الأربعاء، 14 يناير 2009

الديون ارهقتني – نظام بديل للتكافل النوبي

حاول الانتحار، وبعد إنقاذه قال : أن الديون ارهقتني.
محاولات أحد الوافدين إلى الكويت الانتحار، حادث متكرر ربما بصفة شهرية، لذلك فهذه ليست الحالة الأولى، ولن تكون الأخيرة. إذ أن الكثيرين يواجهون ظروفاً صعبة. وإذا كان الذين يعملون ويحصلون على راتب ما – قل أو كثر - على رأس كل شهر يواجهون صعوبات، ويضطرون إلى الاقتراض من البنوك – التي أغلبها ربوية - فما بالنا بأولئك الذين لا يعملون لعدة شهور، أو يعملون اياماً قليلة، ولا يجدون عملاً في أيام أخر؟!

كان في بداية العمل في الكويت يستقبل النوبي القادم بمبلغ ما (يسمى واجباً) من أبناء قريته، يقوم بردها عند عودة هذا القريب من سفره لمصر بعد عام أو أكثر، ويكون هذا القادم الجديد قد تسلم عملاً بعد شهور قلت أو كثرت.

كما كانت بعض دور الضيافة النوبية (الجمعيات) قديماً توفر بعض الحاجات الأساسية من التموين مثل السكر والزيت والشاي والأرز ومعلبات الفول ... الخ

ومع انخفاض عدد القادمين الجدد، وانحصار أغلبهم على الأخوة أو الأبناء أو أبناء العم أو الخال ... الخ لم يعد القادم الجديد في حاجة (ظاهرة) إلى قيام أهل قريته بتقديم الواجب، وظهرت الحاجة إلى الاقتراض من البنوك مع ازدياد عروضها وتسهيلاتها وإغراءاتها، الذي أدى إلى تكبيل أكثر المقترضين بفوائدها، وحالت دون استقرار أكثر الأفراد والأسر، سواء من المواطنين أو المقيمين، مما اضطر البنك المركزي الكويتي للتدخل لتقييد البنوك ببعض القرارات، للحد من القروض الاستهلاكية.

لذلك، ظهرت الحاجة إلى نظام بديل لنظام التكافل النوبي السابق، الذي لم يعد ملائماً الآن لذلك اختفى، ولابد من تطويره ليناسب العصر، ويحقق قيم التكافل الذي أمرنا الإسلام به في آيات وأحاديث نبوية كثيرة.

قال تعالى: "وتعاونوا على البر والتقوى"
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضاً ..." الحديث

ما فائدة التجمعات النوبية بدون هذا؟


صدفة قد تتكرر عند الكثيرين، وهو قراءة رأيين متعارضين في موضوع واحد لكاتبين ربما لم يقصد التالي دحض آراء المتقدم عليه، وربما لم يقرأ كتابه أصلا.

الموضوع هو الطاعة
والكتاب الأول هو "الإسلام عقيدة وشريعة" للإمام الأكبر محمود شلتوت (1893م - 1963م)، بدون تاريخ.
والكتاب الثاني هو كتاب العربي "خطاب إلى العقل العربي - مرض اسمه الطاعة" للدكتور فؤاد زكريا - 15 أكتوبر 1987 (تذكروا هذا التاريخ) .

طاعة الوالدين دليل تخلف ؟!
نبدأ بالكتاب الأخير، حيث يرى د. فؤاد زكريا أن الطاعة تأتي على رأس الأسباب المعنوية لتخلفنا وتراجعنا واستسلامنا، بل هي رذيلتنا الأولى، وفيها تتبلور سائر عيوبنا ونقائصنا. ويورد صورا من الطاعة مثل:
"طاعة الوالدين" . و "طاعة المرأة لزوجها" .
ويعتبرهما مما تفرضه التقاليد الاجتماعية؟!

أشكال أخرى من الطاعة:
ثم يضيف أشكالا تندرج تحت مفهوم الطاعة مثل :
- إجابة التلاميذ لامتحانات أساتذتهم حرفيا كما في الكتاب المقرر
- وطاعة المرؤوس لرئيسه
- ثم طاعة المحكوم للحاكم
والدكتور زكريا لا يرى ضرورة للطاعة إلا في النظام العسكري، حيث ثبت "فعاليته في المهمة الأساسية التي تضطلع بها الجيوش وهى القتال في سبيل الوطن". ويستدل على هذه الفعالية وحقيقتها على "أن معظم جيوش العالم كانت وما تزال تأخذ به"؟!

المتمردون والإنجازات :
ويخلص من ذلك كله، أن أعظم إنجازات الإنسان لم تتحقق إلا على أيدي أولئك الذين رفضوا أن يكونوا مطيعين ؟!

مقدمة الرد:
ودارس الفلسفة، والدكتور فؤاد زكريا أستاذ بل من أكبر أساتذتها، لا يستطيع أن يتحرر من قيود الأفلاطونية (1) التي تحاول أن تصيغ مبدءا أو قانونا عاما يكون صالحا للتطبيق أو لتفسير كل شيء في الوجود .. الفكر .. الواقع .. الروح .. المادة، ثم يجلس مرتاحا، لأنه هكذا قد نظم الكون كله؟!

تمرد رجعي:
قد يبدو للبعض أن رفض القواعد الاجتماعية فكرة تقدمية، أو أنها من إبداع د.فؤاد زكريا. ولهؤلاء البعض نسوق لهم ما كان يعتقده السفسطائيين أمثال بروتاجوراس وتراسيماخوس وغيرهم ( من أكثر من 500 سنة ق.م) " أن المدينة ليست نظاما طبيعيا، وإنما هي نظام صناعي. ويترتب على ذلك أن القوانين والقيم والعادات أمور تعود إلى الاصطلاحات البشرية فحسب" (2). ويعني ذلك أننا نستطيع أن نغير الأوضاع والعلاقات في المجتمع وقتما نريد، وأنه ليست هناك قيم ثابتة.
وهذه النظرة (القديمة) واضحة في مقالة د. فؤاد زكريا.

1) طاعة المحكوم للحاكم:
إن قارئ مقالة د. زكريا يستطيع، وبسهولة، أن يدرك أن وراء ذكر أشكال عديدة من الطاعات هدفه هو رفض طاعة المحكوم للحاكم. وإذا كنت أريد في هذه المقالة أن أرد على هذه الجزئية، إلا أن هذا لا يمنع من الرد على الأشكال الأخرى في ثنايا المقالة.
يقول فضيلة الشيخ محمود شلتوت في شئون الدولة(الكتاب الأول المذكور أعلاه) عن القيادة في الحياة: "أن شئون الأمة متعددة بتعدد عناصر الحياة، وأن الله قد وزع الاستعداد الإدراكي على الأفراد حسب تنوع الشئون، وصار لكل شأن بهذا التوزيع رجال، هم أهل معرفته، ومعرفة ما يجب أن يكون عليه، ولكل جانب رجال عرفوا فيه بنضج الآراء وعظيم الآثار وطول الخبرة والمران" (3)
كما يقول في ضرورة وجود رئيس على أي جماعة، ضرورة اجتماعية، يفرضها التجمع الإنساني:" ليس من الحكمة في نظر شرع أو وضع أن يترك مجتمع دون أن يعرف له رئيس يرجع إليه في الرأي، عند الاختلاف، وفي مهام الشئون. فذا تصور مجتمع على هذا النحو، ليس له محور يدور حوله ويعتصم به، فهو مجتمع مآله حتما إلى السقوط والانحلال. مجتمع صائر لا محالة إلى الفوضى والاضطراب بالتنازع والتضارب وتناقض الرغبات. وبذلك ينقلب المجتمع رأسا على عقب، تتفكك وحداته، وتتناثر لبناته، وتضيع الثمرات التي عقدت به، وأنشئ سبيلا للحصول عليها."
وهو في هذا يتفق مع السنة النبوية. قال رسول الله (ص) :" لا يحل لثلاثة يكونون في فلاة من الأرض، إلا أمروا عليهم أحدهم".
فوجود جماعة، وعلى الجماعة حاكم، ضرورة حتمية. ولك أن تتصور أن دولة مثل الصين (وعدد سكانه يربو على المليار ونصف) تريد أن تعقد اتفاقية مع دولة أخرى، وليس عليها رئيس، بالله من يستطيع فردا كان أو جماعة أن يعقد مثل هذا الاتفاق مع المليار من السكان؟!
نحن عرب ونعيش في منطقة عربية، ولم أقرأ يوما أن مفكرا عربيا أو مسلما قال بالطاعة العمياء للحاكم، كما أراد د. زكريا أن يلصقها بنا نحن العرب.
الدين الإسلامي، وهو روح هذه الأمة، يقرر أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. سواء كان هذا المخلوق أبا أو أما أو زوجا أو مدرسا أو حاكما. قال تعالى في سورة النساء :
" يأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم".
والمعنى واضح في أن طاعة أولي الأمر مرتبطة بطاعتهم لله ورسوله.

ونرى رفض الطاعة العمياء في فكرنا الإسلامي فيما قالته المعتزلة من أن "الأمة لا يجوز عليها الخطأ .. والإمام إذا أخطأ، فعلماء الأمة يأخذون على يده لأنا لا نجوز على جميعهم الخطأ."
وإذا كان السلطان مفسدا وكل الناس ليسوا خلقاء باحتمال الإقبال والرفعة كما يقول أرسطو. كما أن بعض الناس ينظر إلى الحاكم نظرة متوجسة دائما ويبتعدون عنها.
فالمفكرون والزعماء العرب لم يفتهم هذا. كتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري قائلا:
"أما بعد، فان للناس نفرة عن سلطانهم، فأعوذ بالله أن تدركني وإياك عمياء مجهولة وضغائن محمولة، أقم الحدود ولو ساعة من نهار".

2) طاعة التلميذ لأستاذه:
وفي تفسير معنى طاعة التلميذ لمدرسه، قال جابر بن حيان (721 - 815 م): ".. أما ما يجب للأستاذ على التلميذ، فهو أن يكون التلميذ لينا، متقبلا لجميع أقواله من جميع جوانبه، لا يعترض في أمر من الأمور، فان ذخائر الأستاذ العلم، ولا يظهرها للتلميذ إلا عند السكون إليه. ولست أريد بطاعة التلميذ للأستاذ أن تكون طاعة في شئون الحياة الجارية، بل أريدها طاعة في قبول تعلم الدرس وترك التعامل".

عبارات واضحة ومفهومة لجابر بن حيان، ولا تخرج عما شرعه الدين الإسلامي.

3) حقيقة المتمردين والإنجازات:
نأت إلى مقولة د. زكريا الأخيرة وهى: "أكاد أقول أن أعظم إنجازات الإنسان لم تتحقق إلا على أيدي أولئك الذين رفضوا أن يكونوا مطيعين".
هذه المقولة ليست مطلقة، كما أن قليلا من العلماء يدعي أنه البداية وكلنا يعلم أن علم الفيزياء أكثر العلوم التي استقطبت أعظم إنجازات الإنسان. ومع ذلك نلاحظ كما تقول د. نازلي إسماعيل :
"أن النسق العلمي في هذا العلم، قد تكون بالجمع بين القوانين العلمية. مثال ذلك. أن جاليليو اكتشف قانون سقوط الأجسام والسرعة الملازمة له. وكان ذلك بالنسبة للأجسام الفيزيائية. ثم اكتشف كبلر من بعده، حركات الكواكب وصاغها في ثلاث قوانين. وبعد ذلك، جاء نيوتن ليجمع بين قوانين جاليليو وكبلر، وليضيف إليها، قانون الجاذبية ليفسر بها حركة المد والجذر " (4)
وكذلك يلاحظ "أن نظرية النسبية تعتبر أعم من نظرية الجاذبية، لأنها لا تنطبق على الأجسام الجامدة فقط، إنما تنطبق أيضا على الضوء والطاقة بكافة أشكالها. ولقد تضمنت نظرية النسبية نظريات أخرى غير الجاذبية، مثل الكهرمغناطيسية ونظريات أخرى حديثة في نظام الفلك. وبدون هذه النظريات المختلفة أو المقدمات الضرورية، ما كان من الممكن ظهور نظرية النسبية"(5)
هذا "وفي كل يوم يكتشف العلماء في معاملهم ظواهر جديدة، ولكن لا يستطيع عالم واحد بمفرده أن ينشئ علما، كما يضع الفيلسوف فلسفته الخاصة. إن كل نظرية علمية، تستند إلى نظريات سابقة. فمثلا وضع مكسويل قوانين الكهرباء ابتداء من قوانين أمبير في الالكتروديناميكا، كما أن قوانين أمبير كانت بدورها تستند إلى قوانين أورشتد"(6).

الخاتمة
أفكار سوداء:

أتساءل، وأرى أن من حقي أن أتساءل كانسان عربي:
إلى ماذا يهدف مفكر عربي مثل د. زكريا بمقالته هذه؟
هل يهدف إلى خير هذه الأمة؟ أم إلى الشر؟
هل يهدف إلى انتشال هذه الأمة من سباتها؟ أم يهدف إلى إغراقها وأن يردي بها إلى المهالك؟
إن تاريخ الفكر الإنساني يحمل الأفكار الخيرة، كما يحمل الأفكار الشريرة. يحمل الأفكار التي قبلتها الإنسانية، ويحمل كذلك الأفكار المرفوضة. فإلى أي فريق تنتمي أفكار د. زكريا ؟
أشك في أن يكون التاريخ سجل في عصر من العصور السابقة أنه قد أعتدي فيها على حقوق الوالدين أو الزوج أو الأستاذ أو الحاكم أكثر مما اعتدى عليها في عصرنا هذا، وفي المنطقة إلى نعيش فيها.
لا عليك إلا أن تقرأ صفحات الجرائم في الصحف، لترى الجرائم التي ارتكبها ويرتكبها الأبناء ضد أحد الوالدين أو ضد كليهما معا.
لا عليك إلا أن تشاهد المسرحيات التي تعرض علينا في التليفزيون، لترى وتسمع عبارات الاستهزاء من تلاميذ لأستاذهم، حتى أنه يؤرخ لبداية سقوط هيبة المدرس وشغب التلاميذ في مصر بمسرحية علي سالم الشهيرة "مدرسة المشاغبين".
لا عليك إلا أن ترجع إلى قوانين الأحوال الشخصية في مصر والتي أطلق عليها الكاتب الساخر أحمد رجب بقانون "الأهوال الشخصية"، لترى كيف اعتدى على حقوق الزوج والأب. علما أن العلماء كانوا إلى وقت قريب يستدلون بأن الدولة تطبق الشريعة الإسلامية بدليل واحد ووحيد هو تطبيق الأحكام الشرعية في قانون الأحوال الشخصية.
وكمواطن مصري أليس من حقي أن أربط بين مقالة د. زكريا في أكتوبر 1987 وبين سلسلة قتل الأزواج في الأعوام التالية على هذا التاريخ ؟! (راجع الملف الكامل في مجلة سيدتي بعد هذا التاريخ).
وإذا كان تاريخ الفكر الإنساني يدلنا كذلك، أن المفكر يعبر عن عصره، أو هو نتاج عصره وبيئته. فأترك للقارئ وذكاؤه حرية أن يضع أفكار د. زكريا ممثلا لأي بيئة موجودة في عصرنا هذا وفي منطقتنا.

الرأي في الإسلام:
وأخيرا، لنا أن نتساءل :
هل آراء وأفكار د. زكريا - بعد الذي قرأناه وبالمعيار الإسلامي - يعتبر فكرا أو رأيا؟
يقول د. عبد الصبور مرزوق :" أن الحديث عن الرأي من المنظور الإسلامي يساوي الحديث عن الحياة، وحق الإنسان في الحرية يساوي حقه في الوجود. وإذا كان بعض الفلاسفة يقولون في شعاراتهم "أنت تفكر إذن أنت موجود". فأنا كمفكر مسلم أقول "أنت صاحب رأى إذن فأنت موجود .. وإذا كنت لا رأى لك، فوجودك وعدمه سواء".
والرأي في الإسلام يجب أن يكون منضبطا مع معايير الحق والعدل، بأن يكون بعيدا عن الباطل أو الظلم.. وإذا كان الرأي خارجا على ما أمر به الإسلام فليس برأي."(7).

المراجع:
(1) يقول د. حسن عبد الحميد عن مقولة أن الفلسفة بناء نسقي متكامل أنه يعني "أن تكون فلسفة الفيلسوف عبارة عن نظرة متكاملة يفسر بها كل ما يدور حوله من أمور، سواء تعلقت هذه الأمور بالفرد أو المجتمع أو الطبيعة. ويعزى إلى أفلاطون هذا الطابع لذي تطبعت به الفلسفة بعده" (من : مدخل إلى الفلسفة 1977 - ص 106 ).
(2) د. فيصل بدير عون - قراءات في الفلسفة السياسية - ص 87 .
(3) الإمام الأكبر محمود شلتوت - الإسلام عقيدة وشريعة - ص 443.
(4) د. نازلي إسماعيل حسين - التفكير العملي 1983 - ص 77
(5) نفس المصدر السابق ص 78
(6) نفس المصدر السابق ص 92
(7) مجلة "اللواء الإسلامي" - العدد 164 - السنة الرابعة - 14 مارس 1985 .
كذلك نعرف أن أرسطو رفض رأى أفلاطون القائل بإزالة الأسرة من مدينته الفاضلة للمحافظة على وحدة الدولة، وقال بأن الإنسان مدني بطبعه، "أى أنه يميل إلى الجماعة والى تكوين الأسرة كنظام طبيعي فطري وليس نظاما مصطنعا "(2 أعلاه).
(الصورة من صحيفة القبس الكويتية)

مرض اسمه عدم الطاعة


صدفة قد تتكرر عند الكثيرين، وهو قراءة رأيين متعارضين في موضوع واحد لكاتبين ربما لم يقصد التالي دحض آراء المتقدم عليه، وربما لم يقرأ كتابه أصلا.

الموضوع هو الطاعة
والكتاب الأول هو "الإسلام عقيدة وشريعة" للإمام الأكبر محمود شلتوت (1893م - 1963م)، بدون تاريخ.
والكتاب الثاني هو كتاب العربي "خطاب إلى العقل العربي - مرض اسمه الطاعة" للدكتور فؤاد زكريا - 15 أكتوبر 1987 (تذكروا هذا التاريخ) .

طاعة الوالدين دليل تخلف ؟!
نبدأ بالكتاب الأخير، حيث يرى د. فؤاد زكريا أن الطاعة تأتي على رأس الأسباب المعنوية لتخلفنا وتراجعنا واستسلامنا، بل هي رذيلتنا الأولى، وفيها تتبلور سائر عيوبنا ونقائصنا. ويورد صورا من الطاعة مثل:
"طاعة الوالدين" . و "طاعة المرأة لزوجها" .
ويعتبرهما مما تفرضه التقاليد الاجتماعية؟!

أشكال أخرى من الطاعة:
ثم يضيف أشكالا تندرج تحت مفهوم الطاعة مثل :
- إجابة التلاميذ لامتحانات أساتذتهم حرفيا كما في الكتاب المقرر
- وطاعة المرؤوس لرئيسه
- ثم طاعة المحكوم للحاكم
والدكتور زكريا لا يرى ضرورة للطاعة إلا في النظام العسكري، حيث ثبت "فعاليته في المهمة الأساسية التي تضطلع بها الجيوش وهى القتال في سبيل الوطن". ويستدل على هذه الفعالية وحقيقتها على "أن معظم جيوش العالم كانت وما تزال تأخذ به"؟!

المتمردون والإنجازات :
ويخلص من ذلك كله، أن أعظم إنجازات الإنسان لم تتحقق إلا على أيدي أولئك الذين رفضوا أن يكونوا مطيعين ؟!

مقدمة الرد:
ودارس الفلسفة، والدكتور فؤاد زكريا أستاذ بل من أكبر أساتذتها، لا يستطيع أن يتحرر من قيود الأفلاطونية (1) التي تحاول أن تصيغ مبدءا أو قانونا عاما يكون صالحا للتطبيق أو لتفسير كل شيء في الوجود .. الفكر .. الواقع .. الروح .. المادة، ثم يجلس مرتاحا، لأنه هكذا قد نظم الكون كله؟!

تمرد رجعي:
قد يبدو للبعض أن رفض القواعد الاجتماعية فكرة تقدمية، أو أنها من إبداع د.فؤاد زكريا. ولهؤلاء البعض نسوق لهم ما كان يعتقده السفسطائيين أمثال بروتاجوراس وتراسيماخوس وغيرهم ( من أكثر من 500 سنة ق.م) " أن المدينة ليست نظاما طبيعيا، وإنما هي نظام صناعي. ويترتب على ذلك أن القوانين والقيم والعادات أمور تعود إلى الاصطلاحات البشرية فحسب" (2). ويعني ذلك أننا نستطيع أن نغير الأوضاع والعلاقات في المجتمع وقتما نريد، وأنه ليست هناك قيم ثابتة.
وهذه النظرة (القديمة) واضحة في مقالة د. فؤاد زكريا.

1) طاعة المحكوم للحاكم:
إن قارئ مقالة د. زكريا يستطيع، وبسهولة، أن يدرك أن وراء ذكر أشكال عديدة من الطاعات هدفه هو رفض طاعة المحكوم للحاكم. وإذا كنت أريد في هذه المقالة أن أرد على هذه الجزئية، إلا أن هذا لا يمنع من الرد على الأشكال الأخرى في ثنايا المقالة.
يقول فضيلة الشيخ محمود شلتوت في شئون الدولة(الكتاب الأول المذكور أعلاه) عن القيادة في الحياة: "أن شئون الأمة متعددة بتعدد عناصر الحياة، وأن الله قد وزع الاستعداد الإدراكي على الأفراد حسب تنوع الشئون، وصار لكل شأن بهذا التوزيع رجال، هم أهل معرفته، ومعرفة ما يجب أن يكون عليه، ولكل جانب رجال عرفوا فيه بنضج الآراء وعظيم الآثار وطول الخبرة والمران" (3)
كما يقول في ضرورة وجود رئيس على أي جماعة، ضرورة اجتماعية، يفرضها التجمع الإنساني:" ليس من الحكمة في نظر شرع أو وضع أن يترك مجتمع دون أن يعرف له رئيس يرجع إليه في الرأي، عند الاختلاف، وفي مهام الشئون. فذا تصور مجتمع على هذا النحو، ليس له محور يدور حوله ويعتصم به، فهو مجتمع مآله حتما إلى السقوط والانحلال. مجتمع صائر لا محالة إلى الفوضى والاضطراب بالتنازع والتضارب وتناقض الرغبات. وبذلك ينقلب المجتمع رأسا على عقب، تتفكك وحداته، وتتناثر لبناته، وتضيع الثمرات التي عقدت به، وأنشئ سبيلا للحصول عليها."
وهو في هذا يتفق مع السنة النبوية. قال رسول الله (ص) :" لا يحل لثلاثة يكونون في فلاة من الأرض، إلا أمروا عليهم أحدهم".
فوجود جماعة، وعلى الجماعة حاكم، ضرورة حتمية. ولك أن تتصور أن دولة مثل الصين (وعدد سكانه يربو على المليار ونصف) تريد أن تعقد اتفاقية مع دولة أخرى، وليس عليها رئيس، بالله من يستطيع فردا كان أو جماعة أن يعقد مثل هذا الاتفاق مع المليار من السكان؟!
نحن عرب ونعيش في منطقة عربية، ولم أقرأ يوما أن مفكرا عربيا أو مسلما قال بالطاعة العمياء للحاكم، كما أراد د. زكريا أن يلصقها بنا نحن العرب.
الدين الإسلامي، وهو روح هذه الأمة، يقرر أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. سواء كان هذا المخلوق أبا أو أما أو زوجا أو مدرسا أو حاكما. قال تعالى في سورة النساء :
" يأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم".
والمعنى واضح في أن طاعة أولي الأمر مرتبطة بطاعتهم لله ورسوله.

ونرى رفض الطاعة العمياء في فكرنا الإسلامي فيما قالته المعتزلة من أن "الأمة لا يجوز عليها الخطأ .. والإمام إذا أخطأ، فعلماء الأمة يأخذون على يده لأنا لا نجوز على جميعهم الخطأ."
وإذا كان السلطان مفسدا وكل الناس ليسوا خلقاء باحتمال الإقبال والرفعة كما يقول أرسطو. كما أن بعض الناس ينظر إلى الحاكم نظرة متوجسة دائما ويبتعدون عنها.
فالمفكرون والزعماء العرب لم يفتهم هذا. كتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري قائلا:
"أما بعد، فان للناس نفرة عن سلطانهم، فأعوذ بالله أن تدركني وإياك عمياء مجهولة وضغائن محمولة، أقم الحدود ولو ساعة من نهار".

2) طاعة التلميذ لأستاذه:
وفي تفسير معنى طاعة التلميذ لمدرسه، قال جابر بن حيان (721 - 815 م): ".. أما ما يجب للأستاذ على التلميذ، فهو أن يكون التلميذ لينا، متقبلا لجميع أقواله من جميع جوانبه، لا يعترض في أمر من الأمور، فان ذخائر الأستاذ العلم، ولا يظهرها للتلميذ إلا عند السكون إليه. ولست أريد بطاعة التلميذ للأستاذ أن تكون طاعة في شئون الحياة الجارية، بل أريدها طاعة في قبول تعلم الدرس وترك التعامل".

عبارات واضحة ومفهومة لجابر بن حيان، ولا تخرج عما شرعه الدين الإسلامي.

3) حقيقة المتمردين والإنجازات:
نأت إلى مقولة د. زكريا الأخيرة وهى: "أكاد أقول أن أعظم إنجازات الإنسان لم تتحقق إلا على أيدي أولئك الذين رفضوا أن يكونوا مطيعين".
هذه المقولة ليست مطلقة، كما أن قليلا من العلماء يدعي أنه البداية وكلنا يعلم أن علم الفيزياء أكثر العلوم التي استقطبت أعظم إنجازات الإنسان. ومع ذلك نلاحظ كما تقول د. نازلي إسماعيل :
"أن النسق العلمي في هذا العلم، قد تكون بالجمع بين القوانين العلمية. مثال ذلك. أن جاليليو اكتشف قانون سقوط الأجسام والسرعة الملازمة له. وكان ذلك بالنسبة للأجسام الفيزيائية. ثم اكتشف كبلر من بعده، حركات الكواكب وصاغها في ثلاث قوانين. وبعد ذلك، جاء نيوتن ليجمع بين قوانين جاليليو وكبلر، وليضيف إليها، قانون الجاذبية ليفسر بها حركة المد والجذر " (4)
وكذلك يلاحظ "أن نظرية النسبية تعتبر أعم من نظرية الجاذبية، لأنها لا تنطبق على الأجسام الجامدة فقط، إنما تنطبق أيضا على الضوء والطاقة بكافة أشكالها. ولقد تضمنت نظرية النسبية نظريات أخرى غير الجاذبية، مثل الكهرمغناطيسية ونظريات أخرى حديثة في نظام الفلك. وبدون هذه النظريات المختلفة أو المقدمات الضرورية، ما كان من الممكن ظهور نظرية النسبية"(5)
هذا "وفي كل يوم يكتشف العلماء في معاملهم ظواهر جديدة، ولكن لا يستطيع عالم واحد بمفرده أن ينشئ علما، كما يضع الفيلسوف فلسفته الخاصة. إن كل نظرية علمية، تستند إلى نظريات سابقة. فمثلا وضع مكسويل قوانين الكهرباء ابتداء من قوانين أمبير في الالكتروديناميكا، كما أن قوانين أمبير كانت بدورها تستند إلى قوانين أورشتد"(6).

الخاتمة
أفكار سوداء:

أتساءل، وأرى أن من حقي أن أتساءل كانسان عربي:
إلى ماذا يهدف مفكر عربي مثل د. زكريا بمقالته هذه؟
هل يهدف إلى خير هذه الأمة؟ أم إلى الشر؟
هل يهدف إلى انتشال هذه الأمة من سباتها؟ أم يهدف إلى إغراقها وأن يردي بها إلى المهالك؟
إن تاريخ الفكر الإنساني يحمل الأفكار الخيرة، كما يحمل الأفكار الشريرة. يحمل الأفكار التي قبلتها الإنسانية، ويحمل كذلك الأفكار المرفوضة. فإلى أي فريق تنتمي أفكار د. زكريا ؟
أشك في أن يكون التاريخ سجل في عصر من العصور السابقة أنه قد أعتدي فيها على حقوق الوالدين أو الزوج أو الأستاذ أو الحاكم أكثر مما اعتدى عليها في عصرنا هذا، وفي المنطقة إلى نعيش فيها.
لا عليك إلا أن تقرأ صفحات الجرائم في الصحف، لترى الجرائم التي ارتكبها ويرتكبها الأبناء ضد أحد الوالدين أو ضد كليهما معا.
لا عليك إلا أن تشاهد المسرحيات التي تعرض علينا في التليفزيون، لترى وتسمع عبارات الاستهزاء من تلاميذ لأستاذهم، حتى أنه يؤرخ لبداية سقوط هيبة المدرس وشغب التلاميذ في مصر بمسرحية علي سالم الشهيرة "مدرسة المشاغبين".
لا عليك إلا أن ترجع إلى قوانين الأحوال الشخصية في مصر والتي أطلق عليها الكاتب الساخر أحمد رجب بقانون "الأهوال الشخصية"، لترى كيف اعتدى على حقوق الزوج والأب. علما أن العلماء كانوا إلى وقت قريب يستدلون بأن الدولة تطبق الشريعة الإسلامية بدليل واحد ووحيد هو تطبيق الأحكام الشرعية في قانون الأحوال الشخصية.
وكمواطن مصري أليس من حقي أن أربط بين مقالة د. زكريا في أكتوبر 1987 وبين سلسلة قتل الأزواج في الأعوام التالية على هذا التاريخ ؟! (راجع الملف الكامل في مجلة سيدتي بعد هذا التاريخ).
وإذا كان تاريخ الفكر الإنساني يدلنا كذلك، أن المفكر يعبر عن عصره، أو هو نتاج عصره وبيئته. فأترك للقارئ وذكاؤه حرية أن يضع أفكار د. زكريا ممثلا لأي بيئة موجودة في عصرنا هذا وفي منطقتنا.

الرأي في الإسلام:
وأخيرا، لنا أن نتساءل :
هل آراء وأفكار د. زكريا - بعد الذي قرأناه وبالمعيار الإسلامي - يعتبر فكرا أو رأيا؟
يقول د. عبد الصبور مرزوق :" أن الحديث عن الرأي من المنظور الإسلامي يساوي الحديث عن الحياة، وحق الإنسان في الحرية يساوي حقه في الوجود. وإذا كان بعض الفلاسفة يقولون في شعاراتهم "أنت تفكر إذن أنت موجود". فأنا كمفكر مسلم أقول "أنت صاحب رأى إذن فأنت موجود .. وإذا كنت لا رأى لك، فوجودك وعدمه سواء".
والرأي في الإسلام يجب أن يكون منضبطا مع معايير الحق والعدل، بأن يكون بعيدا عن الباطل أو الظلم.. وإذا كان الرأي خارجا على ما أمر به الإسلام فليس برأي."(7).

المراجع:
(1) يقول د. حسن عبد الحميد عن مقولة أن الفلسفة بناء نسقي متكامل أنه يعني "أن تكون فلسفة الفيلسوف عبارة عن نظرة متكاملة يفسر بها كل ما يدور حوله من أمور، سواء تعلقت هذه الأمور بالفرد أو المجتمع أو الطبيعة. ويعزى إلى أفلاطون هذا الطابع لذي تطبعت به الفلسفة بعده" (من : مدخل إلى الفلسفة 1977 - ص 106 ).
(2) د. فيصل بدير عون - قراءات في الفلسفة السياسية - ص 87 .
(3) الإمام الأكبر محمود شلتوت - الإسلام عقيدة وشريعة - ص 443.
(4) د. نازلي إسماعيل حسين - التفكير العملي 1983 - ص 77
(5) نفس المصدر السابق ص 78
(6) نفس المصدر السابق ص 92
(7) مجلة "اللواء الإسلامي" - العدد 164 - السنة الرابعة - 14 مارس 1985 .
كذلك نعرف أن أرسطو رفض رأى أفلاطون القائل بإزالة الأسرة من مدينته الفاضلة للمحافظة على وحدة الدولة، وقال بأن الإنسان مدني بطبعه، "أى أنه يميل إلى الجماعة والى تكوين الأسرة كنظام طبيعي فطري وليس نظاما مصطنعا "(2 أعلاه).

الاثنين، 12 يناير 2009

الأب الروحي وتجاوز الوضع الراهن



نحن في أمس الحاجة إلى أن ننبه أنفسنا إلى أن الذين استطاعوا التغلب على كل المعوقات التي يواجهونها قد حصلوا على ثمن يسمونه النجاح.

يصور لنا الكاتب اللامع فيصل الزامل، جريدة الأنباء الكويتية، الشخص الناجح في أي مجال فيقول: لا يتوقف عند شقاوة معوقي العمل، وسعادة من يمارسون تعذيب الآخرين. لا يتوقف عند هذا المنظر، بل يتجاوزه إلى أوان قطف ثمرة الانتصار، فتراه متمثلاَ في تقدمك أو انجازك لعملك. تجاوز، تقدم، ارتفع، حلق عالياَ في دنيا النجاحات التي لا يصل إليها إلا المثابرون.

والأمثلة في وسطنا النوبي بالكويت ليست قليلة، فقد أعجبني أولئك الذين تجاوزوا الخلافات والمعارضات السخيفة، وقدموا الأعمال الفنية الجميلة في دور ضيافتهم.

وكم أعجبني الوالد جمال خليل (الأب الروحي)، الذي عاش بيننا قبل تحرير دولة الكويت، واستطاع أن يتجاوز قريته والتواجد الاجتماعي في المجتمع النوبي الكبير، وتقدم الصفوف في النشاط النوبي.

كما أعجبني كثير من القيادات النوبية الذين لم يحصلوا على أي قسط من التعليم، وتجاوزوا أولئك الذين نالوا الشهادات العالية وفشلوا حتى في تجاوز حدود أسرهم !!

وأعجبني كثير من القيادات النوبية التي ثقفت نفسها، وواجهوا الوزراء والسفراء وكبار المسؤولين، وحصلوا لنا ولهم على الاحترام ، وتجاوزوا أولئك الذين بُذل الجهد الكبير في تعليمهم وحصلوا على أعلى المؤهلات، وبدلاً من أن يكونوا سنداً لها في التنمية في كل المجالات، أصبحوا بلاء على قراهم، وسبباَ في تأخرها وإحباط الآخرين بسلبياتهم وبحثهم عن مصالحهم الضيقة والقبلية.

هندسة العمل التطوعي النوبي


أؤكد على نقطة هامة اشار اليها الأخ المهندس صلاح عقيد بمنتديات "البيت النوبي" يطلب فيها:عمل قاعدة بيانات لجميع أبناء النوبة بالكويت وهذا دور الجمعيات لجمعها( أرقام التليفونات –والعناوين -الوظيفة )و يمكن الاتحاد الاستفادة من الخبرات في جميع المجالات وعمل دليل يوزع علي جميع أبناء النوبة بالكويت.وأشير إلى خطاب طويل للأخ المهندس سيد شرف (مكون من 6 صفحات تقريباً للجنة الرياضية فقط) يطلب فيه توفير احصاء بجميع المقيمين النوبيين في الكويت، وتصنيفهم: (1) موظفين (على اختلاف طبيعة عملهم)، (2) شباب (على اختلاف ميولهم الرياضية)، (3) رجال (لهم طبيعة خاصة)، (4) طلبة ( ابتدائي – متوسط – ثانوي ) (5) عائلات ... الخوذلك بهدف التعرف على الخدمة المناسبة والملائمة والمطلوبة للأغلبية، والتي يستطيع الاتحاد تقديمها بأقل تكلفة وجدوى اقتصادية عالية.
للتوضيح:
يقيم الاتحاد، وغيره من التجمعات بل حتى بعض الأفراد، الحفلات الغنائية، ولأن فئة من المقيمين تحرم على أفرادها حضور مثل هذه الحفلات، رغم أنهم شريحة لا يستهان بها وأعضاء في التجمع النوبي هنا، فلا تستفيد من هذا النشاط.وكذلك يقيم البعض الآخر رحلات لا تضع في برامجها وصلة غنائية نوبية، وتستقطب بذلك فئة دون فئة. وهكذا..وفي الحالتين لا يستقطب جميع أفراد الفئة المحددة، لأنه لا يوجد احصاء بهم.ولأنه يجب على الاتحاد أن يقوم بخدمة جميع الفئات، لأن أموال الاشتراكات فيها، لا تخص فئة دون أخرى، كما أن الاتحاد يسعى إلى الخدمة العامة، ويحتاج إلى دعم وتعاون جميع الفئات.لذلك من الضروري – كما أرى – إن يتوفر لديها بيانات (دقيقة بقدر المستطاع) عن كل المقيمين في الكويت، لتصل الفائدة إلى كل أفراد أي فئة من جهة، وإلى كل الفئات من جهة أخرى.ونتيجة لكل ما سبق، أضيف إلى طلب الزميلين المذكورين طلبي بهندسة العمل النوبي التطوعي.ما معنى هندسة العمل النوبي التطوعي؟أعني تأسيس كل نشاط في الاتحاد على أسس علمية. والأسلوب العلمي لا يقتصر على المهندسين، ففي العصر الحديث كل شئ مؤسس على العلم.فالبيع والتسويق والتوزيع علم، حتى الشراء علم، وإعداد الطعام علم، والتنظيف علم، وبالتالي العمل التطوعي علم، حتى أن دولة مثل أمريكا تضم 255 كلية متخصصة فقط في العمل التطوعي!ورغم وضوح وأهمية الطلبات المذكورة، إلا أن الاتحاد الحالي ولا الأشكال السابقة له من لجنة رياضية ورابطة ولجنة عامة، لم تحرك ساكناً لتنفيذها.ليس لأنه عمل شاق فقط، ولكن لأن الأسلوب العلمي الصحيح، للأسف، لا يحتل أولوية عند أغلب الأعضاء. وقديماً قيل: "أن التنظيم يوفر نصف الوقت والمال"وهذا الموضوع (عمل إحصاء تفصيلي للنوبيين المقيمين في الكويت) يجب أن يطرح الآن بشدة، إذا كان الأعضاء المرشحين الجدد فعلاًً يريدون تقديم خدمة عصرية للمقيمين في الكويت، الذين من اشتراكاتهم، وجهود بعض منهم، يتم تمويل الاتحاد.

الأحد، 4 يناير 2009

الشباب النوبي بالكويت

الشباب ركيزة هامة في حياة الشعوب، ودليل حيوي على تقدمها، إذا كان للشباب دورهم الإيجابي. وهو عامل أساسي ورئيسي في جمودها وتخلفها إذا كان دورهم سلبي.
فالشباب هو سن الطموحات الكبيرة، والآمال العريضة، وبالتالي فهو سن بذل الجهد والعطاء لمجتمعه ووطنه. والشباب دائما هو القطاع الغالب الذي يقع عليه عبء العمل التطوعي والجماعي.
ولا يعني الاعتماد على الشباب إغفال دور غيرهم، أو إجهاض حقهم، أو التقليل من شأنهم، لأن العمل الجماعي يحتاج إلى توحيد وتضافر الجهود، كما هو في حاجة أيضا إلى جهود الشباب لدفعه وتقدمه واستثمار طاقاته وطموحاته في نجاحه.
ولكن السؤال الذي يلح علينا الآن وبإصرار هو: هل الشباب النوبي على استعداد للقيام بواجباته في خدمة مجتمعه؟ هل هو على استعداد للعمل الجماعي والتطوعي؟
والجواب هو، أن فئة قليلة جداً من شبابنا اليوم على استعداد لتقديم كل جهدهم ووقتهم وتفانيهم في خدمة المجتمع النوبي.
وعلى الرغم من مرارة الواقع، فلو قلنا غير ذلك فلن نخدع إلا أنفسنا. فان غالبية شبابنا النوبي بعيد كل البعد عن واقعهم، ومازالوا غارقين في سبات عميق، ولا يعيشون إلا ليومهم، وذلك ليس عن قلة خبرة أو عجز، ولكنه عن تكاسل وخمول فقط في المشاركة الفعالة في العمل الجماعي الجاد.
إن العمل الجماعي والتطوعي النوبي – في الكويت تحديداً - يسير ببطيء شديد، ودون أي تقدم، ويعاني من نقص خطير في عنصر الشباب.
فمن أجل تقدم مجتمعنا، ونجاح أي عمل جماعي، لابد من إيجاد وسيلة ناجحة وفعالة في جذب عنصر الشباب إلى المشاركة في العمل الجماعي.. ومن أجل أن نتغلب على ذلك لابد من إعطاء الفرصة للشباب للتقدم بخطى واسعة في العمل الجماعي، والعناية بهم وتقوية عزيمتهم ومساعدتهم وإزالة كل المعوقات والصعوبات والمشكلات التي قد تصادفهم أو تواجههم. وأن نعد بعضاً منهم للتقدم إلى الصفوف الأولى في العمل الجماعي وإعداده ميدانيا، ونعمل جميعا بكل صدق وإخلاص على توفير كل فرص النجاح لكل عمل يقوم به الشباب في مجتمعنا حتى يصبح نجاح الشباب عامل جذب وقدوة للآخرين.
وبذلك نقدم للشباب نموذج منهم، والقدوة الحسنة المتحركة أمامهم.. فهل يا ترى نحن فاعلون، أم أننا سوف نكثر من الكلمات والخطب الرنانة وإلقاء اللوم على الشباب وعلى تركهم العمل الجماعي، ونتوانى في تقديم الفرص الحقيقية لنجاحهم، ونبدد طاقاتنا بأيدينا.

حدث في مثل هذا الشهر

فبراير 1988 رسالة كلابشه الرياضية: - جمال خليل: إن صاحب فكرة الدوري النوبي في الكويت هو الأخ عوض عبد الحافظ، ومن مجهود لا ينكر للأخ محمود أبو حلقة وغيرهم، وانا كنت دخيل عليهم في النشاط الرياضي. – سيوفي صيام: أول بند لأول لائحة أن الهدف هو ربط الشباب النوبي بالرياضية ارتباطاً يقيده من الخروج عن عاداتنا الطيبة، وحتى لا يسلك طرقاً غير مستحبة في الإنسان المستقيم.
1/2/1958 إعلان الوحدة وقيام الجمهورية العربية المتحدة
1/2/1959 الاتفاقية المبرمة بين الجمهورية العربية المتحدة والاتحاد السوفيتي بشأن تمويل المرحلة الأولى من السد العالي
2/2/1970 وفاة الفيلسوف البريطاني برتراند رسل عن 98 عاماً
2/2/1987 أول ندوة رياضية دعت إليها توماس وعافية، أدار الندوة سعيد جعفور
3/2/1468 وفاة غوتنبرغ مخترع آلة الطباعة
3/2/1975 وفاة سيدة الغناء العربي أم كلثوم
5/2/969 وضع حجر الأساس لمدينة القاهرة
5/2/2005 معرض الصور الفوتوغرافية للأستاذ طارق فتحي حسين تحت عنوان نبضات الشارع المصري، بمركز الجوزويت الثقافي بسيدي جابر بالاسكندرية، والذي استمر لمدة اسبوعين
6/2/1963 وفاة المجاهد والزعيم المغربي عبدالكريم الخطابي
7/2/1908 وضع حجر الأساس لمبنى جامعة القاهرة
7/2/1812 مولد الأديب الإنجليزي تشارلز ديكنز
9/2/2005 افتتاح معرض النوبة قبل الغرق في الجامعة الامريكية للفنان عبد الفتاح عيد واستمر المعرض حتى 3/3/2005
9/2/1954 البدء في تنفيذ مشروع مصنع الحديد والصلب
9/2/1881 وفاة الروائي الروسي دوستويفسكي
10/2/1908 وفاة الزعيم مصطفى كامل
10/2/1923 وفاة العالم الألمان يولهلم رونتجن مكتشف أشعة اكس
10/2/1990 الإفراج عن المناضل الإفريقي نيلسون مانديلا بعد قضائه 27 عاماً في السجون العنصرية بجنوب إفريقيا
11/2/1198 وفاة الفيلسوف العربي ابن رشد
11/2/1953 الرئيس عبد الناصر يوقع الاتفاق المصري البريطاني بشأن السودان
11/2/1960 صدور قرار جمهوري بتأميم البنك الأهلي وبنك مصر
11/2/1962 صدور قرار جمهوري بتحديد ايجارات المباني الجديدة
12/2/1953 وضع حجر الأساس لبناء مصانع الذخيرة
12/2/1953 اتفاق اقامة الحكم الذاتي في السودان
14/2/1779 وفاة المكتشف الإنجليزي جيمس كوك
14/2/1922 تم أول بث إذاعي منتظم على يد ماركوني في بريطانيا
15/2/1922 افتتاح محكمة العدل الدولية في لاهاي
17/2/1673 وفاة الأديب الفرنسي موليير
18/2/1978 وفاة الأديب المصري يوسف السباعي
19/2/1473 مولد العالم البولندي نيقولاي كوبرنيكوس
21/2/1946 يوم الطالب العالمي
21/2/1958 نتيجة استفتاء شعب ج.ع.م. على الوحدة وشخص الرئيس: 99.99%
21/2/1973 اسقطت إسرائيل طائرة ركاب ليبية فوق سيناء/ اليوم العالمي لشهداء الطيران
22/2/1958 عيد الوحدة (الوحدة بين الإقليمين السوري والمصري)
26/2 رحيل الملحن الكبير احمد منيب