الأحد، 31 مايو 2009

استعارة الكتب وعدم إرجاعها في وقتها


في 13 مايو الجاري، نشرت القبس خبراً عن أعادت امرأة كتابا إلى مكتبة كانت قد استعارته منها قبل أكثر من 30 سنة. وفي التفاصيل : نقلت صحيفة واشنطن بوست عن المتحدث باسم مكتبة «أرلينغتون» في ولاية فرجينيا، بيتر غولكن، قوله إن كتاب «ذي باتريوتس شيفز» للمؤلف ألفن جوزيف أخذ في 16 مايو 1978 ولم يعد إلا قبل أيام مع رسالة اعتذار، وشيك مالي بقيمة 25 دولارا. وقال غولكن «من الرائع أن تعود الكتب بدلا من جمع الأموال من الغرامات ونفقات الاستبدال». يشار إلى أن سارة ماكي، البالغة من العمر 70 سنة، استعارت الكتاب قبل فترة طويلة لدرجة نسيت انه لا يخصها. وكتبت في رسالتها «أنا أشعر بإحراج كبير ولكنني فتحت الكتاب مؤخرا واكتشفت انه لكم وليس لي. أعبر عن اعتذاري على التأخير».

وقبلها قرأت أن أمريكياً أعاد كتاباً إلى المكتبة بعد 74 عاماً من استعارته، وفي التفاصيل: بعد 74 عاماً أعاد مواطن أمريكي كتاباً كان قد استعاره في الستينات من القرن الماضي مرفقاً به 171 دولاراً كغرامة تأخير وقد أوضح الأمريكي ( روبرت نورانين ) أن والدته قد وضعت الكتاب الذي يحمل عنوان « أمير من مصر » في غير المكان المخصص له وذلك أثناء تنظيف المنزل غير أنه عثر عليه بطريق الصدفة في الأسبوع الماضي والكتاب يحمل تاريخ استعارة في 1960 وكان قد استعاره من المكتبة في إطار شغفه بالكتب الخاصة بتاريخ مصر وحضارتها.‏ وقد رحبت المشرفة على المكتبة بعودة الكتاب قائلة :« أن إعادته تؤكد أن الوقت لم يفت بعد لإعادة الكتب المستعارة التي قد تتوارى في مكان ما في منازل القراء ».‏

كما قرأت أيضاً أن بريطانياً يعيد كتابا استعاره بعد 42 عاما، وفي التفاصيل: أعاد مواطن بريطاني كتاب تاريخ كان قد استعاره من المكتبة العامة بمالطا منذ 42 عاما وقدمت له المكتبة قدحا من القهوة بدلا من فرض غرامة تأخير عليه. وكان ارني روسكويت المقيم في الولايات المتحدة وضع الكتاب بطريق الخطأ في أمتعته عندما غادر مالطا في يونيو حزيران 1962. وعاد روسكويت إلى مالطا في عطلة رتبتها له زوجته بمناسبة عيد ميلاده الخامس والستين. وقال روسكويت الذي كان يعمل في القوات الجوية البريطانية لصحيفة تايمز المالطية "كان ضميري يؤنبني طيلة الوقت." وعلى الرغم من انه كان يتوقع أن تفرض عليه غرامة تأخير فان المكتبة قدمت له قدحا من القهوة.
وقال أمين المكتبة جو ديباتيستا "لعل هذا يقنع آخرين بإعادة الكتب التي تأخروا في ردها."

أما في فنلندا، الحاصلة على الأولى في الأمانة عالمياً لعدة سنوات، فإن فنلندياً يعيد كتابا إلى مكتبة بعد مرور أكثر من قرن على استعارته! تصوروا! وفي التفاصيل: طبق فنلندي من رواد المكتبات على ما يبدو القول المأثور حدوث الأمر متأخرا أفضل من عدم حدوثه أبدا وأعاد بهدوء كتابا تمت استعارته منذ أكثر من 100 عام من إحدى المكتبات بمدينة فانتا بجنوب فنلندا. وفقدت المكتبة منذ ذلك الوقت أي اثر للكتاب المستعار ولكنها رحبت باستعادة الكتاب إلى مقتنياتها وهو نسخة صدرت عام 1902 من فارتيجا وهى دورية دينية نشطة كانت تصدر في ذلك الحين.وقالت أمينة المكتبة مينا ساستاموينين لرويترز ليس من الواضح متى تمت استعارة الكتاب بالضبط ومن أعاده. لم تكن معه أي وثائق. وأضافت هناك ملحوظة قديمة ملصقة بالكتاب تقول انه ستفرض غرامة قدرها عشرة بنسات عن كل أسبوع تأخير عن موعد إعادته. وأشارت إلى أن الورقة الملصقة على غلاف الكتاب الداخلي والطريقة القديمة لخط اليد الذي كتب به تظهر أن الكتاب أعير رسميا آخر مرة في بداية القرن الماضي. وفنلندا معروفة بشبكتها من المكتبات العمومية حيث يوجد بها أكثر من 900 مكتبة لسكانها البالغ عددهم 5.3 مليون نسمة. وفي عام 2006 بلغ معدل زيارة الفنلندي للمكتبات 11 مرة في المتوسط وبلغ متوسط استعارته حوالي 20 كتابا. وأعيدت نسخة الدورية إلى فرع كورسو بمكتبة فانتا والذي لم يكن قد انشئ وقت استعارتها.

إذا كان ما يجمع بين الأحداث جميعاً هو أمانة الذين استعاروا بطريق مباشر أو غير مباشر على تلك الكتب، وترحيب أصحاب المكتبات العامة بعودة هذه الكتب، فأرجو أن يتقدم الزملاء القدامى بتسليم الكتب التي تمت استعارتها مني، خاصة قبل الغزو العراقي لدولة الكويت، أي بعد مرور أكثر من 15 عشر عاماً، مع الوعد أنني لن افرض عليهم أية رسوم أو غرامات، لأنني أعطيتهم تلك الكتب حرصاً مني على أن يستفيدوا من مضامينها، وسأكون فرحاً بإعادتهم لي الكتب مرة أخرى قبل أن أموت.

مع الوعد أيضاً بأنني سأنشر – بإذن الله – خبر استلامي لأي من تلك الكتب في حينها، ولكن لا اضمن أن وكالات الأنباء العالمية ستنشر الخبر أم لا، وأنتم أعلم مني بالسبب.

جزاكم الله خيراً.

الصورة: لمكتبة البابطين للشعر العربي، الكويت.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق