الجمعة، 26 يونيو 2015

لماذا تخلف النوبيون عن السينما والاعلام الحديث؟


لماذا تخلف النوبيون عن السينما والاعلام الحديث؟

في مقالته بجريدة الأهرام القاهرية تحت عنوان"نوبيون غاضبون", يثير رجاء النقاش[1] عدة نقاط جديرة بالاهتمام والرد. أولها قوله: " أنا مندهش إلى أبعد الحدود من عدم وجود وجوه نوبية على شاشة السينما أو شاشة التليفزيون, فهذا نوع من التفريط الشديد في جمال طبيعي تزخر به أرض النوبة المصرية".   وقد أثير نفس الموضوع بجريدة الشرق الأوسط,  في وقت سابق أيضاً.
ولعدم وجود تحقيق صحفي بين أيدينا مع خريجات نوبيات من كلية الإعلام أو معهد التمثيل لمعرفة سبب تجنبهن العمل كمذيعات في التليفزيون أو السينما المصرية,  وليس رفضهن من قبل التليفزيون أو السينما المصرية كما يدعون, ألجأ إلى أسلوب البديل الأمثل, من مجتمع عربي مسلم محافظ قريب الشبه بمجتمعنا النوبي, وهو المجتمع الكويتي.
ففي لقاء مع طالبات قسم التمثيل بالمعهد العالي للفنون المسرحية, وسؤالهن عن سبب عزوفهن عن العمل في التمثيل, نشرتها جريدة "القبس",  كانت إجابتهن كالآتي:
زهرة القرشي: عاداتنا وتقاليدنا لا تسمح للفتاة بدخول مجال التمثيل. وعلى الرغم من تطور العديد من المفاهيم الخاصة بالمرأة إلا أن النظرة إلى الفتاة التي تعمل في المجال الفني مازال فيها الكثير من السلبية. لذلك أتمنى العمل في مجال الإخراج في وزارة الاعلام,  وإذا لم تتح لي الفرصة فسأركز على إكمال دراستي الأكاديمية للحصول على الماجستير والدكتوراه.
حنان محمد: رغم أنني درست التمثيل لأنني أحبها إلا أنني لن أستطيع ممارسة هذه الهواية التي صقلتها بالدراسة والتدريب والتجربة, بسبب النظرة الاجتماعية السلبية التي مازالت تسيطر على المجتمع بالنسبة إلى عمل المرأة في مجال التمثيل, على الرغم من أنها مهنة سامية وتؤدي رسالة من أجل خدمة هذا المجتمع! وسأتجه إلى الإخراج الإذاعي, وإذا لم أحصل على فرصة جيدة فسأبحث عن وسيلة أخرى أحقق من خلالها ذاتي.
غدير السبتي: أنني أحب التمثيل ولكن لن احترفه بعد التخرج بسبب بعض الظروف الأسرية واحتراماً للعادات والتقاليد التي لا ترحب بدخول الفتاة هذا المجال. أما تخصصي المهني فهو الإخراج وهذا ما أركز عليه في دراستي, وأشعر أنني سأحقق نفسي في هذا المجال, وأعبر من خلاله عن حبي للتمثيل!
هكذا تجمع أكثرهن على الهروب من التمثيل, هذا بالإضافة إلى خلط العامة بين صورة الفنان وهو يؤدي دور شخصيات مرفوضة أخلاقياً في المجتمع, وبين حياة هذا الفنان العادية من جهة, ومن جهة أخرى صعوبة إدراك الغالبية العظمي أن أي فئة من فئات المجتمع تجمع بين الأخلاقيين وبين غير الأخلاقيين, وفئة الفنانين لا تشذ عن هذه القاعدة, وأن الفساد يطال الفئات الفقيرة والضعيفة كما يطال أصحاب المراكز الرفيعة والأغنياء.
ولا يخفى على أحد العلاقة بين السينما والتليفزيون في نظر العائلات المحافظة, خاصة أن من المذيعات من عملن بالسينما أو العكس.
إذن وجود قضية رفض الوجوه النوبية رجالاً أو نساءً من قبل التليفزيون أو السينما المصرية ليس صحيحاً,  وأمامك الميدان يا حميدان كما يقول المثل الكويتي.



[1]  بتاريخ 10/2/2002.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق