قبل الزواج، جاءني صديق متزوج يشكو لي من مشكلة عائلية مع زوجته. ولأنني لم أخبر الزواج بعد، فآثرت أن استشير أحد المعروفين في العائلة في حل مشاكل المتزوجين. وقفت أمام مكتبه، وقلت له:
- صديق لديه مشكلة مع زوجته، وبصفتك ضليع في مثل هذه المسائل، جئتك طالبا العون.
رد على دون أن يرفع عينيه عن الورقة التي أمامه:
- صديقك وزوجته ملتزمين بالدين أم غير ملتزمين؟
قلت (في دهشة):
- هي غير ملتزمة، بينما هو ملتزم على ما أرى.
قال:
- المسألة سهلة وواضحة. فلابد أنها تشكو زوجها بخله، وأنه لا يخرج بها للنزهة. وأنه يخرج صباحا للعمل قبل أن تصحو، ولا يأتي إلا ليلا بعد أن يناموا. وأنه يفضل أهله عليها.
قلت (وقد زادت دهشتي):
- كيف استنتجت كل ذلك، دون أن أخبرك بشيء؟
نظر إلي وعلى شفتيه ابتسامة، أظنها ابتسامة سخرية لقلة خبرتي، ولم يقل شيئا. فواصلت كلامي وسألته:
- هل تختلف شكاوى الزوجة الملتزمة عن غير الملتزمة؟
قال ( بعد صمت فلسفي):
- نعم بالتأكيد. إذا كانت شكاوى غير الملتزمة كما أسلفت. فان الملتزمة إذا اشتكت، فشكواها لابد أن يختلف. "هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون" ؟ صدق الله العظيم.
ثم أردف قائلا:
- الملتزمة تشكو زوجها شربه للخمر مثلاً، أو لعبه للقمار، أو لمنعه لها من الصلاة، أو لسبه لها. هذا بالإضافة إلى أنه لا يحسن إلى والديه، أو لا يقوم بعيادة المرضى أو عدم زيارته لأهله. فهي تغضب لله وفي الله. وأما لغير ذلك فهي تصبر.
تأملت كلامه قليلا، ثم علقت قائلا:
- "فاظفر بذات الدين، تربت يداك" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وانصرفت ...
قال حكيم:
"نحن نتزوج بغرائزنا، ونطلق ... بعقولنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق