أي شكل من أشكال الخدمات
تهدف إلى الوصول إلى أكبر عدد ممكن، كذلك العمل الخيري النوبي يهدف إلى الوصول إلى
أكبر عدد ممكن ليس إلى نوبيي اليوم فقط، بل
إلى نوبيي الغد وبعد الغد، وهنا بالتحديد يبرز الاختلاف بين الهواية والاحتراف:
1- الهواية عمل غير
مستمر، إبداع غير مستمر، بينما الاحتراف حتى أبسط عمل تجاري عكس ذلك، فيقوم أي محل
على الأقل بتغيير الديكور بين آن وأخر، وإضافة أنواع جديدة، لجذب زبائن جدد .
2- الهواية عمل موقوف
على إنسان أو ناس في وقت معين ومكان معين، تنتهي بانتهاء متعة هذا الشخص أو الأشخاص،
أو انشغالهم بشئ جديد.. هدف جديد .. زواج .. انجاب أطفال .. الانتقال إلى بلد جديد
أو الانخراط في عمل يحتاج إلى جهد كبير ويوفر دخل أكبر ... الخ. أما العمل
الاحترافي فيظل ثابتاً مدة طويلة قد تستغرق حياة الانسان كلها، فبائع الكشري اليوم
مثلاً هو نفسه البائع بعد 20 أو 30 سنة قادمة.
3- كما إن الهواية متقطعة
... جزء من يوم أو يوم من أسبوع ... أو أسبوع من شهر .. أو شهر من سنة ... أو جزء من
العمر، بينما الاحتراف عكس ذلك تماماً.
4- أكبر مثال على الهواية صيد السمك بسنارة، بينما اكبر مثال على الاحتراف هو صيد السمك بالبواخر العملاقة الحديثة.
5- خدمة بهذا الشكل
(الهواية) لابد لها من افول ... ومحق .. واختفاء ... ثم ... بداية جديدة هزيلة، لأشخاص
متغيرون يبدءون من الصفر، لأنها منفصلة عن سابقاتها ... خدمة جديدة ليس لها تاريخ.
وخير مثال على ذلك أن نوبي ذو مركز مرموق في الكويت أراد أن يعمل في الخدمة العامة
بعد سنوات طويلة كان بعيداً عنها، اقترح في أول (وآخر مرة) حضر فيها اجتماع للقيادات
النوبية: أن نرسل خطابات (بموضوع الاجتماع) إلى جميع القرى! هذا الاقتراح فاجأ الجميع،
وكأن لسان حالهم يقول: هل هذا العضو الجديد كان يحسب أننا كنا نعمل منذ أكثر من 35
سنة بلا مراسلة جميع القرى؟ هل كنا ندعو القرى إلى المشاركة في الدوري النوبي، أو لحضور
الاجتماعات أو الحفلات الغنائية وغيرها بلا مراسلات إلى القرى؟!
وقد طرح أحد الرؤساء
السابقين، بصوت هامس، تحويل العمل التطوعي النوبي إلى الاحتراف، أي بأجر. وإذا كنت
طرحت الآن بعض سلبيات العمل التطوعي كهواية، فليس معنى هذا أن الاحتراف كله ايجابيات.
وخير مثال على سلبياتها ما نشاهده في البرلمانات في جميع دول العالم تقريباً، بتحول
بعض أعضائها من مستوى الدخل المتوسط أو المحدود، إلى مستوى الأثرياء والأغنياء، نتيجة
استغلال المنصب.
فأي الطرق نختار لضمان
تقدم وتطور العمل النوبي الاجتماعي والرياضي ... الهواية والتطوع أم الاحتراف؟
الحل في جعل بعض الأعمال
احترافية، والأخرى تطوعية. فيقسم الاتحاد إلى مجلس أمناء (متطوعين)، يعين أحدهم (محترفاً)
كمدير عام يقوم بتعيين موظفين (محترفين) للقيام بالأعمال التنفيذية والفنية. وبينما
يقوم المدير والموظفون المحترفون بكل الأعمال، يقوم أعضاء مجلس الأمناء بالمحاسبة والإشراف
بصفة دورية (ربع أو نصف سنوية أو سنوية)، والاستعانة بمكتب محاسبة خارجي وقت
الحاجة.
وأفضل مثال على ذلك
(ولو جزئياً) نادي النوبة العام بالقاهرة (أثناء تولي مسعد هركي)، حيث يمكنك أن تجد
سكرتيرتين بنظام المناوبة لاستقبالك من الساعة الحادية عشرة صباحاً إلى الحادية عشرة
مساءً. هذه الخدمة التي ليس لها مثيل في تاريخ العمل النوبي الاجتماعي والخيري حسب
علمي.
(تم النشر في
23/5/2015 فيس بوك نوبتي)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق