أسباب الطلاق
في بداية
كل عام، يستهوى الباحثين والقراء أيضاً، الإحصاءات وجداول البيانات والنتائج التي
استخلصتها الدراسات في جميع مناحي حياة المجتمع الذي نعيش فيه، خاصة تلك المرتبطة
بالزواج والطلاق.
في الكويت، أظهرت احصائية صادرة عن وزارة العدل ببيانات عديدة، نختار منها ما يلي:
1-
ان حالات الطلاق بين
الكويتيين غالبا ما تكون في شهر مايو، في حين سجلت أعياد رأس السنة أعلى حالات
طلاق بين الجنسيات الأخرى.
2- وأظهرت الدراسة ان حالات الطلاق عند من يحملون الشهادة
المتوسطة أعلى بين الفئات التعليمية، كما تبين ان حالات الطلاق تقل بشكل ملحوظ بين
الأميين ومن يقرأون ويكتبون.
3-
وأكدت الدراسة ان 50 في
المائة من أفراد العينة العشوائية أحسوا بالتغيير الكامل بعد الزواج مباشرة في
سلوك الزوج أو الزوجة وصفاته التي كان عليها قبل الزواج في حين ان 26 في المائة من
الأزواج أحسوا بالتغيير بعد انجاب الطفل الأول. وهذا نتيجة أن الزواج بالطريقة
التقليدية (الأهل والأصدقاء والخاطبة) تمثل أكثر من 88%. ولأن المعرفة الشخصية في
المجتمع المسلم قبل الزواج بفترة معقولة تكاد تكون نسبتها معدومة.
4-
ويمثل العامل الاقتصادي جانبا
مهما في أسباب الطلاق وبصفة خاصة ما يتعلق بمصادر الانفاق على النظرة وعدم وجود
ميزانية ثابتة الى جانب سلوك كل من الطرفين في الانفاق وكيفية توزيع مصادر الدخل،
وأفادت الدراسة ان 6.72 في المائة لا يتوفر لهن ميزانية كافية لتغطية نفقات الأسرة
شهريا، بينما 68 في المائة من الزوجات اتهمن ازواجهن بالتبذير واحتكار مصادر دخل
الاسرة لشخصهم فقط، فيما تبادل الطرفان إلقاء اللوم على بعضهما في استغلال موضوع
القروض كل لصالحه.
5- وقد أرجعت الدراسة حدوث الطلاق الى أسباب عدة تتمثل في استمرار
اتباع الأساليب التقليدية في اختيار طرفي الزواج لبعضهما البعض، اضافة الى اختلاف
المعايير التي يتم على أساسها الاختيار بين الزوجين الى جانب تباين المستويات
التعليمية وتطلعات كل من الزوجين الاقتصادية والاجتماعية.
6- وأوصت الدراسة بضرورة التعارف جيدا قبل الزواج والعمل على
ايجاد ثقة متبادلة اضافة الى الابتعاد قدر الامكان عن اتباع الطرق التقليدية في
الزواج، واعطاء فرصة أكبر لحرية الاختيار الى جانب التفاهم وتوافق الطباع
والابتعاد عن تدخلات الأهل وتضييق هوة المغالاة في مطالبة كل طرف من الآخر. (إنتهى).
التعليق:
تجاهلت الدراسة دور القيم وضرورة
توافقها في الزوجين، مثلاً:
1-
تركز الطلاق بين الكويتيين وغيرهم في شهر مايو وقرب الأعياد، يدل على أن الخلافات تكون بشأن قضاء أجازة
الصيف خارج الدولة أو في مصايف الدولة نفسها،
دون نظر الزوجة إلى إمكانيات الأسرة على تحمّل تلك المصاريف الباهظة أم
لا، تقليداً لبعض الأسر الأخرى. فالإنفاق والتبذير قيم والإدخار والاقتصاد
قيم. وقبول ما قسمه الله من الدخل للأسرة
قيم، وتقليد الآخرين مهما اختلفوا عنا قيم.
2-
كذلك ارتفاع نسبة الطلاق بين المتعلمين، وقلتها بين الأميين، دليل على ظهور الاختلاف في القيم المادية
وحدتها بين الفئة الأولى ذات التطلعات غير الواقعية عادة، واستقرار تلك القيم
وضعفها لدى غير المتعلمين.
3- كذلك أولويات الانفاق قيم، فتركيز دخل الأسرة في الإنفاق على أي شئ من سفر وملابس ولعب أطفال وتناول الطعام في مطاعم باهظة، وما يحتاجه البيت يحرم على الجامع، دون اعتبار لزيارة الأهل والأقارب وضرورة التعاون مع الفقراء والمساكين وذوي الحاجة منهم وعمل الخيرات والتطوع، كلها قيم.
إن
اختلاف تلك القيم والمبادئ الانسانية والاسلامية بين فرد وآخر، هي أساس أغلب المشاكل بين الزوجين. ولا يعيرها الزوجان ولا أغلب الناس أي اهتمام، وذلك لأنها قيم روحية صعبة التقييم مادياً.
حتى يكون كلامي واضحاً، لابد وأن أضع أمام القارئ ما تعنيه كلمة قيم. وقد كتب د. غانم عبد الله الشاهين، مدير إدارة الدراسات والعلاقات الخارجية، بالأمانة العامة للأوقاف بالكويت، العدد 3 من مجلة أوقاف، مايو 2002، يقول عن القيم:
-
بديهي أن يكون هناك اختلافاً
بين إنسان وآخر في تقييم الأشياء، فمثلاً
نجد إنساناً يضع للصلاة قيمة في حياته، وآخر يرى غير ذلك.
-
قسم الفلاسفة القيم إلى ثلاث
مراحل: الاختيار – التحفيز – التطبيق السلوكي.
-
كما وضعوا مواصفات للقيم:
أنها في متناول الجميع، ويمكن توصيلها من إنسان لآخر بشكل مقصود، ومنتقاة من بين
عدة قيم متوفرة، وتؤدي للشعور بالطمأنينة والرضا، وتحتاج إلى وقت أو جهد أو مال.
-
والقيم هي مبادئ وأصول
وأفكار وقواعد في الحياة تقود إلى سلوك عام، أو تساعد على اتخاذ قرار، أو تقييم اعتقاد،
أو فعل، ويكون متعلقاً بالاستقامة الشخصية وتطابق الهوية.
-
أما القيم الاسلامية، فهي:
أحكام يعتنقها الأفراد مستمدة من القرآن الكريم والسنة الشريفة أو الشريعة
الاسلامية، وتؤثر على أفعالهم وأقوالهم ولها تاثير واضح عليهم.
-
أو هي معايير نظرية (عقائد
وغيبيات)، ومعايير عملية (عبادات وسلوكيات)، مستوحاة من الايمان بالله، وتتبنى هذه
المعايير فردياً مع الاحساس بالرضا والطمأنينة، وعادة ما تكون ظاهرة وباطنة وتؤثر
على السلوك الفردي والجماعي. (إنتهى).
حرصت على
وضع القيم في أسباب الطلاق، لأنها كما ترى نسبية أي تختلف في أولويتها بين فرد
وآخر، وتتصادم خاصة في العلاقات الحميمة،
بين صديق وآخر، بين مدير وموظف، بين حاكم ومحكوم، بين أستاذ وتلميذ، وأخطر تلك
التصادمات التي تكون بين الزوج وزوجته.
لذلك أرى أن أول ما يجب أن يحرص عليه الرجل أو المرأة قبل الزواج، هو معرفة
القيم وأولوياتها عند الطرف الآخر، حتى
قبل معرفة الطباع، التي هي هامة
أيضاً. وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم
مشهور في ذلك حيث مما قال: " .. اظفر بذات الدين تربة يداك" ... وهو
يحتاج إلى فرد بحث آخر.
موضوع مهم طبعا تختلف فيه اسبابه ولكن حضرتك ذكرت اهمها وهى القيم عامة ..القم الدينية والانسانية هى ال بتدفعنا لنعيش افضل .. وبمعنى اصح بتدفعنا لنتعايش سويا ..
ردحذفطباع الانسان وقيمه بتختلف من شخص لاخر وطبيعى من جنس لاخر .. ف احنا ف الاول والاخر مسؤلين عن اختيارتنا وفقا للى بيتناسب مع قيمنا وطباعنا
و طلاق يعنى استحالة الوصول الى نقطة يتلاقى فيها الطرفين وطالما بنوصل للنقطة دى فده معناه اننا اسأنا الاختيار وده ال صراحة مش بقدر استوعبه .. هل اختيارتنا هى ال فعلا بتكون غلط ولا تلاقى الطباع مش بيظهر غير بعد الزواج فيحدث نوع من التصادم .. وازاى قيمنا ومبادئنا ف وقت معين مش بتقدر على استيعاب الاخر من اجل التعايش .. موضوع صراحة كبير بس حضرتك وضحتلى فعلا مفهوم القيم ويمكن لو ف ناس كتير عندها قيم دينية وانسانية اعتقد ان الحياة حتكون افضل
تحياتى ... استاذنا
بنت النيل.. امانى سيد