الاثنين، 5 أغسطس 2013


أسباب الطلاق

في بداية كل عام، يستهوى الباحثين والقراء أيضاً، الإحصاءات وجداول البيانات والنتائج التي استخلصتها الدراسات في جميع مناحي حياة المجتمع الذي نعيش فيه، خاصة تلك المرتبطة بالزواج والطلاق.

في الكويت، أظهرت احصائية صادرة عن وزارة العدل ببيانات عديدة، نختار منها ما يلي:


1-     ان حالات الطلاق بين الكويتيين غالبا ما تكون في شهر مايو، في حين سجلت أعياد رأس السنة أعلى حالات طلاق بين الجنسيات الأخرى.

2-     وأظهرت الدراسة ان حالات الطلاق عند من يحملون الشهادة المتوسطة أعلى بين الفئات التعليمية، كما تبين ان حالات الطلاق تقل بشكل ملحوظ بين الأميين ومن يقرأون ويكتبون.

3-     وأكدت الدراسة ان 50 في المائة من أفراد العينة العشوائية أحسوا بالتغيير الكامل بعد الزواج مباشرة في سلوك الزوج أو الزوجة وصفاته التي كان عليها قبل الزواج في حين ان 26 في المائة من الأزواج أحسوا بالتغيير بعد انجاب الطفل الأول. وهذا نتيجة أن الزواج بالطريقة التقليدية (الأهل والأصدقاء والخاطبة) تمثل أكثر من 88%. ولأن المعرفة الشخصية في المجتمع المسلم قبل الزواج بفترة معقولة تكاد تكون نسبتها معدومة.

4-     ويمثل العامل الاقتصادي جانبا مهما في أسباب الطلاق وبصفة خاصة ما يتعلق بمصادر الانفاق على النظرة وعدم وجود ميزانية ثابتة الى جانب سلوك كل من الطرفين في الانفاق وكيفية توزيع مصادر الدخل، وأفادت الدراسة ان 6.72 في المائة لا يتوفر لهن ميزانية كافية لتغطية نفقات الأسرة شهريا، بينما 68 في المائة من الزوجات اتهمن ازواجهن بالتبذير واحتكار مصادر دخل الاسرة لشخصهم فقط، فيما تبادل الطرفان إلقاء اللوم على بعضهما في استغلال موضوع القروض كل لصالحه.

5-     وقد أرجعت الدراسة حدوث الطلاق الى أسباب عدة تتمثل في استمرار اتباع الأساليب التقليدية في اختيار طرفي الزواج لبعضهما البعض، اضافة الى اختلاف المعايير التي يتم على أساسها الاختيار بين الزوجين الى جانب تباين المستويات التعليمية وتطلعات كل من الزوجين الاقتصادية والاجتماعية.

6-     وأوصت الدراسة بضرورة التعارف جيدا قبل الزواج والعمل على ايجاد ثقة متبادلة اضافة الى الابتعاد قدر الامكان عن اتباع الطرق التقليدية في الزواج، واعطاء فرصة أكبر لحرية الاختيار الى جانب التفاهم وتوافق الطباع والابتعاد عن تدخلات الأهل وتضييق هوة المغالاة في مطالبة كل طرف من الآخر. (إنتهى).


التعليق:

تجاهلت الدراسة دور القيم وضرورة توافقها في الزوجين، مثلاً: 


1- تركز الطلاق بين الكويتيين وغيرهم في شهر مايو وقرب الأعياد،  يدل على أن الخلافات تكون بشأن قضاء أجازة الصيف خارج الدولة أو في مصايف الدولة نفسها،  دون نظر الزوجة إلى إمكانيات الأسرة على تحمّل تلك المصاريف الباهظة أم لا،  تقليداً لبعض الأسر الأخرى.  فالإنفاق والتبذير قيم والإدخار والاقتصاد قيم.  وقبول ما قسمه الله من الدخل للأسرة قيم،  وتقليد الآخرين مهما اختلفوا عنا قيم.

2- كذلك ارتفاع نسبة الطلاق بين المتعلمين، وقلتها بين الأميين،  دليل على ظهور الاختلاف في القيم المادية وحدتها بين الفئة الأولى ذات التطلعات غير الواقعية عادة، واستقرار تلك القيم وضعفها لدى غير المتعلمين.

3- كذلك أولويات الانفاق قيم،  فتركيز دخل الأسرة في الإنفاق على أي شئ من سفر وملابس ولعب أطفال وتناول الطعام في مطاعم باهظة، وما يحتاجه البيت يحرم على الجامع، دون اعتبار لزيارة الأهل والأقارب وضرورة التعاون مع الفقراء والمساكين وذوي الحاجة منهم وعمل الخيرات والتطوع، كلها قيم.

إن اختلاف تلك القيم والمبادئ الانسانية والاسلامية بين فرد وآخر،  هي أساس أغلب المشاكل بين الزوجين.  ولا يعيرها الزوجان ولا أغلب الناس أي اهتمام،  وذلك لأنها قيم روحية صعبة التقييم مادياً.

ما معنى قيم ؟
حتى يكون كلامي واضحاً، لابد وأن أضع أمام القارئ ما تعنيه كلمة قيم.  وقد كتب د. غانم عبد الله الشاهين، مدير إدارة الدراسات والعلاقات الخارجية، بالأمانة العامة للأوقاف بالكويت، العدد 3 من مجلة أوقاف، مايو 2002، يقول عن القيم:

-        بديهي أن يكون هناك اختلافاً بين إنسان وآخر في تقييم الأشياء،  فمثلاً نجد إنساناً يضع للصلاة قيمة في حياته، وآخر يرى غير ذلك.

-        قسم الفلاسفة القيم إلى ثلاث مراحل: الاختيار – التحفيز – التطبيق السلوكي.

-        كما وضعوا مواصفات للقيم: أنها في متناول الجميع، ويمكن توصيلها من إنسان لآخر بشكل مقصود، ومنتقاة من بين عدة قيم متوفرة، وتؤدي للشعور بالطمأنينة والرضا، وتحتاج إلى وقت أو جهد أو مال.

-        والقيم هي مبادئ وأصول وأفكار وقواعد في الحياة تقود إلى سلوك عام، أو تساعد على اتخاذ قرار، أو تقييم اعتقاد، أو فعل، ويكون متعلقاً بالاستقامة الشخصية وتطابق الهوية.

-        أما القيم الاسلامية، فهي: أحكام يعتنقها الأفراد مستمدة من القرآن الكريم والسنة الشريفة أو الشريعة الاسلامية، وتؤثر على أفعالهم وأقوالهم ولها تاثير واضح عليهم.

-        أو هي معايير نظرية (عقائد وغيبيات)، ومعايير عملية (عبادات وسلوكيات)، مستوحاة من الايمان بالله، وتتبنى هذه المعايير فردياً مع الاحساس بالرضا والطمأنينة، وعادة ما تكون ظاهرة وباطنة وتؤثر على السلوك الفردي والجماعي.  (إنتهى).

التعليق:

حرصت على وضع القيم في أسباب الطلاق، لأنها كما ترى نسبية أي تختلف في أولويتها بين فرد وآخر،  وتتصادم خاصة في العلاقات الحميمة، بين صديق وآخر، بين مدير وموظف، بين حاكم ومحكوم، بين أستاذ وتلميذ، وأخطر تلك التصادمات التي تكون بين الزوج وزوجته.  لذلك أرى أن أول ما يجب أن يحرص عليه الرجل أو المرأة قبل الزواج، هو معرفة القيم وأولوياتها عند الطرف الآخر،  حتى قبل معرفة الطباع،  التي هي هامة أيضاً.  وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم مشهور في ذلك حيث مما قال: " .. اظفر بذات الدين تربة يداك" ... وهو يحتاج إلى فرد بحث آخر.



فيلم TAKEN الرائع


فيلم “Taken” يتهم العرب بالبغاء.. وقطر تمنع عرضه
-        أمامك 96 ساعة
-        على ماذا؟
-        أن تجد ابنتك!
اتهم نقاد وصحفيون عرب الفيلم الأمريكي “اختطاف Taken”، الذي يقوم ببطولته ليام نيسن ويخرجه الفرنسي “بيير مولار” بمحاولة تشويه صورة العرب والمسلمين بتعمد إظهارهم في صورة عصابات إجرامية تتاجر في البشر وتدعو للبغاء، فيما طالبوا بتنسيق الجهود لمواجهة حملة التشويه التي يتعرض لها العرب في الإعلام الغربي والسينما على وجه الخصوص.
وتدور قصة الفيلم حول ضابط استخبارات أمريكي سابق يجوب أوروبا بحثًا عن ابنته التي اختطفت على يد عصابة إجرامية تتاجر في الرقيق الأبيض، ويخوض في سبيلها البطل الأمريكي العديد من المطاردات والاشتباكات.
أفيش فيلم الأختطاف
وبدا واضحًا من أحداث الفيلم أنه يوجِّه رسالة قوية لاحتقار المجرمين الذين يستدرجون الفتيات الأجنبيات إلى دوامة المخدرات قبل أن يتاجروا بهن في شبكة دعارة،غير أنه مع تصاعد وتيرة الأحداث يكتشف المشاهد أن العقل المدبر لتلك الشبكة الإجرامية عرب، وذلك في إشارة مباشرة إلى أن العرب شعوب إجرامية؛ حيث ظهرت السيارة التي يمتلكها التاجر الثري الذي اشترى ابنة الأمريكي تحمل رقمًا لدولة “قطر”، وظهر ذلك واضحًا في مشاهد المطاردة، كما أن الحديث بين أفراد هذه الشبكة الإجرامية في الفيلم الأمريكي كان باللغة العربية.
والغريب أن الفيلم تم عرضه في بعض دور السينما العربية، واقتصرت ردود الأفعال على احتجاجات ملئت المنتديات والمواقع الإلكترونية.
من جانبه علق الناقد السينمائي “سلام غارجو” على موجة الأفلام الغربية التي تهاجم العرب والمسلمين بالقول “إن العرب أنفسهم يتحملون جزءًا من المسؤولية عن زيادة الأفلام الغربية التي تشوه صورتهم؛ لأننا لا نستطيع تشكيل مجموعات ضغط بالمحليات في المجتمعات الغربية، كما أننا لم نستطع خلق سياسة إنتاجية سينمائية لتقديم صورة العرب للآخر بشكل صحيح”.
بدوره قال الصحفي القطري “صالح غريب” إن منع عرض الفيلم في قطر لا يرجع لأن لوحة السيارة تحمل رقمًا قطريًّا فحسب ولكن لأن الفيلم يستهدف الشخصية العربية بشكل عام، والخليجية على وجه التحديد.
وأشار إلى أن هذا الاستهداف ليس وليد اللحظة ولكنه موجود منذ فترة طويلة، والسينما الغربية والكتاب الغربيون يتناولون العرب بصورة مسيئة، وإن كان الخليجيون المستهدفين الأكثر في السينما الغربية التي تُلقي بالتهم المتعلقة بالجنس والعنف وغيرها من القضايا التي طرحت في السينما العالمية.
وأضاف غريب أن الإعلام الغربي بشكل عام وليس السينما فقط يستهدف العرب، وإن كانت السينما هي الأكثر تأثيرًا، كأن تشاهد العقال والجلباب في ملهى ليلي أو مكان دعارة أو غيرها من الوسائل التي تقدم دلالات معينة ترغب هذه الجهات في إيصالها لمشاهديها.
وانتقد الصحفي القطري ضعف المواقف في مواجهة تلك الإهانات، والتي تتمثل في مظاهرة أو احتجاج أو مقال عاطفي يستهجن الإهانة، مؤكدًا أهمية وجود استراتيجية مخططة بعيدة المدى لإيجاد إعلام مضاد لما يطرح في الغرب، سواء كان في الإعلام أم السينما أم غيرها من الوسائل.