كانت اللجنة الثقافية للاتحاد النوبي بالكويت قد عقدت اجتماعها رقم (1) يوم السبت الموافق 2/6/2007م برئاسة زكريا أحمد عثمان (مساعد مقرر اللجنة الثقافية) في ضيافة المهندس سيد شرف.
في البند الثاني ، تم الاتفاق على تشكيل اللجنة على النحو التالي:
1- مقرر اللجنة الثقافية ( إدريس جريس ) (الاتحاد النوبي العام بالكويت،
2- مساعد مقرر اللجنة الثقافية (زكريا أحمد عثمان) (الاتحاد النوبي العام بالكويت).
3- مقرر اللجنة الثقافية في كل جمعية ( أو من ينوب عنه من الجمعية).
ما يهمنا هنا هو : مقرر اللجنة الثقافية في كل جمعية، حيث لاحظت بتاريخ لاحق لهذا الاجتماع، ظهور لجنة ثقافية واحدة فقط في جمعية الدكه، رغم مرور أكثر من عام ونصف على هذا الاجتماع !
ما أهمية وجود لجنة ثقافية في كل جمعية؟
إذا تجاوزنا الأهداف النظرية للجنة الثقافية، فإن الأهداف العملية يمكن حصرها في : رفد تلك اللجان للجنة الثقافية بالاتحاد النوبي بالعناصر البشرية المناسبة، للعمل على تخطيط وترتيب الندوات والمؤتمرات وإصدار البروشورات والنشرات والمجلات التي تبرز العناصر الثقافية للنوبة، من تراث ولغة وثقافة وعادات وتقاليد وفنون ... الخ، بالإضافة إلى تكوين شبكة اتصالات (ثقافية) مع المؤسسات والهيئات المتخصصة سواء المصرية أوالنوبية أو الكويتية أو العربية، وكذلك الهيئات والمنظمات الثقافية الدولية.
وكلها – كما نرى - تحتاج إلى جيش من النوبيين المؤهلين والموهوبين والمتخصصين وغير المتخصصين والمهتمين بالعمل في هذه الفروع كما هو واضح. في الوقت الذي يقوم (أو لا يستطيع أن يقوم) به اثنين فقط هم الأخوة ادريس جريس وزكريا عثمان (ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها).
ما هي أسباب عدم وجود لجنة ثقافية في كل جمعية؟
1- غموض كلمة ثقافي ومثقف، والدليل على ذلك أنه ليس هناك تعريف جامع ودقيق لها في الأدبيات العربية، وليس هناك مهنة بهذا الاسم مثلاً.
2- حتى أولئك الذين وضعوا تعريف لها قالوا عنه هو إما مجنون أو عبقري أو بينهما وهو قليل:
- فهو عند الأديب النوبي ادريس علي: رجل مجنون ... يحتضن الكتب، (رواية " انفجار جمجمة "،ص176).
- وهو عند الكاتب عادل بهبهاني هم أهم عوامل نهوض الأمة، حيث يقول :" لو آمن المثقفون العرب المسلمون بذاتهم واطلعوا علي ذخائر أمتهم الثقافية والفكرية والفلسفية وصاغوها بشكل عصري حينها فقط ستدرك الأمة طفولة الغرب الفكرية قياسا بما لدي الإسلام. وحينها فقط سيتمكنون من استنهاض الأمة من الجوانب العلمية والاقتصادية." (عادل بهبهاني، الرأي والرأي الآخر، القبس 9/2/1999 ).
- وفي راي أكثر الحكومات العربية: هو معارض دائماً.
لذلك كله وغيره، يخشى الجميع طبيباً كان، أو مهندساً، أو محاسباً، أو عاملاً ... الخ، أن يحمل لقب مثقف، أو أن يطلق على جماعة تضمهم بأنها لجنة ثقافية.
لذلك، ولأسباب معقولة، اختار الحضور في الاجتماع المذكور إلى تسمية تلك اللجان تبعاً للأنشطة التي تقوم بها أو المناط بها باسم "أسرة الاعلام" و"اسرة السمر" و"أسرة الانترنت" وهكذا.
3- من المعوقات أيضاً التي تحول دون الانخراط في لجان الجمعيات والاتحاد ولجانها هو عدم قانونية وجودها. صحيح أن الأغلبية تهرب من العمل الرسمي إلا أن فئة لا يستهان بها تهرب أيضاً من العمل غير الرسمي.
4- وأخيراً، لأن تلك اللجان لا تلق دعماً من رؤساء وأعضاء بعض الجمعيات النوبية، سواء في مصر أو الكويت، وإذا قامت بأي نشاط اعلامي (نشرة – مجلة حائط)، تقوم بها باستحياء، وبشكل بدائي، وطباعة رديئة، باستثناء مجلة "فريج" لنادي أبوسميل الرياضي، وأخبار الدكه.
المطلوب:
هو تجاوز تلك المعوقات – النفسية والعقلية - ومحاولة الإبداع في تسمية الأنشطة حسب الأعمال التي تناط بها، فإذا كانت رحلة ثقافية نكتفي باطلاق اسرة الرحلات، وإذا كان شأناً تراثياً تقليدياً يطلق عليه "أسرة التراث"، وهكذا في الأسرة الاعلامية، أو أسرة العلاقات العامة ... الخ.
في الختام، يشرفني عزيزي القارئ أن تجيب على سؤالي: ماذا كنت تفعل لو أصبحت رئيساً لمجلة "نوبتي"؟
(الصور: ادريس جريس، المهندس سيد شرف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق