في الرياضة
قال فضيلة الشيخ الشعراوي :" اللعب شيء جيد، ولكن لا يكون لهوا، لأن اللعب شغل غير مله عن مطلوب، انما اللهو شغل مله عن المطلوب".(1)
في الغناء والموسيقى
قال فضيلة الشيخ عطيه صقر - عضو مجمع البحوث الاسلامية بالأزهر الشريف: "الموسيقى شيء والغناء شيء آخر، فقد يجتمعان وقد يفترقان. وخلاف العلماء في الحكم فيهما من قدم الزمان. وباختصار أقول أن هذين الأمرين ليسا محرمين لذاتهما، بل لما يعرض لهما . فان كان الغناء أو النغم لتحليل الحرام او طعن في مقدس أو صاحب واحدا منهما محرم كشرب الخمر أو رقص وكشف عورات أو كان أحدهما ملهيا عن واجب فهو حرام. أما ان خلا من كل ذلك فهو مباح. ويكون مكروها اذا اتخذ عادة أو هواية تشغل وقتا كبيرا ويستوي في هذا الحكم العازف والمغني والسامع . أما تدريس هذه الفنون فهي كتدريس أى علم والحكم عليها يكون للأثر المترتب عليه. ومجال استخدامه والنية الباعثة عليه.
قال فضيلة الشيخ محمد الغزالي:" الغناء كلام، حسنه حسن، وقبيحه قبيح. فالرسول(ص) كان يردد الكلمات في الأغنيات اللطيفة التي يتغنى بها المجاهدون لتعينهم على الثبات والشجاعة، مثل شعر الذين كانوا يحفرون الخندق أو يسيرون مع الرسول في المعارك فيقولون:
والله لولا الله ما اهتدينا ... ولا تصدقنا ولا صلينـا
فانزلن سكينة علينـــــــا ... وثبت الأقدام ان لاقينــا
المشركون قد بغوا علينـــا ... اذا أرادو فتنة أبينـــا
وكان الرسول(ص) يرد في الآخر"أبينا. أبينا" اذا كنت تريد أن تكون معتدلا قل اذا كان الغناء معيبا فلا تسمع، أما اذا كان حسنا فلا شيء فيه. ولنأخذ مثلا الموسيقى العسكرية التي تنظم خطوات المشاة، كما تشجع الخيل والابل على المشي بالصحراء - كيف يقول أنها حرام .. وهناك موسيقى تصويرية تصور زقزقة العصافير، وقد استمعت لموسيقى روسية تصور هدير أجنحة النحل وهي تطير وهذا حلال في الطبيعة، فلماذا يكون نقله الى الأذن بالآلات حراما؟ التحريم يحتاج الى النص، فأين النص؟ التحريم الوارد في النص يتعلق بالمجالس العابثة بالأغاني اللاهية. (2)
وقال الشيخ الشعراوي:"قالوا للنبي (ص) أن فلانة ستتزوج. فقال : هل بعثتم لها من يغني؟ وحدث أن كانت البنات تغني في مناسبة وأحتج عمر بن الخطاب.. فقال له النبي(ص) دعهم يا عمر .. فاننا في يوم عيد. وعليه فالاستمتاع الذي أقصده من أجل قتل الوقت يجب أن يكون تدريبا على شيء يفيد فيما بعد.(3)
وقال فضيلة الشيخ/ عبدالله المشد - رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الشريف: أنه قد ورد في الأثر الشريف: "روحوا القلوب ساعة بعد ساعة فان القلوب اذا كلت عميت واذا عميت لم تفقه شيئا". وانما تباح الأغاني بشرط الا تؤدي الى فعل محرم أو ترك واجب. ولا يجوز أن يحكم أحد بكفر مسلم الا اذا ثبت كفره بدليل قطعي الثبوت او اجماع وليس بما يفيد الظن والاحتمال. ومن هنا نستطيع أن نقرر أن مؤلف أغنية " من غير ليه" أو مغنيها أو مرددها لا ينطبق عليه الحرمة أو الكفر لن خلط المديح بالغزل لا حرمة فيه. ماذا في كلام الأغنية التي تقول: "جايين الدنيا ما نعرف ليه ولا رايحين فيه ولا عاوزين ايه" ان لذلك نظيرا وهو قول عمر الخيام الشاعر الصوفي الذي اطلق عليه سلطان العاشقين فيما ترجمه له الشاعر الراحل أحمد رامي:
لبست ثوب العيش لم استشر ... وحرت فيه بين شتى الفكـــــر
وسوف أنضو الثوب عنــــي ... ولم ادرك لماذا جئت اين المفر
واستعمال الشك للوصول الى الحقيقة هو مذهب يراه الامام الغزالي. وأخيرا لا يعد المسلم منكرا بأن الله خلقه لعبادته مادام يعمل لخير البشرية وازدهار الحياة .. فهل جاء أحد من علماء الاسلام السابقين وقضى بكفر أحد ممن استشهدنا بأقوالهم وهي لم تخرج عن معاني الأغنية. والاجابة أننا لم نجد من العلماء أحدا قد حكم بكفر من قال بمثل الأغنية ولكننا للاسف وجدنا ذلك من قوم قل علمهم بالاسلام ادعوا غرورا أنهم أعلم العلماء وأنهم المدافعون عن الاسلام والعارفون بأدلته وأحكامه وقواعده وأصوله.
وقال الدكتور سيد طنطاوي مفتي الديار المصرية:
"اذا كان الغناء بألفاظ سليمة وأداء حسن لا يثير الغرائز، ويحتوي على المعاني الكريمة التي تغرس في النفوس قيم العقيدة الدينية الصحيحة ومكارم الاخلاق، فلا بأس به. أما اذا كان الغناء مخالفا لكل هذا.. فهو محرم من قبل الأديان السماوية جميعها.
في المسرح
بعد مشاهدته مسرحية "دماء على ستار الكعبة" قال الشيخ الشعراوي: "هكذا يجب أن يكون الفن .. يحمل كلمة ورسالة. أنني معجب بأداء اللغة العربية الفصحى في هذه المسرحية. أنني أشجع وأرحب بالفن الجاد الذي يشارك في بناء عقيدة سليمة وانسان متوازن عقلا ووجدانا. ان المسرح الجاد مطلوب في كل العصور والأزمنة.
في الرقص
قال الشيخ الشعراوي: "الرقص ليس فنا.. انه اهتزازات في الجسم بشكل خاص حسب الايقاع المسموع الأمر الذي يثير الغرائز"
في التمثيل
قال الشيخ الشعراوي:"كل ما صح واقعا يصلح تمثيلا . بمعني كل ما يحل واقعا يحل تمثيلا. فلا يحل مشاهدة سيدة متزوجة بالفعل ولها أولاد في الحقيقة وهم يعقدون لها على شخص آخر وتنام في حضنه. أما من يسدي لابنه نصيحة.. أو يوجه جماعة الى توجيه طيب.. أو لص سرق ثم جاءات العدالة ,القت القبض عليه. فهي حلال.
التليفزيون
في استعماله للتليفزيون، قال الشيخ الشعراوي:" هنا استعملت الآلة في الحسن. التليفزيون نفسه ليس حراما.. القضية في توجيه الطاقة.. والانسان يحاسب على توجيه طاقته..
الفن والغناء
شمل التحريف الكلام عن الفن والغناء، والمبدأ الذي تدين به الجماعة، أن مثل هذه الفرعيات موضع خلاف، ولا يجوز أن ننشغل بها عن الأصول المجمع عليها وهي ضرورة اقامة الحكم الاسلامي والدولة الاسلامية أولا وقبل كل شيء. والمسائل الفرعية، تترك لكل شخص وما يطمئن اليه قلبه في هذا الخصوص.
المستشار محمد المأمون الهضيبي
عضو مجلس الشعب واحد قيادات الاخوان المسلمين
المجتمع - 5 ديسمبر 1989
(1) من الألف الى الياء - طارق حبيب
(2) الأنباء الكويتية 10/9/1989 ص 8
(3) لقاء صحفي أجراه: محمد تبارك - الأخبار
(الصورة من مسرحية ريا وسكينة)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق