الاثنين، 29 أبريل 2019

مسرحية "هي وكواكب العصر"





هي وكواكب العصر

(1)
هي
:
أنا عاوزة كل شهر 400 جنيه.
هو
:
ليه؟
هي
:
كده.
هو
:
انت مش بتشتري كل حاجات البيت والأولاد بنفسك. بتلاقي حاجة زيادة آخر الشهر؟
هي
:
بس صابر بيعطي زوجته 400 جنيه كل شهر.
هو
:
ماشي. بس زوجته من جهة م بتشتغلش، ومن جهة أخرى انت م بتسهميش في مصاريف البيت من ساعة ما اشتغلتي وزي ما كنا متفقين منذ البداية.
هي
:
هل احنا اتفقنا على كده قبل كده؟
هو
:
أيوه. لما طلبت تكملي تعليمك. وقلت لك ان الراتب لن يكفي لمعيشتنا احنا والأولاد. قلتي انك سوف تعملين بمؤهلك.
هي
:
(صمت).
هو
:
يعني ايه أنا ح اشتغل الا أنك ستشاركينني في مصاريف البيت؟
هي
:
(صمت).

(2)
ممدوح
:
ماذا سنتناول في هذا العدد من المجلة يا أستاذة؟
فادية
:
أرى أن ننقل للقارئ المصري تجربة النمور الآسيوية. فموضوعهم أصبح حديث الناس خاصة في الدول العربية الفقيرة. فلتك الدول تشترك معنا في الهم من جهة، وفي التطلع إلى مكانة بين الدول المتقدمة من جهة أخرى.
عوض
:
البسطاء عندنا لفت نظرهم الانتاج الغزير للسلع الضرورية والمتقنة والجذابة والتي جعلتنا نرى في أي شئ نشتريه الآن إلا ويحمل عبارة (ميد إن تايوان أو كوريا أو سنغافورة وغيرها) بدءاً من آلة شرب الماء المثلج إلى التليفزيون (ال سي دي) وما كينات نقش الخشب ولمبات (الليد) الموفرة.
فادية
:
عايزين ننقل لأهالينا العمق، ونستغل انبهارهم في أن نوصلهم لهم طموحات بلادنا في أن تكون مثل تلك النمور التي حققت في مدة قصيرة نمواً اقتصادياً غير مسبوق، وحلت – وهو المهم – مشكلة البطالة.
ممدوح
:
أنا من رأيك. يجب أن نلفت نظر أصحاب الأموال عندنا أيضاً إلى استيراد الأجهزة التي تحتاج إلى كثافة عمالية لا إلى الأجهزة التي تستغني عن الأيدي العاملة. فنحل مشكلة البطالة من جهة، والانتاج الكثيف الرخيص من جهة أخرى.

(3)
هي
:
أنا عاوزة اشتري دهب.
هو
:
ما تشتري أنا مانعك؟
هي
:
أنا عاوزة انك تشتري لي دهب.
هو
:
منين؟ انت شايفة الأولاد في مدارس خاصة، والشركة التي أعمل فيها بتصرف مخصص مدارس الأولاد أول العام الدراسي، ثم تقوم بخصمها على أقساط شهرية طوال العام.
هي
:
صديقتي سهام زوجها نجيب بيشتري لها قطعة من الذهب اللي هي عايزاها كل قبضية.
هو

هو انت متقدريش تشتري الدهب اللي انت محتاجها من مرتبك؟
هي
:
قلت لك جوزها هو اللي بيشتري لها الدهب. هو أن مش امرأة زيها؟
هو
:
(متملصا من حرجه) أنا مقلتش كده. بس ح نرجع لنفس الكلام السابق. سهام لا تعمل أيضاً. وانت تعملين وتقبضين راتب كل شهر. ولا تشاركين في مصاريف البيت.
هي
:
أنا بشتري للأولاد أي حاجة انت حرمهم منها. أنا بجيب لهم الموبايلات. وجبت لممدوح الاكرديون. ولعالية العروسة اللي هي عايزاها، غير طلباتهم اللي بترفض تجيبها لهم.
هو
:
(مقطباً جبينه) صمت.

(4)
عوض
:
عن ماذا سنكتب في عدد المجلة الجديد؟
ممدوح
:
أقترح أن نتحدث عن فنلندا، التي استطاعت أن تكون ملء السمع والبصر من خلال نوكيا؟

فادية
:
نؤجل فنلندا لعدد آخر. ولنتحدث عن اليابان أو كوكب اليابان الذي أصبح حديثاً مشوقاً لدى رواد (السوشيال ميديا).
عوض
:
عظيم. خاصة أنها دولة مدهشة بكل المقاييس. فهي دولة جميلة وذات ابتكارات لا مثيل لها، بدءاً من محطات الوقود الفريدة من نوعها حيث تتدلى أنابيب من الأعلى مهمتها توفير الوقود للسيارات سهل للسائقين تعبئة الوقود لسياراتهم، إلى ماكينة البيع المميزة التي لا تقف عند توفير البطاطس والخضروات بل تتعدى ذلك إلى بين البطاطس المقلية والبيض المسلوق وحتى طعام الحيوانات!
فادية
:
هذا غير الشوارع الموسيقية التي تصدر النغمات طوال رحلة السيارة في هذه الشوارع.
ممدوح
:
وقد وصل إلى مسامعي انتشار مكبرات الصوت (الميكروفون) في جميع أنحاء اليابان مهمتها أن تنذر السكان قبل حدوث الزلازل وفي غير ذلك تصدر الموسيقى أو تنبه الأطفال إلى الرجوع إلى المنازل في المساء.
فادية
:
حقاً أنها كوكب آخر غير التي تعيش فيه أغلب دول العالم.

(5)
هو
:
ح اقول لك خبر مفرح!
هي
:
فرحني!
هو
:
الشركة قررت صرف مصاريف مدارس الأولاد بدون خصم من الراتب.
هي
:
مبروك. الحمد لله.
هو
:
بس حطين شرط.
هي

ايه هو الشرط؟
هو
:
إن اجمالي مصاريف مدارس الأولاد مجتمعين لا يزيد عن 30% من دخل الموظف السنوي.
هي
:
واحنا مصاريف الأولاد ح يزيدوا عن 30%؟
هو
:
حسبتها طلعت اني ح ادفع جزء بسيط من راتبي. بس أحسن كتير من دفع كل المصاريف. بس أنا خايف!
هي
:
خايف من ايه؟
هو
:
سمعت اشاعة أن المدارس الخاصة ح يزودوا المصاريف السنة الجديدة.
هي
:
دي اشاعة!
هو
:
مفيش دخان من غير نار. وأنا لسه مدفعتش كل أقساط السنة اللي فاتت.
هي
:
تفائل خيراً ان شاء الله.
هو
:
ربنا يستر!
هي
:
كده يا حبيبي ح يبقى في مجال آخد مصروف شهري؟
هو
:
عايزة كام؟
هي
:
400 جنيه بس.
هو
:
بسيطة ان شاء الله. (في سره) أنا ليه قلت لها كل الأخبار؟ قديماً قالوا لا تقل لزوجتك عن أي زيادة في رزقك. أنا مغفل صحيح.

(6)
فادية
:
بناءً على طلب ممدوح السابق نتناول في هذا العدد من المجلة دولة فنلندا (الجميع يضحك). (إلى ممدوح) ماذا ترى من فوائد لبلادنا من التجربة الفنلندية؟
ممدوح
:
إذا كان يحق لكل دولة أن تفتخر بتفوقهم في سبق رياضي أو غيره،  فيحق للفنلنديين أن يفتخروا بتفوقهم في المجال الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والتعليمي. بل اختيرت فنلندا المرتبة الأولى كأسعد دول العالم في تقرير الأمم المتحدة.
عوض
:
ومفتاح السعادة عند الفنلنديين هو الثقة بين مواطنيها وسياسييها، بالإضافة إلى أنها أكثر المجتمعات شفافية وأمنا وعدلاً.
فادية
:
تعتبر فنلندا إحدى ثلاث دول لديها أقل فجوة بين المرأة والرجل في العالم. وبين الدول التي تمنح أجازة طويلة مدفوعة الأجر للآباء الجدد! وهي ثاني بلد في العالم لديه أقل قدر من الفروق بين الأطفال، وهم أول من ابتكر الحقيبة التي تحتوي على الملابس والحفاضات والمستلزمات الخاصة بالمواليد الجدد التي تمنحها الحكومة لأسرهم.
ممدوح
:
ومثل كل الدول الأوروبية الغربية واجهت فنلندا حملة روسية الكترونية تهدف إلى تفتيت مجتمعها من خلال نشر الكراهية والتعصب الديني والعرقي والطائفي وتخريبها من الداخل، ولكن ثقة الفنلنديين بما يمتلكونه من أدوات واعتماداً على المجتمع المتماسك لفئاته المتعددة وما يمتلكه من بنية ثقافية وتعليمية صلبة فوتت على الحملة تحقيق أهدافها.
عوض
:
فنلندا من الدول النموذجية التي يجب أن نحتذي بها في خلوها من الفساد. فقد احتلت المراتب الأولى لعدة سنوات في هذا المضمار. والصعوبة في نقل تجربتها الينا هو تصنيفها من الدول الخالية من الفساد بطبيعتها وتقاليدها. فمجرد التفكير في الفساد والرشوة يعتبر أمراً غريباً وسلوكاً إجرامياً بالنسبة لشعبها.
(7)
هي
:
ايه رأيك ناخد شقة جديدة.
هو

همممم
هي
:
بتقول ايه؟
هو
:
اديني فرصة ادرس الموضوع.
هي
:
زي ما انت شايف. غرفة نوم واحدة احنا والأولاد وهم كبروا دلوقتي.
هو
:
حاضر. حاضر. نشوف سكن جديد.(في سره: دايماً طلباتها منطقية.)
هي
:
بشرط.
هو
:
ما هو الشرط؟
هي
:
بحمامين واحدة منهما ماستر.
هو
:
وليه حمامين؟
هي
:
الماستر ح يخلي الحمام قريب مننا ويحفظ خصوصيتنا عن أعين الأولاد اللي كبروا، وكمان أقدر أحط فيها الحاجات المفروض الأولاد مش لازم يشوفوها.
هو
:
وإيه كمان؟
هي
:
صديقك توفيق واحد لولاده شقة بحمامين.
هو
:
(في سره) من قلت لكم. دائماً طلباتها منطقية.

(8)
فادية
:
سنتحدث في العدد القادم عن ماليزيا، التي تعتبر في طليعة ما يسمى النمور الآسيوية. ففي عام 1970 بدأت ماليزيا بمحاكاة اقتصادات النمور الآسيوية الأربعة كوريا وتايوان وهونغ كونغ وسنغافورة، والتزمت بالانتقال من التعدين والزراعة إلى اقتصاد أكثر اقتصادا، ومع الاستثمارات اليابانية ازدهرت الصناعات الثقيلة، الذي أصبح المحرك الرئيسي للنمو. والكل يعلم أن ماليزيا حققت باستمرار معدل نمو محلي إجمالي يزيد على 7 في المائة مع انخفاض التضخم. ويجب أن نشير إلى أن ماليزيا واجهت كثير من التحديات الفريدة وهي تشق طريقها لتحقيق التنمية الاقتصادية. فقد وجب على الحكومة بعد الاستقلال العمل أولاً لقيام أمة موحدة يحكمها الشعور بالمصير الواحد المشترك ومتحد اجتماعياً وأمنياً وشديد الثقة بنفسه وفخور ببلده. وثانياً بناء مجتمع ناضج ديمقراطي يعمل بفعالية في تطوير بلد تسوده الأخلاق والقيم والاحترام المتبادل. وكذلك بناء مجتمع متسامح مخلص لوطنه دون الالتفات لعرق معين أو فئة. وبناء مجتمع علمي تقدمي، غير مستهلك فقط للتقنية بل منتج وقادر على الابتكار والإبداع والتصنيع في كافة المجالات. وأيضاً بناء مجتمع يهتم بالآخرين ويعترف بالآخر ودوره في مجتمعه مع ضمان مجتمع تسوده العدالة الاقتصادية والاجتماعية وروح الشراكة. وأخيراً انتشال المجتمع من الفقر والجهل ومحدودية الدخل وقلة فرص العمل والإنتاج إلى مجتمع صناعي تقدمي ينعم أفراده بموارد مالية جيدة واستثمارات ومشاريع ضخمة وفرص عمل كبيرة.
ممدوح
:
والتجربة الماليزية في التنمية تعد من التجارب التي تمتاز بخصوصيتها واهميتها بالنسبة لدول العام الثالث والتي يمكن السير على خطاها للنهوض من التخلف والتبعية في الاقتصاد. فقد تحولت تلك الدولة من بلد يعتمد على تصدير المواد الاولية البسيطة إلى أكبر الدول المصدرة للسلع والتقنية الصناعية في منطقة جنوب شرقي آسيا. واستطاع الخروج من الازمة الاقتصادية الخانقة التي عصفت بدول جنوب شرقي آسيا في العام 1997، حيث لم تخضع لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي لعلاج ازمتها بل عالجت المشكلة من خلال برنامج اقتصادي وطني متميز عمل على فرض قيود مشددة على سياسة البلاد النقدية والسير بشروطها الاقتصادية الوطنية، وليس الاعتماد على الآخرين الذين يبغون استغلال ازمتها .
عوض
:
والشركات الماليزية اليوم هي واحدة من أكبر الشركات المصنعة للأقراص الصلبة للكمبيوتر. وفي مفاجأة من العيار الثقيل عام 2013 كشف تقرير عن حجم الاستثمارات الماليزية في أفريقيا، مما مكنتها من احتلال المرتبة الثالثة في قائمة المستثمرين الأجانب في القارة بعد فرنسا والولايات المتحدة، حيث تجاوز 19.6 مليار دولار، مقابل 16 مليار دولار للصين و 14 مليار دولار للهند. وقد دفع هذا المجتمع الاقتصادي العالمي إلى دراسة هذه الظاهرة الفريدة بعد أن ظلت ماليزيا بعيدا عن متناول مؤسسات الاستشارات الاقتصادية الدولية.
فادية
:
نقاط كثيرة يمكننا أن نتناولها ونحن نتحدث عن ماليزيا. خاصة أنها بدأت تجربة التنمية الاقتصادية منذ الاستقلال في عام 1958 أي بعد استقلال مصر بست سنوات. ونكتفي هنا بما قاله مهاتير محمد عن التحديات التي واجهت الدولة ومتمثلة في :أ- الحاجة إلى إزالة العقبات أمام الاستثمار الأجنبي. ب- الاعتماد على الموارد الذاتية، ورفض الاقتراض من الخارج. ج- الاهتمام بالقضاء على البطالة في المجتمع وتوفير التعليم الجيد للمواطنين ووقف الفقر بجميع أشكاله.
ممدوح
:
ما أدهشني في التجربة الماليزية هو نجاحها في القضاء على مشكلة البطالة، حيث لا تخفى علينا العلاقة الوطيدة بين الفقر والبطالة؛ فتقارير البنك الدولي تؤكد أن مشكلة الفقر ليستً دائما مشكلة بطالة، فقد يكون العاملً فقيرا إذا كانت الأجور منخفضة والقدرة الشرائية متدنية. ولعلاج مشكلتي البطالة والفقر معا وضعت ماليزيا برنامج التنمية للأسر الأشدً فقرا وبرنامج آخر لتقليص اختلالات التوازن بين القطاعات ومنح الإعانات المالية للأفراد والاسر بجانب تقديم قروض بلا فوائد لشراء المساكن قليلة التكلفة للفقراء في المناطق الحضرية. وتقديم الـدعـم للمشروعات الاجتماعية الموجهة لتطوير الـريـف والأنـشـطـة الـزراعـيـة الخاصة بالفقراء.وتـبـاع استراتيجية الاعـتـمـاد على الــذات بـدرجـة كـبـيـرة، مـن خـلال الاعـتـمـاد على سـكـان البلاد الأصليين الذين يمثلون الأغلبية المسلمة.
عوض
:
أرجو أن تكون المعلومات التي سنوردها مفيدة لبلادنا.

(9)
هو
:
أرجو أن نكون قد استفدنا من الحوارات السابقة، وطلعنا بنتيجة.
هي
:
أعتقد أننا اقتربنا من الوصول إلى تفاهمات مفيدة فعلاً.
هو
:
يجب أن تفهمي يا حبيبتي انني وحيد حسب الله، وربنا خلقني زي أي واحد، يومه 24 ساعة، له رجلين وايدين وعينين وأذنين فقط. فلا يمكن أن يكون لدى أربعة أو ستة أرجل وكذلك أربع أو ستة أيادي أو عيون أو آذان. يعني غير ممكن أن أكون وحيداً وأن أكون صابرا ونجيباً وتوفيقاً في نفس الوقت.
(10)
فادية
:
أنا بفكر أننا نوقف سلسلة تجارب الدول الصاعدة في هذا العصر، ونكتب في العدد الجديد شئ جديد.
ممدوح
:
(شاب صغير) بالعكس أنا شايف أن شباب اليوم مسرورين واحنا بننقل لهم معجزات تلك الدول واختراعاتهم وابداعاتهم المتجددة كل يوم.
عوض
:
(رجل في منتصف العمر) أكيد لك أسباب لتوقيف هذه الحملة، فما هي؟
فادية
:
لا مانع أن نأت بكل جديد يحدث في كل مدال وفي كل دول العالم حتى لا نكون بمعزل عن ما يحدث في العالم خاصة بعد أن أصبح العالم قرية صغيرة. ولكن في نفس الوقت يجب لنتقدم مثلهم أن نبدأ من حقائق وضع وبلادنا والموارد الفعلية التي نملكها والامكانيات التي لدينا، ونفكر كيف نستفيد من هذا كله. فنجاح دول عديدة رغم اختلاف بيئاتهم وتنوع مواردهم وثقافتهم وتاريخهم، دليل على أن النجاح ليس له معيار واحد وقاعدة واحدة صارمة. ودليل أنه يمكننا أن نكون ناجحين أيضاً بمعايير جديدة نضعها نحن من خلال بيئتنا وما نتميز به من ميزات ليست لغيرنا.
عوض
:
جواب مقنع.
ممدوح
:
فكرة سديدة أيضاً. فأنا كنت أشعر ربما أننا نحبط شعبنا وفي ثقته بنفسه بالاطلاع والتركيز الدائم على الدول الناجحة ومطالبة شعبنا بتقليدهم. وذلك مثل أسلوب تربية الآبناء قديماً بأن يكونوا أطباء ومهندسين دون مراعاة لامكانياتهم وقدراتهم ورغباتهم ومواهبهم التي قد تكون مختلفة، فينتهوا إلى الفشل في أن يكونوا أطباء أو مهندسين ولا حتى أنفسهم.   


-         النهاية -

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق