أنّه أُنتِجَ عام 1994).

من الجدير بالذكر أن "شاوشانك" هو الفيلم المفضّل لدى مورجان فريمان من بين الأفلام التي مثّلها هو. كذلك من الجميل أن أذكر معلومة لطيفة وهي أنّ نفق القاذورات والمجاري التي زحف فيها أندي ليهرب من السجن كانت في الحقيقة مجرّد شوكولاتة! كما أنّ المشهد الذي نرى فيه أندي في ساحة السجن وسط جو مثلج استُخدمت فيه قطع بطاطا مُخَصَصة لصنع الmashed potato لتمثّل قطع الثلج الصغيرة المتساقطة.

مما يذكر عن "شاوشانك" أنّه لم ينَل قدره من الاهتمام والنّقد والمشاهدة حين خرج إلى الضوء في دور السينما، وإنّما بعد ذلك بفترة، وخاصة حين ظهرت أقراص الdvd التي انتشرت بين الناس. ومن أسباب ذلك أن الفيلم كان غير جاذب بعنوانه وموضوعه، حيث يفضّل أغلب المشاهدين مشاهدة أي فيلم أكشن على أن يشاهدوا فيلم يصنّف ضمن خانة "prison-drama" (أي دراما-سجن). كما أن الممثّلين كانوا مقدّرين في الأوساط السينمائية إلا أنّهم ليسوا من العمالقة في تلك الفترة، وعنوان الفيلم لم يكن جاذبا للانتباه كثيرا أو مميّزا (قبل المشاهدة).

لو أردت أن ألخّص درس "شاوشانك" ببضع كلمات لقلتُ: أن تحرّر نفسك بالأمل. فكرته الرئيسية هو تحرير نفسك من العقد والقيود، وخاصة عقدتي المكان والزمان اللتان "تمأسسانinstitutionalizing" الإنسان، وغيرها من العقد المادية أو المعنوية. أن تبقى آملا غامرا نفسك بالسعادة الداخلية التي لا تتأثّر تأثّرا كبيرا بما حولها من ظروف خارجية. (ويتضح لنا ذلك في مقاومة أندي لمحاولات تثبيطه ومأسسته، لدى حديثه عن الموسيقى، ووضعه لبوستر في زنزانته، وكذلك انشغاله بالحفر في وقت فراغه، كلها ممارسات ليتخلّص من سيطرة الزمان والمكان عليه ولتجنّب "مأسسة" نفسه).

لكن ما نعرفه اليوم طبعا أن "شاوشانك" دائما ما يصنّف على أنه أحد أفضل الأفلام الهوليوودية على الإطلاق منذ بداية تاريخها، ويرى هذا الرأي معظم الناس، حيث ينال الفيلم المرتبة الأولى على موقعIMDB للأفلام بتقييم9.3 من10. وأظنّ أنّ السبب الرئيسي والتفسير الأنسب لهذا هو أن الفيلم يمسّ جميع من يشاهده في أكثر من جانب، بالإضافة إلى بساطته وسهولته الممتنعة وتناوله للكثير من المشاعر والقيم والأفكار المدمجة مع بعضها، فهو يعتبر وكأنّه تجربة شخصية روحية! أكثر من مجرد فيلم وقصة. ناهيك عن عبقرية المخرج بجعل المشاهد يتناول الفيلم على ثلاثة مستويات، بحيث تعيشه مع أندي بوصفه بطل الفيلم، وتعيشه كذلك مع ريد كونه الرّاوي لأحداث الفيلم (وهذه حركة مميزة لأنها أضفت طابع الغموض على شخصية أندي ومنحته مساحة من حرية الذات بحيث أن هناك أحدا آخر يحكي للمشاهد ما يحدث)، وتعيشه أيضا مع نفسك تجربة ذاتيّة كمشاهد ومشارك متخيّل لقصة الفيلم واقعيا!

في النهاية يبقى شاوشانك فيلما عظيما حتى بشهادة من لا يحبّه كثيرا.

هو فيلم بسيط يريد أن يعلّمنا عن الأمل والحرية .. عن مواصلة المحاولة وعدم الاستسلام مهما كان الحال .. يريد أن يقول لنا أنّ السعادة والحرية قد تخلقها في ذهنك أينما كنت، فلا تقيّد بأسوار ولا بظروف ولا بمكان أو زمان.. حتى لو سلبوا منك كل شيء، وأهم ما في الأشياء حريّتك، حاول من جديد وابحث عن طريق آخر..there's always a way.. أندي كان حرّا في السجن، بينما بعضنا سجين وهو "حرّ" خارجه!

 

جنّتك وسعادتك في داخلك فلا تبحث عنها كثيرا في الخارج.. لا تجعل ظروف الحياة "تمأسسك".. لا تخف من نظام العالم الذي يجبرك على اتّباعه دون رغبة منك بل قاومه قدر ما استطعت.. لا تتخلّى عن حرّيتك طواعِيَة وتستسلم.. عِش حرّا بالأمل والعمل.

أنت الأساس.. أنت المبدأ والمنتهى.. أنت إنسان!

وكما هو مكتوب على بوستر الفيلم:

  (الخوف يبقيك أسيرا، أما الأمل فيحرّرك).

fear can hold you prisoner, hope can set you free
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق