تصور الأسطورة اليونانية أهل الكهف(غير أهل الكهف المذكورين في القرآن الكريم) كأشخاص مقيدين في جوف الكهف، وباب الكهف خلفهم. يمر أناس وحيوانات ومخلوقات مختلفة أمام الكهف، وينعكس خيالهم داخل الكهف، ولا يرى أهل الكهف إلا هذه الخيالات.
تهدف الأسطورة إلى أن معرفة البشر مثل أهل الكهف مجرد خيالات، أما الحقيقة فلا يعرفها إلا من استطاع أن يفك قيوده وينظر خلفه إلى الأشياء التي تمر فعلاً أمام الكهف.
لا أعرف لماذا ارتبط حالنا في الأنشطة النوبية - وأنا أعمل في أكثر من مجال فيها، منها هذا الموقع - بحال أهل الكهف؟
فنحن مقيدون مثلهم، ونحن نعلم بحال بعض ولا يدري عنا الآخرون شيئاً، وهي نفس معاناة أهل الكهف.
أهل الكهف يتوقون إلى الفعل ومشاركة الآخرين الذين يرون خيالهم، ونحن كذلك نتوق إلى الفعل مثل الآخرين ونتمنى أن يكون لدينا فنانين وعلماء وسياسيين واعلاميين وشخصيات أدبية وغيره وغيره ..
أهل الكهف يعتقدون أن باستطاعتهم فور فك قيودهم أن يصبحوا مثل الآخرين تماماً، ونحن كذلك نحسب أن باستطاعتنا أن يكون لنا صحف ومجلات ثقافية عامة وكذلك متخصصة، وأن يكون لنا موقع على الانترنت بل مواقع جديدة كل فترة، وقناة فضائية. ولكن كيف؟
كيف وبعض منا لا يرى وطنه إلا من خلال جيبه؟ ويسأل: إذا فعلت كذا للنوبة، كم سآخذ أو أكسب ؟
كيف وكل واحد فينا يعرف مسؤوليته ودوره ، ورغم ذلك يتجاهل هذا الدور بحجة أنه مقيد.
صحيح هناك من النوبيين من ضحوا بوقتهم وأموالهم في سبيل النوبة والنوبيين (جمعهم الكاتب النوبي الكبير/ محيي الدين صالح في كتاب شهير له)، ولكن عدد هؤلاء لا يزيد عن واحد من مليون. فأين جهد الباقي (999.999) ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق