الأحد، 31 مايو 2009

مجلة نوبتي ودراسة موضوعية



السؤال الأول: هل يكفي صدور 4 أعداد من مجلة نوبتي لنبدأ في تقييمها؟

أحسب أن الإجابة : نعم، ولكن ما هي معايير التقييم ؟

1. هل هو عدد القراء الذين يقتنون المجلة، أم عدد القراء الذين يتفاعلون معها؟
2. أم بعدد الكتاب المشهورين الذين يكتبون فيها؟
3. أم بتنوع الموضوعات؟
4. أم بالتزام بمعالجة موضوعات معينة؟
5. أم بمكانتها بين المجلات الكويتية، أو المصرية، أو العربية؟

بالمعيار الأخير، يرى البعض أن مجلة نوبتي لن يتاح لها أن تنافس المجلات العديدة الصادرة بالكويت بموضوعاتها المختلفة وإمكاناتها الضخمة بدءً من فريق إعداد وتحرير متخصص وانتهاءً بشركة توزيع خبيرة ..الخ
صحيح أن المجلات الكويتية والمصرية، وربما العربية، أغلبها تدعم من قبل الحكومة، وفرصة إمكانية حصول أي مجلة نوبية (خاصة في مصر) للدعم تبدو معدومة، حيث تابعت عن كثب جهود مضنية لرجل إعلانات نوبي فاضل لإصدار مجلة نوبية تحت رعاية كبار المتنفذين في مصر، باءت كلها في النهاية بالفشل، وأخرها محاولته إحياء جريدة أخبار النوبة، التي صدرت بعد ذلك دون مشاركته!

ولكن ليس على دعم الحكومة فقط تقف وتستمر كل المجلات، فكما أن دعم الحكومة لم تنقذ كثير من المجلات من التوقف المؤقت أو المستمر، كذلك تستمر بعض المجلات دون دعم من الحكومة. كيف؟

هناك شقان، أحدهما شق مادي، والآخر شق معنوي. إن للمجلة أو الجريدة مثل المحطات التليفزيونية، مصادر دخل أخرى لا تقل أهمية عن دعم الحكومات، هما القراء الذين يرون أهمية وجود المجلة، ورجال الأعمال والمؤسسات التي ترعى المجلة سواء بالتمويل المباشر أو عن طريق الإعلانات.

والسؤال المطروح هنا: متى يشعر القارئ بأهمية المجلة؟
الإجابة بسيطة وصعبة، بسيطة حيث من المعروف الآن أن القارئ يهتم بالمجلة التي تلبي حاجاته سواء الثقافية أو الاجتماعية أو السياسية أو حتى الاستهلاكية. وصعبة لأن معرفة ما يحتاجه القارئ المستهدف (وهنا النوبي عامة والنوبي المقيم في الكويت بصفة خاصة) تحتاج إلى دراسة احتياجاته، والدراسة عن طريق مكتب أو شخص متخصص يحتاج إلى مبالغ طائلة، لا يمكن أن يتحملها فرد أو جماعة نوبية متطوعة، على الأقل في الوقت الحاضر.

هذا هو الشق المادي، أما الشق المعنوي، فهو أن تكون هناك إرادة من القائمين على المجلة ومن القراء على ظهور مجلة نوبية على قدم المساواة مع المجلات العربية والمصرية. وخير مثال على إمكانية ذلك هو تدشين نادي النوبة الرياضي هذا العام بإرادة الرجل المخلص فوزي صالح والمرحوم سيد غطاس وأعضاء مجالس الإدارة السابقين، وأعضاء النادي الداعمين، وكلهم نوبيون، وذلك بعد مرور أكثر من 22 عاماً من العمل المتواصل والمضني (بدأ العمل عام 1987). وذلك دون خوف من وجود منافسة من النوادي المصرية العريقة.

وإذا علمنا أن أول مجلة نوبية صدرت من جمعية نوبية كان حوالي عام 1912 (مجلة النوبة الحديثة)، ثم "المجلة النوبية" عام 1920، ثم مجلة "مصباح النوبة" عام 1938، ولو كانت هناك إرادة من النوبي القارئ والكاتب والرأسمالي، لكان لدينا عشرات من المجلات والصحف النوبية الآن. والبدء من الآن لظهور مجلة نوبية خير من ألا نبدأ. فلا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس. ومبررات هذا سأذكرها لاحقاً.

إن معيار عدد القراء الذين يقتنون المجلة، أو عدد القراء الذين يتفاعلون معها هام كما بينا، وتحتاج المجلة لدراسة احتياجاتهم ومن ثم تلبيتها، وهذا سيؤدي بالطبع جذب عدد من الكتاب النوبيين المشهورين، لحرص الكاتب مثل شاعر الأغنية الذي يريد الانتشار فيعطيها لأجمل الأصوات وأشهرها.

هذا، والأمل كبير في استمرار نجاح اللجنة الثقافية (مجلة نوبتي)، التي استطاعت نتيجة تضافر جهود أعضاء من الاتحاد السابق، والداعمين للعمل النوبي، أن تكون حصتها في صافي إيرادات الاتحاد السابق مقدارها 1038.200 د.ك. نهاية عام 2007، بينما كانت حصة اللجنة الفنية فقط 327.900 د.ك، ولم تحقق اللجنة الاقتصادية شيئاً يذكر، وحققت اللجنة الاجتماعية والرياضية خسائر بلغت 715 د.ك و 101 د.ك على التوالي.

هل سيشفع انجازات اللجنة الثقافة (مجلة نوبتي) في الاتحاد السابق، أن يمد القارئ النوبي لها يد العون لتكون – كما نأمل – في مصاف المجلات المصرية والعربية؟

والمجال مفتوح للاجتهادات في تقييم مجلة نوبتي والجدوى الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لها.
(الصورة: من غلاف العدد الرابع)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق